طيبة .... ام سذاجة


مواضيع متنوعة
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر

 

 طيبة .... ام سذاجة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
red_dragon
عضو متألق
عضو متألق
red_dragon


الجنس : ذكر
المشاركات : 186
المـكـان : احلى مكان في العالم
نقاطي : 549

طيبة .... ام سذاجة Empty
مُساهمةموضوع: طيبة .... ام سذاجة   طيبة .... ام سذاجة Emptyالخميس 11 أغسطس - 9:22

بسم الله الرحمن الرحيم

طيبة .... ام سذاجة Tebaorsazaga


هذا بوستر فيلم ""I Love You, Man لـ Paul Rudd و Jason Segel ...



* * * * *

( طيبة .... ام سذاجة )



عادل , شاب عادي جدا بل اقل من العادي , دائما أصدقائه يعتبرنه مركز سخريتهم , هل تعلمون السبب ؟؟



عادل يبلغ من العمر خمسة و عشرون عاما , ملابسه تعود الى القرن الماضي و لا يعرف معنى الموضة أو التحديث ..



يرتدي قميصا بيج اللون كاروهات مزررا حتى عنقه , و رابطة العنق بنية اللون
تكاد تخنقه و يرتدي بنطال قماش مخطط اسود اللون , و حذاء اسود على الطرز
الإنجليزي القديم ...



يرتدي نظرات سميكة و ضخمة و كأنه عالم ذرة , و شعره القصير دائما مجعد ...



عادل شاب نقي , طيب القلب , ناجح في عمله , هادي الطباع و الملامح لا يحتك
مع احد لا يعرفه , دائما خجول إذا تحدث مع شخص لأول مرة , و يكون محرج أكثر
عندما يرى أصدقائه يضحكون لأمر ما و هو لا يستطيع ذلك ليس لأنه كئيب , و
لكن يشعر بأنه ليس الأمر الذي يستحق الضحك من أجله , لا يستطيع الحديث مع
النساء الحسناوات و ذلك سبب طرده من العمل أكثر من مرة بسبب تلك المشكلة
...

عادل يحب قراءة الخواطر و النثر و القصص القصيرة و يحب قراءة الصحف العالمية ...



يعمل عادل الآن في مساعدا في متجر لبيع الحلويات , عمل غير شاق و لا يحتاج لاحتكاك مع الناس ...


* * * * *



كريم نجل مدير المتجر , شاب " مروّش " عكس صديقنا عادل , دائما يرتدي ملابس
على أحدث موضة , شعره طويل قليلاٍٍ , يتحرك و كأن به جنـّة , بائع للدنيا ,
يضحك مع هذا و يتحدث مع ذاك , بينما ينظر عادل إليه و يقول في نفسه : "
لماذا أنا لست مثله , ماذا ينقصني ؟؟ "


كريم يتواجد بالمتجر باستمرار , لا يفعل شيئا سوا الضحك و الحديث الغير مجدي مع الجميع ...



فلاحظ عادل ان كريم يتحدث الى الهاتف فأقترب عادل منه قليلا فسمعه يتحدث مع
فتاة , فسمعه يقول لها و هو يضحك : " صدقيني يا حبيبتي لم أكن هناك , لم
اذهب مطلقا , ربما شخصا ما يشبهني , حسنا مع السلامة "



فالتفت كريم للخلف فرآه واقفا خلفه , فتغيرت ملامحه بشدة

فأرتبك عادل فورا و قال : " انا أسف يا كريم , لم اقصد و لكنني كنت سأذهب الى ... "

ابتسم كريم و وضع يديه على كتفه و قال : " لا بأس .. "



فتركه و مضى سيره , فنظر عادل إليه و هو يقول في نفسه : " كم أتمنى بأن أتعرف على الفتيات "

فوقف كريم فجأة و نظر خلفه بسرعة فوجده مازال واقف فقال له : " ما الأمر .. ؟ "

فاقترب إليه عادل بسرعة و قال : " كيف تستطيع التعرف على البنات ؟؟ "

أنصدم كريم و قال : " الم تقيم علاقات بعد ؟؟ "

رد بتوتر : " لا "

ضحك كريم ضحكة عالية : " هل أنت شاذ ؟؟ "

ثم أضاف : " يا عزيزي لن تستطيع إقامة علاقات مع الفتيات بهذه الخليقة "

انزعج عادل من كلامه و قال : " أنها خليقة الله .... ثم أنني لا أستطيع فعل ما تفعله هذا "

ثم قال : " هل سوف تتزوج تلك الفتاة التي كنت تتحدث معها منذ قليل ؟ "



رد بسرعة و بلا وعي : " بالطبع لا .. "

- " لماذا تناديها بحبيبتي إذا , ... "

- " أنها صديقتي "

فقال و كأنه يهزأ منه : " صديقتك ؟ , انتم أيها الشباب أفسدتم معنى الصداقة .... "

ارتدى ملابسه و همّ لمغادرة العمل فأوقفه كريم و قال له :

" هل تريد أن تقيم علاقة مع فتاة ؟؟ "

ابتسم عادل و قال بلهفة : " أتمنى ذلك "

- " بملابسك هذه ؟ "

كريم باستغراب : " وما بها ؟؟ "

- " أظن أنها تحتاج إلى تغير قليلا , ما رأيك أنت ؟ "


* * * * *



دخل عادل و كريم ملهى ليلي يعج بالشباب و الفتيات التي ترقص رقصات فاضحة
وسط الموسيقى الصاخبة و و الأضواء المختلفة المتحركة التي إصابته بالدوار ,
حتى جلسا على طاولتهم المخصصة لهم . . .

- " هيا يا عادل اجلس "

جلس عادل بهدوء فشعر بأنه محرج و بقيّ يلتفت يمين و يسارا خوفا من يراه أحدا يعرفه ...

بينما كريم يمرح مع الموسيقى الصاخبة مرت من أمامه فتاة طويلة , جسدها
ممتلئ قليلا , حسنة المظهر , ترتدي ملابس مميزة , فصرخ و قال بمرح : " لقد
بدأت سهرتنا "

فسرعان ما امسك عادل يده و قال له : " من فضلك يا كريم .... "



ضحك كريم و قال له : " اصمت يا عادل "

فوقف بسرعة و صرخ : " يا ريم . . . . يا ريم "



فالتفت هذه الشابة و ابتسمت ثم اقتربت نحوهم قليلا و قالت : " كريم كيف حالك ؟ "

فجلست و هي تنظر الى عادل نظرات ذات معنى . . .



فأجابها كريم و هو يمعن النظر بها : " بأحسن حال و أنتي يا ريم ؟ "

فضحكت و قالت : " بخير "

فقال لها : " من معك ؟ "

نظرت إلى الطاولة التي تجلس عليها ثم قالت : " سارة و منى و .... سوزان و خطيبها "

ثم نظرت إلى كريم مرة أخرى ..



فقال لها : " هل تستطيع ان تشاركينا الجلسة اليوم "

ابتسمت و قالت : " حسنا , لا بأس من ذلك "

فنظرت الى عادل و لوحت بيدها و قالت : " هاي , أين أنت ؟ "

فشعر عادل بوخذة ثم قال بارتباك : " و أنتي كيف حالك ؟ "

ضحكت ريم و قالت : " يبدو و انك شارد الذهن "

فتقدم إليهم النادل و قال لهم بأدب : " ماذا تفضلوا ان أقدم لكم ؟ "

فقال كريم له : " نريد ثلاث زجاجات من المياة الغازية "

- " حسنا سيدي " و انطلق فورا

فلم يلاحظ و إلا اخرج كريم من جيبه لفافة عجيبة الشكل و اللون و قام بإشعالها باستمتاع ..

وقف عادل و صرخ على الفور : " ما هذا ؟؟ "



أحرج كريم و حاول ان يخفي إحراج فأمسك يد عادل و قال له بصوت خافت : " أجلس , أجلس "

وضعها كريم في فمه و استنشق ما بها ثم قال : " هل أنت مجنون , ما الذي فعلته هذا ؟ "

فأجابه عادل قائلا : " قلت لك ما هذا ؟ "

فنظر كريم إليه و قال : " مخدرات , هل ارتحت ؟ "



لم يستطيع عادل ان يبادله الرد , و لذلك اكتفى بأنه غادر النادي دون أن يتحدث معه ...

بينما حاول كريم إيقافه و لكن لم يكن بوسعه ذلك ...



غادر عادل الى بيته و خلد الى سريره حتى الصباح للذهاب الى عمله مجددا . . .



و عند الصباح , في أثناء عمله لاحظ ان كريم بجواره يحدثه بصوت خافت : " عادل ..... عادل "

فالتفت إليه بانزعاج : " ماذا تريد ؟؟ "

فضحك كريم ثم قال : " هل أنت منزعج ؟؟ "

فنظر إليه باستهزاء و قال : " لا " , ثم التفت إلى عمله مجددا

فتركه و غادر و هو يقول : " لمعلوماتك فقط لقد طلبت ريم رقم هاتفك "

فنظر عادل على الفور بابتهاج فلم يجده , فسرعان ما اخذ يبحث عنه حتى وجده
في مكتبه , فدخل غرفة مكتبه فوجده جالسا يشاهد التلفاز فقال له : " ماذا ..
ماذا قلت للتو ؟ "



فجلس بجواره فور دخوله , بينما كريم يقلب بجهاز التحكم بيده و يتحدث دون النظر إليه :

" ريم كانت ... كانت تريد .. رقم هاتفك "

فأمسكه عادل من كتفه و جعله ينظر إليه و قال له : " ريم التي كنا معها بالأمس ؟؟ "

- " بلى " و التفت إلى التلفاز مرة أخرى ,

فظل عادل يفكر مليا حتى قال لكريم بتردد : " و هل أعطيتها رقمي ؟؟ "

ضحك كريم و قال : " بالطبع "

فقال عادل بسرعة : " هل هي تخصك ؟؟ "

فأشار بيده دون النظر إليه و قال : " لا فهي لك .. "



ظل يفكر عادل قليلا , شارد الذهن , عيناه ثابتتين حتى قال بسرعة : " و هل أخبرتك متى سوف تتصل بي ؟ "

فأجابه كريم دون النظر إليه : " لا اعلم , ربما اليوم , ربما غدا , ربما بعد أسبوع "



فجأة سمع عادل احد يناديه يقول : " يا عادل تعال , أين أنت "



ارتبك عادل و قال بصوت عالي : " أنا قادم ... قادم "

فنظر الى كريم و قال : " أشكرك يا كريم " و غادر بسرعة

فأشار بيده و قال : " لا عليك "


* * * * *



في منتصف اليوم اتصلت ريم بعادل فلم يتعرف عليها بقوله : " المعذرة من المتصل ؟؟ "

- " أنا ريم التي .... "

فقاطعها مسرعا : " نعم نعم , تذكرت , كيف حالك ؟؟ "

فأجابته بأنثوية : " مرحبا يا عادل , اسمك عادل أليس كذلك "



احمر وجه و بدا عليه الارتباك و بفرز الأدرينالين بشدة فلم يعد يقوى على فعل شيئا

فأجابها بلامبالاة : " لا أذكر ..... " , و عندما أدرك نفسه قال مسرعا : " بلى انا عادل "



ثم قالت : " حسنا يا عادل , هل أستطيع ان أراك اليوم ؟؟ , ام أنت ...... "

فأجابها بسرعة : " بلى , لا بأس , وقت ما تريدي "



فظلت تفكر و تصوت صوت أنثوي ينم التفكير حتى قالت :

" ما رأيك اليوم عند الساعة التاسعة , في مقهى ستارباكس كافيه في المهندسين ؟؟ "



دون ان يفكر قال بسرعة : " هذا ممتاز "

فأجابته بسرعة : " حسنا سوف انتظرك هناك , مع السلامة "

و أغلقت الهاتف بعد ذلك , فظل عادل حائرا , و هو يقول لنفسه " هل هذا طبيعي ؟ "



فسرعان ما ترك ما بيده و ذهب الى كريم فوجده جالس على المقهى الذي يقع بجوار المتجر

فأقترب إليه و أخذ يصرخ كالأطفال : " كريم .. كريم .. كريم "

فنهض كريم بسرعة حيث ظن ان هناك مشكلة ما , فقال كريم بلهفة : " ما الأمر يا عادل ؟ "

فأجابه ببطء و بسعادة : " لقد اتصلت بي ريم , و تريد ان تراني الليلة "



فظهرت على كريم الابتسامة , وكأنه شعر بأن أخاه الأصغر قد اجتاز الاختبار بتفوق ...



فقال عادل بسرعة : " ماذا افعل ؟؟ "

- " اذهب لها و لكن إليك بعد النصائح كي تنجح مع هذه النوع من النساء "

أجاب باستغراب : " نصائح ؟؟ "

- " بلى , تعال اجلس "



فجلس عادل و كريم و أخذ يشرح له النصائح بتأني شديد ..



- " أولا , حاول يا عادل ان تبتسم كثير , ثانيا , لا تكون ثرثار و اختصر
الكلام بقدر الإمكان , ثالثا , كن مهذب معها , مثلا قل لها ... قل لها مثلا
لو سمحتي , من فضلك عفو , شكرا , ... و هكذا "

ابتسم عادل ثم قال : " حسنا و ما التالي ؟ "

- " تنفس بعمق قبل ان تتكلم كي لا ترمي كلاما لا تعرف عواقبه , و عندما تتكلم لا تكف النظر عن عيناها "

ثم أضاف بتحذير : " إياك ان تذهب إليها و لا تحضر لها شيئا "

- " لا لا , لا تقلق سوف اجلب لها بعض الأشعار الرومانسية الجميلة "

فصرخ كريم و قال : " غبي ! "

حزن عادل و قال : " بماذا أخطأت ؟ "



فصرخ و قال : " أي أشعار هذه في الزمن الإنترنت و السرعة ؟ "

ثم أضاف بهدوء: " يا عزيزي افهمي و لا تجعلني افقد صوابي , هذه الأشعار
التي تتكلم عنها منذ السبعينات , أين الفتاة التي تقــّدر هذا الآن ؟؟ "



فأعتذر عادل و قال : " حسنا .... أكمل يا أستاذ "

فعدل كريم موضعه ثم قال : " أين كنا .... "

ثم قال بسرعة : " أوه نعم .. احضر لها مثلا وردة حمراء , و حاول ان تفتعل شجارا من أجلها , ان الفتيات يحبون ذلك "

باندهاش : " افتعل شجارا ؟؟ "

- " بلى "

ثم قال كريم : " و نقطة أخرى , حاول بأن تجدد ملابسك هذه "

باستغراب وهو ينظر الى ملابسه قال : " ملابسي , و ما بها "

- " اسمعني جيدا , الفتاة تحب الذي يعتني بملابسه "

- " ولكني لا أحب شراء الملابس الحديثة , ثمنها أصبح باهظا جدا "



- " الطقس حارا اليوم يا عادل , لماذا ترتدي قميصا بكم طويل و مزرزا حتى عنقك , الا تشعر بأن حرارتك مرتفعة ؟؟ "



ثم أضاف : " حسنا قبل الموعد سوف أأخذك الى بيتي و خذ ما يحلو لك من الملابس "

- " أشكرك يا كريم "

ثم مد كريم يداه إليه و قال : " و الآن أعطيني تلك النظارة ... "

فأصابه الاندهاش : " نظارتي , لماذا ؟؟ "

بتأني : " اسمع كلامي يا بنيّ "

- " حسنا تفضل " و أعطاه النظارة . . .

أخذها منه ووضعها على الطاولة ثم قال بابتسامة : " في النهاية يا ولدي , قبلها "



نهض عادل بسرعة : " ماذا تقول ؟؟ "

أجاب كريم باستغراب : " ماذا أقول ؟؟ نعم قبلها من خدها قبلة رومانسية هادئة "



صمت عادل لوهلة ثم قال بغضب : " لا لا لا , هذا غير معقول "

- " أنت حر , و لكن الفتاة تحب هذا ..... , و بشدة "

فنظر إليه نظرة ضجر ....



الساعة التاسعة مساءا , ستارباكس كافيه ...



اخذ عادل يعّد على ساعة يده وهو يقول بتوتر : " لماذا تأخرت .. لماذا تأخرت ... "

فوقف لوهلة ثم جلس مرة أخرى علي كرسيه و هو مرتديا قميصا ضيقا نصف كم ابيض اللون مكشوف الصدر

فأخذ يعدل في قميصه و قال في نفسه : " انه ضيق جيدا ... سامحك الله يا كريم ... "



حتى سمع صوت أنثوي يقول له : " مرحبا يا عادل "

فشعر و كأنه أصيب بكهرباء عالية , فتجمد أمام ريم لثلاث ثواني ثم رحب بها بحرج شديد دون ان ينظر إليها : " مرحبا يا آنسة ريم "



فلاحظ ان يداها ممدوه له كي يسّلم عليها فمد يداه بخوف فشعر بنعومة يديها بيضاء التي اشد من البلسم الطبيعي . . .

فجلست ريم و قالت له : " موعدنا الساعة التاسعة أليس كذلك "

فنظر الى عينها و قال : " أنها كذلك "



فضحكت ضحكة خفيفة ثم قالت : " اعلم , كم مضىّ على مجيئك ؟؟ "

فأجابها بهدوء شديد : " نصف ساعة فقط "

فاقترب النادل عليهم و قال لعادل : " سيدي , هل تحب ان أقدم لكما شيئا ؟ "

فنظر الى ريم و قال : " ريم , ماذا تفضلي من الشراب ؟ "

و كأنها لم تهتم : " كما تريد أنت ! "

- " حسنا "

ثم نظر الى نادل و قال : " من فضلك كأسان من شراب الفراولة "

- " حسنا سيدي "

و انصرف فورا ..



و بسرعة أخرج لها وردة حمراء صغيرة و قال لها بابتسامة : " تفضلي هذه لكي "

أخذت ريم الوردة مبتسمة ثم شمّت رائحتها فصدر منها صوت و كأنها في ذروة نشوتها حتى قالت :

" الله , رائحتها جميلة جدا , أشكرك يا عادل "



أحرج عادل بشدة حتى تظاهر و كأن وقع شيئا منه فانخفض كي يلتقطه و لكنه تأخر قليلا ...

فانكشفت ساقيها الناعمتين له من أسفل الركبة فشعر و كأن صب عليه احدهم ماء مغلي ...

فنهض بسرعة و العرق يتصبب منه مع قليل من احمرار الوجه مع ابتسامة مصطنعة

فعدل موضعه حتى قالت له : " أنت جميل جدا "



صـُدم عادل عند سماع تلك الجملة و احمرت وجنتيه كالأطفال فقال لها بخجل : " أشكرك "



فقالت له بسرعة : " حقا أنت جميل و جذاب "

ثم سألته : " أين النظارة التي كنت ترتديها ؟ "

ضحك عادل ثم قال : " لقد تخلصت منها "

ضحكت ريم ثم سألته : " هل أنت مرتبط ؟؟ "



لم يستطيع عادل النظر إليها مباشرة فقال لها : " لا ..... ليس بعد ! "

فأجابت بيأس : " يا لخسارة هذه الفتاة التي لم تحظى بك بعد "

ضحك عادل بخجل و قال : " هذا الفستان جميل جدا "

نظرت الى فستانها و تحسسته بيدها كي تثيره و قالت له : " نعم , أشكرك هذا من لطفك "

بعد ثواني معدودة جاء النادل و هو يحمل الصينية على إطراف أصابعه بكل خفة و
رشاقة , فقدم لهما الكأسان من شراب الفراولة و قال لعادل بأدب : " سيدي ,
هل لديكم أي طلبات أخرى "

فنظر إليه و قال : " لا .... أشكرك "

فانحنى النادل بكل أدب و غادر على الفور . . . .



مدت يداها و أمسكت الكأس الذي يقع أمامها و أخذت رشفة خفيفة ثم قالت له : " انه لذيذ "

ابتسم عادل و اخذ رشفة من كأسه حتى سمع ريم تقول له : " حدثني عن نفسك يا عادل "

وضع الكأس على الطاولة و قال باندهاش : " ماذا تقصدين ؟؟ "

أشارت بيديها لوهلة ثم قالت : " اقصد انا لا أعرفك , حدثني عن نفسك قليلا ... "

فقال لها بثقة : " و كريم لم يخبرك بشيء عني ؟ "

أحرجت لسؤاله ثم قالت : " لا فضلت ان اعرف منك "

نظر إليها عادل بشغف ثم أصدر صوت همهمة ثم أخرج هاتفه من جيبه ووضعه على الطاولة و قال :

" انا أود معرفة أولا , ما الذي أعجبك بي ؟ "

ثم أضاف : " انا اعلم نفسي جيدا ! " و ابتسم ,



فقالت له : " أنت متواضع جدا , انت تملك ملكات ليست موجودة في هذا الزمان "

ضحك عادل حيث بدأ ان يعتاد عليها و على الحديث معها ....



حتى قالت له : " أنت لم تقم بأي علاقات نسائية من قبل , أليس كذلك ؟ "

تفاجئ عادل و قال : " و ما ادراكي ؟؟ "

ابتسمت و قالت : " هذا واضح من شخصيتك و طريقة حوارك معي "

نظر الى الأرض يائسا ثم نظر إليها : " هذا صحيح , و أتمنى ان تكوني أنتي أول فتاة في حياتي "

ضحكت ريم بخفة ثم قالت : " حسنا حدثني عن نفسك اذا "

فقال بسرعة : " انا إنسان عادي جدا , حياتي مملة جدا , ليس لدي أصدقاء , و تقريبا ان كريم اول صديق حقيقي بالنسبة لي "

انتهى عادل من كلامه حتى رآها ساكنة و لا تتحرك ثم قال : " هل هناك ثمة أمرا ما ؟ "

أجابت بسرعة : " لا لا و لكني تقريبا نفس حالتك , انا أيضا ليس لدي أصدقاء "

فقال لها مبتسما : " و ماذا عن سارة و منى و ..... سوزان "

ردت بسرعة : " سارة فقط هي الصديقة المقربة لي , أما الباقي علاقتي بهم سطحية للغاية "

فقال لها بخجل : " أتمنى ان تعتبريني أكثر من صديقك "



فقامت ريم بكل خفة و بابتسامة و انحنت تجاه و طبعت على خديه قبلة حارة ذات صوت رنان ثم عادت إلى كرسيها مرة أخرى ..



فاحمر وجه عادل بشدة و اخذ يتحسس بأطراف أصابعه موضع القبلة فلم يلاحظ إلا
ألقت ريم إليه مناديل ورقي و قالت له بابتسامة شقية : " تفضل "

فــَهــم بسرعة ما قصدت حيث تركت أثار على خده من احمر الشفاه . . . .

فمسح خديه و قال لها ببطء : " أنا لا استحق هذا "

- " لا , أنت تستحق أكثر من هذا "

فصمتا كلاهما لمدة ثلاث دقائق حتى قال لها : " ما هي هواياتك ؟؟ "



فقالت بيأس : " ان هواياتي لا يهتم بها احد في هذا الزمن , اشعر و كأنني منعزلة "

- " لماذا ؟؟ , و ما هي تلك الهوايات ؟ "

- " أحب القراءة بشدة , و أحب كتابة الخواطر , النثر , و أحب متابعة الصحف الأجنبية ... "

بينما يحملق النظر بها , سكتت ريم و قالت بضحكة : " اعلم ان هذا جنون و لكن .... "

قاطعها على الفور : " لا , العكس تماما , انا أيضا أحب نفس تلك الهوايات "

ثم أضاف بشغف : " أحب القراءة و الكتابة أحب الصحف الأجنبية , نحن نفكر بنفس الاهتمامات ... "

فضحكت و قالت : " هذا شرف لي "

ثم فجأة قالت : " هيا بنا ... ؟؟ "



فأشار عادل الى النادل و و طلب منه الفاتورة فجاء بها بعد دقيقة و دفع له ما طلب , و غادر النادل فورا ..



فأشار عادل الى يديها و قال : " هل أنتي مخطوبة ؟؟ "

فنظرت ريم الى يديها ثم قالت بتردد : " لا .. لا .. "

فقال باستغراب : " لا .. ؟؟ "

عدلت موضعها و قالت : " اقصد أني ارتدي محبس الخطبة عن عمد "

ضحك عادل و قال : " عن عمد , كيف ؟ "

- " لأني لا أريد ان يتقدم احد لخطبتي , لأني أريد ان ابحث عن هذا الشخص بنفسي "

ثم أضافت بأنوثة : " و أظن بأنني قد وجدته "

شعر عادل و كأن احد ما قد وخذه , فقال بابتسامة : " متى أستطيع ان أراكي مجددا ؟ ... "

فقالت بهدوء : " وقت ما تريد ان تراني به , سوف تجدني "




* * * * *



دخل عادل على صديقه كريم وجده يتحدث بالهاتف , فرحب كريم به بصمت و هو يتحدث عبر الهاتف

فجلس عادل بجواره بكامل فرحته ...



فأغلق هاتفه و نظر الى عادل و قال : " مرحبا يا عادل , كيف أحولك ؟ "

فقال بسعادة مفرطة : " انا فرحا للغاية , لم أكن أتوقع أقابل فتاة تعجب بي بهذا الشكل "

فضحك كريم ضحكة عالية و ذهب حيث يقوم بعمل كوب من نسكافيه فقال : " هل تريد ؟؟ "

- " حسنا "



فانتظر حتى وصول الماء ذروة غليانه ثم صبها في كوبه أولا ثم كوب عادل ,
فأقترب عادل و اخذ كوبه بينما كريم جلس يشاهد التلفاز فجلس عادل أمامه . . .



فقال كريم وهو يأخذ رشفة من كوبه : " ماذا قلت للتو ؟ "

بسرعة : " لم أكن أتوقع أقابل فتاة تعجب بي بهذا الشكل "

ضحك مجددا حتى ضجر عادل فقال : " المعذرة , هل هناك ما يضحك ؟ "

فقام من مقامه و قال : " لا , و لكن أصبحت كالأطفال "

فدخل حمّامه صغير الذي يقضي فيه حاجته ثم قال بصوت عالي : " هل اتبعت ما قلته لك ؟ "

بتردد : " بلى ... بالطبع "

فصرخ و قال : " هل قبلتها ؟ ؟ "

- " لا ... اقصد هي – بصوت منخفض – التي فعلت "



فجأة راه أمامه يقول له : " ماذا قلت ؟ "

فقال عادل له : " هي التي قبلتني "



فتحرك كريم نحو كرسيه ثم جلس فلحقه عادل و جلس أمامه

فقال كريم بهدوء : " ماذا تريد منها ؟؟ "

ثم أضاف بلهجة تهديد : " اسمع يا عادل , لا أريد إلحاق الأذى لهذه الفتاة , أنها طيبة و لا تستحق ما سوف تفعله بها .... "

فصرخ عادل و قال : " مهلا ... مهلا , ماذا تقول انت .. ؟ "

ثم أضاف عادل بثقة : " لا أظن أني سوف أجد فتاة مناسبة لي أفضل منها "

ضحك مجددا ثم قال : " بهذه السرعة ؟؟ , أنت لم تلتقي بها إلا مرة واحدة فقط "

ثم أضاف : " ثانيا أنت لم تلتقي بفتيات حتى تحكم "



فقال كريم : " لا عليك من هذا , اخبرني ماذا تعرف عنها ؟ "

- " لا اعرف عنها الكثير , لكنها مهذبة , هي فقط كان زميلة لنا أيام الدراسة "

فسأله بحذر : " هل هي مرتبطة ؟ "

فقال كريم بثقة : " بالطبع لا "

- " كيف ؟؟ "

- " اقصد يعني أنها لو كانت ارتبطت بأحد لكنا أول من علم بذلك "



ثم أضاف : " على أي حال مبارك لك .. "

فقال عادل بسرعة : " هل أتقدم لخطبتها ؟؟ "

فصرخ و قال : " ماذا ؟؟ "

فقال بفزعة : " هل هناك أمر ما يمنع ذلك ؟ "

أجاب بعدم أهمية : " لا , توكل على الله "





* * * *





في اليوم التالي و هو يمارس عمله جاءت فكرة على باله , فحاول الاتصال بريم و لكنها لم تجيب ...



بدأ عادل في تغير ملابسه فأصبح يرتدي ما يرتدون الشباب , و اخذ يستخدم أشياء لم يكن يعرفها من قبل مما أصاب كريم الاستغراب ..



حاول عادل الاتصال بها مجددا و لكن فوجئ بصوت أنثوي يقول " هذا الهاتف مغلق حاليا "



شعر عادل باليأس , فذهب إلى مكتب كريم فرآه نائما , فهّم للدخول و لكن عاد أدراجه ...



مضى قرابة خمس دقائق حائرا , ماذا يفعل , يتحرك بطريقة عشوائية في أرجاء
المكان , حتى سمع هاتفه يغني و يقول : " فينك يا عمري يا كل عمري , كل ما
أنسى أن أنت حبيبي , يصحى فيا الشوق يا حبيبي , و افتكر أيامنا تاني افتكر
أيامنا تاني ....... "



حتى أجاب بسرعة و قال : " ريم ! , مرحبا "

فأجابته و قالت : " عادل , كيف حالك , إن شاء الله بخير ؟ "

فأجاب بتنهيدة : " الآن فقط .... أصبحت بخير "

ثم أضاف بتردد : " هل أستطيع ان ... أراكي اليوم لأمر هام ؟؟ "



سكتت ريم لفترة قصيرة ثم أصدرت صوت همهمة حتى قالت : " حسنا .. "

انكشفت ابتسامة رقيقة على شفتي عادل حتى صرخ من الفرحة و قال : " أين ؟ "

فسمع منها نفس نغمتها ثم أصدرت صوت همهمة حتى قالت : " أين ما تريد ..."

ثم أضافت ريم : " حسنا ... ما رأيك في أن نشاهد اليوم فيلم سينمائي ؟ "

صمت عادل لفترة كي يتذكر هل في حوزته مالا أم لا ..



ثم قال : " حسنا , متى ؟ "

- " بعد ساعة , ما رأيك ؟ "

- " حسنا , سوف انتظرك أمام سينما حياة في وسط البلد "

- " حسنا , مع السلامة "

- " مع السلامة "



أغلق عادل الهاتف و أخذ يقبله كالمجنون حتى رأى أمامه كريم ينظر إليه و يقول : " ماذا .. تفعل ؟؟ "

و هو متجمد لا يتحرك : " لا ..... و لكن كنت اود إعلامك بما حدث "

و هو يتحرك نحو الحمّام و بتثاؤب يقول : " ممتاز , و ماذا حدث ! "



لحقه عادل من خلفه و يقول : " اقصد , أنني سوف أقابلها اليوم كي نشاهد فيلم سينمائي "

بينما كريم يغسل وجه بالماء قال : " لقد تطورت بسرعة كبيرة "

ضحك عادل و قال : " حقا ! "

فنظر إليه و قال بحسرة : " بلى "


* * * * *



و بعد ساعة وقف عادل بالقرب من مدخل السينما منتظرا لقدوم ريم فسمع صوتها من خلفه تقول له :

" هل تأخرت ؟؟ "

التفت بسرعة و هو يتأمل ملابسها فقال مبتسما : " لا , لم يمض على قدومي كثيرا "

فأمسكت زراعه و قالت : " حسنا , هيا بنا "



فدخلا عادل و ريم السينما و أخذا في مشاهدة احد الأفلام الرومانسية الأجنبية الممتعة !



شعرت ريم بالسعادة المفرطة بعد خروجهم مباشرة , و قد كانت الساعة قاربت على
التاسعة مساءا , فطلب منها ان يدعوها على العشاء في إحدى مطاعم الوجبات
السريعة في وسط البلد , فوافقت على ذلك . . .



جلست ريم أولا ثم عادل على طاولتهم في انتظار وصول طعامهم فلاحظ فجأة أخرجت
ريم هاتفها و أعادت تشغيله , فقال لها باستغراب : " لماذا اطفأتي هاتفك ؟؟
"

ارتبكت ثم نظرت إليه و قالت : " خشيت ان يزعجنا احد أثناء الفيلم "

ضحك عادل و قال : " انا اسعد إنسانا بالدنيا "

فرفعت ريم إحدى ساقيها على الساق الآخر و قالت مبتسمة : " و انا أيضا "

بعد دقيقة سمع عادل النادل يصيح و يقول : " خمسة عشر .... خمسة عشر "

فرفع إصبعه لها و قال : " بعد ازنك ! "



ابعد كرسيه للخلف و ذهب نحوه الرجل الذي يناديه و اخذ صينية الطعام
البلاستيكية و جاء بها الى ريم , فجلس بكل هدوء و قال : " تفضلي ! "

ردت بتلقائية : " أشكرك "

في منتصف الجلسة قال لها دون ان ينظر إليها : " هل تستطيعي تحديد لي موعد مع والدك ؟؟ "

بينما تحاول وضع لقمة الطعام في فمها تجمدت فجأة , ثم قالت بتعجب : " ماذا قلت للتو ؟؟ "



نظر إليها و قال بتردد و بخوف : " هل تستطيعي تحديد .... لي موعد ...... مع والدك ؟؟ "

تركت تلك اللقمة التي بيدها و قالت : " هل أنت جدي ؟ "

ابتسمت ريم ثم قالت بسرعة : " لا انا لم اقصد هذا , و لكن ... هل يبدو انك تسرعت في الأمر قليلا ؟؟ "

عدل موضعه ثم قال بثقة : " هل هو كذلك ؟؟ "



فجأة رن هاتف ريم فارتبكت , فنظرت إليه و قالت : " المعذرة ! "

فأجابت على من يتصل بها و قالت : " السلام عليكم ! "

فأحمر وجهها ثم قالت : " لا .... الهاتف , لم ادري بأنه مغلق "

سكتت لفترة ثم قالت : " مع صديقتي ..... حسنا لن أتأخر "

أغلقت الهاتف ثم نظرت الى عادل بضجر و قالت : " المعذرة و لكن عليّ الذهاب الآن "

- " هل هذا أباكي ؟؟ "

- " من ؟؟ , نعم هو , المعذرة يا عادل سوف اتصل بك لاحقا ... "

و قامت ريم من مكانها و غادرت فورا دون حتى ان تكلمه , بينما هو ينظر إليها و يتمنى ان تبادله النظر ..

شعر عادل بيأس شديد حتى ترك المطعم و ذهب الى بيته . .



مر يومان كاملان دون ان تتصل به , وقد اشتعل قلبه محبة لها و كأنه عاشقا
لها منذ أمد بعيد , حتى و عندما يحاول ان يتصل هو بها لا تجبه , مما كان
يشعره بالقلق , فلم يكن لديه إلا اللجوء الى كريم ...



جلس عادل على مقعده أمام كريم و قال له بهدوء :

" يا كريم , لقد حاولت الاتصال بها مرارا و تكرارا و لكنها لم تجب "



و كأنه يكلم نفسه : " من وقت ما جاءها هذا الاتصال المفاجئ و أحوالها تغيرت "

ثم نظر إليه و قال : " حتى إنني أرسلت إليها رسائل على هاتفها و لكنها لم تجب , هل تعرف شيئا ؟؟ "

ظهر ارتباك على وجه كريم ثم قال : " صدقني يا عادل , لم يحدث أي اتصال بيني و بينها "

بسرعة : " حسنا , من فضلك اتصل بها الآن "

- " الآن ؟؟ "

بسرعة : " بلى , هيا "



فأخذ كريم هاتفه بتردد و أخذ يتصل بها حتى قال بعد وهله : " ريم مرحبا كيف حالك "

ثم قال بسرعة : " عادل معي هنا الآن لماذا لم تجيبي عليه , انه قلقا بشأنك "

فسرعان ما اخذ عادل الهاتف منه و قال : " مرحبا يا ريم ! "

فسمعها تقول له بصوت مرتكب : " من ؟ "

فأجابها باستغراب : " انا .. عادل "

فقالت له بجفاء : " أوه نعم .. مرحبا يا عادل "

- " لماذا لم تجيبي على هواتفي ؟ "

- " آسفة و لكني كنت منزعجة لأمر ما "

- " و الآن ؟؟ , هل ما زلتِ منزعجة ؟ "

ضحكت ثم قالت : " ماذا تريد ؟؟ "



نظر الى كريم نظرة خفية , ثم ابتعد عنه مسافة خمس او ست أمتار ثم قال لها :

" الموضوع الذي تحدثنا به منذ يومين "

ثم قالت بخلسة : " لا اعلم يا عادل , اظنك انك تسرعت قليلا , من فضلك هل تستطيع تأجيل هذا الموضوع ساعتان فقط ... "

- " حسنا كما تريدي .... "


* * * * *



لم يمض سوى ساعات قليلة حتى جاءه اتصال من ريم ...



ابتسم عادل , احمر وجه , و فرز كمية ليست بقليلة من الأدرينالين , حتى استعد قواه و تناول هاتفه و قال :

" مرحبا "

فقالت له بأنوثة : " مرحبا يا حبيبي "

صدم عادل عندما سمع هذا منها فقال : " هل أنا المقصود ؟ "

ضحكت ريم و قالت : " بالطبع , هل أحدث احد غيرك ؟ "

- " هل اعدتي التفكير فيما طلبته منك ؟ "

- " اوه نعم ... حسنا , هل أنت مشغول الآن ؟ "

- " لا , لست مشغولا "

- " حسنا سوف انتظرك في ستارباكس كافيه بعد ... بعد ساعة "

- " حسنا و انا سوف انتظرك من الآن "

- " مع السلامة يا عادل "

- " مع السلامة "


* * * * *



- " هل تعرفي يا ريم انك أول فتاة أحبها في حياتي ؟؟ " , قالها عادل لريم في المقهى ....



اصطنعت ريم ابتسامة ثم قالت : " و أنت أيضا "

فاقتراب النادل إليهم و قدم لهما القهوة و غادر على الفور

فقال لها : " هل تحدثتي مع والدك ؟؟ "

- " لا ليس بعد .. و لكني تحدث معه بشكل غير مباشر بشأني "

بعدم اقتناع : " و ماذا بعد "

ضحكت ثم قالت : " لا تقلق سوف أتحدث معه غدا "



رن فجأة هاتفها فتناولته فرأت اسما مألوفا فقالت لعادل : " المعذرة "

فقامت من مكانها و ابتعدت بعيدا حتى تتحدث على راحتها . . . .



فظل عادل ينظر إليها , فراها تتحدث بخفة دون ان تنفعل , فمضت دقيقتان حتى
قدمت إليه و جلست أمامه ثم قالت : " المعذرة يا عادل , انه أبي "

فجأة قالت له : " لماذا لا تنمي عضلات جسدك و تصبح كالمصارعين ؟؟ "

ضحك و قال : " لا أحب هذا , و لكن اذا كنتي مصّرة .. "

فابتسمت ثم قالت : " أود ان أسألك سؤال و لكن , أرجوك لا تسئ فهمي "

- " تفضلي "

ببطء : " كما تعلم ان ابي سوف يطلب منك بيت كي نعيش فيه "

فقال بثقة : " انا لدي بيت صغير , ابي اشتراه لي عندما كنا صغار "



ابتسمت ريم و قالت : " حسنا و .... "

قاطعها مبتسما و قال : " لا ... لا املك سيارة "



ضحكت ريم و قالت بسرعة : " لا لا اقصد هذا , بل هل ستجد عملا آخر غير هذا ؟ "

- " و ما به عملا , مما يشكى ؟؟ "

- " اقصد انه لن يكفي أسرة "

ضحك و قال : " على العموم هذا سابق لأوانه "



مرت ساعة من الحديث الذي سمح للطرفين التعرف الى بعضهم البعض حتى قدم النادل و قدم الفاتورة الى عادل , فأعطاه ما أراد و انصرف ...



فقالت ريم : " سوف أحدث أبي غدا , و هذا وعد مني لك "

فقال لها : " الساعة الآن الخامسة , هل لديكي مانع ان نتمشى قليلا على جوار النيل ؟ "

بابتسامة : " لا "

فأمسك يديها و قال لها : " هيا بنا "



ظلا يمشيان و يمشيان حتى وقف أمام احد الباعة للحمص الشام و قال لها : " الطقس بارد , هل تريدي "

ابتسمت و قالت : " يداك تكفيني ! "

ضحكت عادل و طلب من صاحب العربة و قال له : " من فضلك كوبان من حمص الشام "

بينما ريم تراقب الشارع و عادل يقف أمامها يحضر الكوبان من صاحب العربة , فجأة تصرخ ريم بشدة و تقول : " عادل انتبه ! "



لم يلاحظ عادل و إلا رجل من خلفه قد ضربه على امة رأسه فسقط على الأرض ملطخ بدمائه . . .



اقترب هذا الرجل الضخم ذو العضلات المفتولة من عادل و أمسكه من رقبته و قال لريم :

" هل هذا هو القذر الذي تفضليه عني ؟ "



فضربه مرة أخرى على رأسه فصرخ من شدة الألم و سقط مجددا , فحاول ان يقف و لكن لم يكن باستطاعته ...

بدأ الجمهور بالتجمع حولهم فصرخت ريم و قالت : " من فضلك يا بركات ... من فضلك , اتركه "



فصرخ في وجهها و قال : " اخرسي ! "

فأجمع عادل قواه و أفاق مما فيه , فوقف أمام هذا الضخم و قال له بهدوء :

" من فضلك يا سيد , يوجد فقط سوء ... تفاهم "

فصرخ و قال : " أي سوء هذا يا قذر , إنها خطيبتي يا حيوان "



ثم لكمه مرة أخرى على فكه فسقط عادل على الأرض و انعدمت الرؤية لديه و أصبحت مشوشة ...

فسمعه يحدث ريم يقول لها : " لا أريد ان أراكي ثانيا يا ساقطة , و ها هو محبسك "

فالقاه في وجهها و قبل ان يغادر ضرب عادل مجددا بقدمه و بصق عليه و غادر على الفور . . .



اقتربت ريم بسرعة إليه و جثت على ركبتيها و قالت بقلق : " عادل ... هل أنت بخير "

أبعدها بيده ثم استجمع قواه و حاول ان يتحرك و لكنه كان يقع في كل مرة ,
بينما الجمهور من حوله يحدقون النظر به و بريم محاولة لمعرفة لماذا حدث
لذلك . . .

حتى اقترب شاب قصير ناحيته حاول ان يساعده فقال له : " أين تريد الذهاب ؟ "

- " من فضلك أريد سيارة أجرة "



فلحقت ريم به كي تحاول ان تتكلم معه لكنه أبى , فركب سيارة الأجرة و انطلق نحو بيته . . .


* * * * *



عادل ملقيا على سريره يحاول ان يريح جسده مما حدث له , فجأة رن هاتفه و لكن
لم يستطيع الإجابة حتى خمس أو ست مرات , فتناوله عادل و أجاب بسرعة و قال :
" من معي "

فسمع صوت كريم يقول له : " عادل ماذا حدث لك يا صديقي "

- " اصمت , لقد كذبتم عليّ جميعا "

- " ماذا تقول ؟ "

- " كذبت عليّ عندما قلت لي بأنها ليست مخطوبة و لا اعلم ما تخفيه أيضا "

- " صدقني لم أكن اعلم , ريم لم تخبرني بذلك "

- " حسنا ! " و ألقى بالهاتف بعيدا . . . .



فأخذ يتأوه من ألامه حتى سمع صوت طرقات الباب فقال : " تفضلي يا أمي "

فدخلت سيدة كبيرة في السن رشيقة حزينة على ما حدث لابنها , فقالت له : " كيف حالك يا بنيّ الآن "

- " أحسن يا أمي "

فجلست بجواره ثم قالت : " هلا تقص لي ماذا حدث معك "

- " هل تتذكري الفتاة التي حدثك عنها من قبل ؟ "

- " ريم ! "

- " بلى , اكتشفت اليوم بأنه مخطوبة لرجل يشبه سلفستر ستالون "

ضحكت والدته و قالت : " من ! "

فضحك عادل و قال : " رآني معها اليوم و ابرحني ضربا "

و كأنه يكلم نفسه : " لا اعلم ما هي الحكاية "

- " الحكاية واضحة , أنها مخطوبة لرجل آخر و تريد ان تلهو معك "

فقال باستغراب : " تلهو معي "

- " بلى "

فأجابها بحزن : " حسبي الله و نعم الوكيل , الفتيات تلهو مع الشباب "


* * * * *



دخل عادل فجأة مكتب كريم فصعق من مكانه , فوقف بسرعة و حاول ان يهدئه :

" عادل , ماذا حدث لك , وجهك محطم كليا "

- " اخرس "



أغلق الباب من خلفه و اجبر كريم على الجلوس ثم جلس عادل بعده . . .



فقال له بكل حذر : " سيد كريم , يا صديقي العزيز , اخبرني الحقيقة كاملة و إلا لن تخرج من هنا سليما "

فنهض كريم و صرخ : " ماذا تقول يا ولد , هل نسيت نفسك ؟"

فأجبره عادل على الجلوس مجددا و قال بهدوء : " لا لم أنسى نفسي , انا لا أستطيع إيذاء ذبابة و لكن ... "

ثم صرخ و قال : " يا سالم "

فدخل رجل طويل عريض المنكبين اسود اللون و يحمل بين يديه سكينة حادة . . .



فصرخ كريم خوفا : " يا عادل نحن أصدقاء من فضلك لا تفعل هذا "

ظل يدور حول كريم و هو يقول : " اخبرني يا كريم , اخبرني القصة كاملة , و لماذا حدث ما حدث . . . ! "

- " حسنا , حسنا و لكن ابعد هذا عن هنا "

فصرخ عادل : " أكمل "

فقال كريم : " عندما غادرت النادي منزعجا بخصوص المخدرات , جلست ريم بجواري و قالت لي "


- " من هذا المدلل ؟ "
فقال كريم : " انه عادل يعمل لدينا في المتجر "
ثم قالت : " و لكنه هل هو ساذج قليلا ؟ "
ضحك كريم و قال : " جدا "
ظلت تفكر كثيرا حتى قالت : " ما رأيك بعمل لعبة صغيرة ؟ , مثل هذه الشخصيات يخرج منها الكثير "
باستغراب : " لعبة , أي لعبة ؟ "
ظلت تفكر و قالت : " سوف اشرح لك فيما بعد و لكن أريد منك ان تخبرني عن صديقك عادل "




فقال عادل : " و ماذا بعد "

قال كريم : " أعطيتها بعض المعلومات عنك و عن ما تحب و عن ما تكره و هكذا ... "

- " ثم , ..... "

- " ثم أخبرتك بأنها تريد رقم هاتفك "



ثم أضاف كريم مبتسما : " و عندما قابلتها أول مرة في المقهى , اتصلت بها و
علمت ما حدث بينكم , بالطبع كنت مركزا للسخرية , و بعد ذلك بعد عودتكم من
السينما أخبرتني ماذا قلت لها , وانك تريد مقابلة والدها لخطبتها , أخبرتها
بأن لا تجيب علي هواتفك هذه الأيام و إن اطر الأمر تغلق هاتفها نهائيا , و
لكن خطيبها بركات كان دائما يسبب لها المتاعب ..... "



ثم قال كريم : " و عندما دعوتها على العشاء في مطعم الوجبات السريعة اتصل بها خطيبها بركات , مما جعلها تدعك و تغادر مسرعة "



سكت كريم قليلا ثم قال : " و عندما كنتم في المقهى في المرة الأخيرة اتصلت
بها و أخبرتني بأنك معها في نفس المقهى و انك من دعاها الى ذلك , فأخبرتني
بأنها حقيقياً أصبحت مشدوهة بك , بعيدا عن ما حدث مسبقا , و هي الآن تحبك
فعليا و أنها سوف تحدث والدها عنك و أنها سوف تصرف النظر عن بركات لأنها
تشاجرت معه لأمر بالغ الأهمية و لم تعد تحتمله , و لكن القدر لا يريد ان
يكملها معك , أرسل إليك بركات و حدث ما حدث "



اقترب عادل منه أكثر و قال : " تبا لك و لريم " ثم صفعه على خده و هّم
لمغادر المكتب حتى رأى أمامه ريم تبكي فحاولت ان تتحدث معه فتركها و مضى
سيره مما لحقت به حتى وقف و قال :

" ريم ! اغربي عن وجهي , لم اعد أود رؤيتك "



فتركها و مضى سيره و لكنها حاولت ان توقفه حتى صرخت : " اقسم لك إني أحبك
... أقسم لك إني احبك " و لكن لم يهتم بها و ذهب بعيدا فتجمدت ريم مكانها
يائسة فرددت مرة أخرى عبارتها بصوت منخفض قليلا :

" اقسم لك إني أحبك ... "


* * * * *



جلس عادل على سريره حزينا , شاردا , ضائعا , لماذا أول حب في حياته يصدمه هكذا ؟؟

هل يصفح عن ريم ؟؟ , و لكنها جعلت منه أضحوكة ,

لماذا لا يفسر هذا بأن القدر جعلها منذ البداية لعبة و اختتمها بزيجة ؟؟



" لماذا اصطنع لنفسي سببا من أجلها , هل أفكر بالإصفاح عنها ؟؟ "

" هل هذه طيبة . . . . أم سذاجة , في كلتا الحالتان ... دائما خاسرا "


* * * * *



تمت بعون الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
طيبة .... ام سذاجة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الملاك :: [ مـنـتـدى الـمـلاك الـعـام ] :: مـلاك العام-
انتقل الى: