حقــ ٌ منـتـزع ... وليــدة اللـيـلة


مواضيع متنوعة
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر

 

  حقــ ٌ منـتـزع ... وليــدة اللـيـلة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الوردة المتفتحة
عضو
عضو
الوردة المتفتحة


الجنس : انثى
المشاركات : 47
المـكـان : الاردن
نقاطي : 70

 حقــ ٌ منـتـزع ... وليــدة اللـيـلة Empty
مُساهمةموضوع: حقــ ٌ منـتـزع ... وليــدة اللـيـلة    حقــ ٌ منـتـزع ... وليــدة اللـيـلة Emptyالخميس 7 يونيو - 11:45

العين
تلتمع ,تبرق فى ليل القريه الحزين ,قلبها يتحرك بعنف كانه يقول باحتدامٍ
ظاهر :خذنى معك , ولكن لسانها صمت ليحتج فى غضبٍ ناعم ,


القرية
كلها تشهد الوداع فى صمت , وأصبحت الأعين مدقاتٍ للقلوب , النساء واقفات
تودعن ازواجهن فى مشهد تراجيدىٍ حزين , تملن كلما مالت بهن الريح ,لا تجدن
عزاءً سوى الظفور بشرف الوطن قبل ان يدنسه الأعداء مجدداً فى معركة حتمية ـ
معركة الفوز بالحياة ـ .


مال بعطفٍ ناحيتها ,طوقها بذراعيه فى رقه ,

كانت السهام المندفعة من حدقتيها تخترق قلبه , تعتصره , تكاد تخلعه من بين جنباته , لكنه وداعٌ حتمى ! , همس فى اذنيها : انتظرينى

, فهنا الكثير لأعودَ من اجله , هنا زوجتى الجميله وطفلى الذى تحتضنه احشاؤها وأرضى التى تشتاق للفأس وطعم الإرتواء , طعم النصر! .

امسك يدها فى حنان , اخبرها أنه سيضع صحارى المعركة شرفة للطيور والحمائم , وانحنى ليسمع دقات قلب طفله الذى سيولد ومصير والده مجهول

ما بين الحياةِ فى الدنيا والحياةِ فى الآخرة .

خرج من عتباتِ المنزل وقد شحبَ وجهه وهربَ الدم من عروقه ,و لكن الأمل ظل يرافقه خطوةً بخطوة .



مضت سبع ليالٍ فى ألم الإشتياق , ولكن هذه الليله راودتها آلام أخرى غير الحنين , سمعت جارتها سعاد صرخاتِها , فعلمت أنها

تمخض , جرتْ فى اضطرابٍ وسرعه الى حيث مرقدها .

الألم كالعادة لا يحتمل ولكن المرأة كالعادة تتحمله . خفتت الحنجرةُ من شدة الصراخ و انقشع غبار الليل شيئاً فشيئاً

لينخر الفجر الجميل فى جسد السواد القاتم مخلفاً وراءه شعاعاً ابيضاً رقيقاً .



كانت
فتاةً حليبيةُ اللون ذات شعرٍ أسمر وعينان بنيتان جميلتان , كانت جدُ
صغيره وأصابعها رقيقة ناعمه ويدها لا تكاد ترى , فهى وليدة الليلة !


كان وجهها طفولياً , ولكنها وجدت فيه ملامح والدها وسحناته .

مضى
أسبوعٌ آخر , الجميع فتح المذياع فى لهفه بانتظار الكلمة , الكلمة التى
تنطلق لتحرر قلوبهم الواهنة , صاحوا جميعاً عندما نُطقت كلمة النصر


طارت القلوبُ ذاك اليوم , يوم السادس من أكتوبر لتستولى السعاده على قلوبٍ ذاقت كثيراً طعم الفقد !



عادَ
أبطالُ القرية , وكان دخولهم احتفالاً مهيباً , جرت لاستقباله عند الشاطىء
, بحثت عيناها عنه هنا وهناك و لكنها لم تلمحه بين العائدين فاستدارت تلوم
نفسها أنها صدقته وانتظرته كما أخبرها , كان قلبها يتمزق بفقدان هذا الشخص


,
ولكن يداً طوقتها من الخلف , صاحت , انماع قلبها بين يديه , شكرت الله على
عودة الحبيبِ والزوج والأب والأخ وكل ما تبقى لها فى الحياة ! ,


اقتطعت
أواصر الفصام والخصام فى القرية لتعزف موسيقى الشغف و الحب والفرحة
بالرجوع , وصارت الفتاة الصغيرة البشرى السارة وفأل الخير فى القرية
بأجمعها




مرت
الأيامِ والسنون والحب بينها وبينه يكبر وتجاعيدهما تذداد والطفلةُ تصبح
شابة جميلة كوردةٍ اشتد عودها وتفتحت لتجذب رائحتها أصحاب الذوق الرفيع ,


مرت الأيام والفتاة تشب بضعة سنتيمترات وتستطيل أكثر فأكثر .

كانت
العيونُ تترصدها حين تغدو وتروح , ونظراتُ الإعجابِ تلاحقها أينما ذهبت ,
ولكنها لم تأبه بذلك ,فحبه قد ملأ كيانها . ذاك الشابُ الفتى ذو السمرة
الخفيفة , كان يبدو كرجلٍ مثيرٍ للإهتمام , يجمع بين الوسامة والخشونة
والجدية ,


ولكنه
لم يكن قاسياً بل كان طيبَ القلب , تلمعُ عينيه ببريقِ الذكاء , فرغم
تعليمه العالى كان يعلم ماهيةَ الأرض ويقدر الفأسِ والطين .


أحبها أيضاً , تقدم لخطبتها ووافق والدها عليه , فالجميع يعرف أخلاقه و مثاليته .

تزوجا فى بيتٍ قديم ولكنها لم تكترث , فهى لم تلاحظ , كان الحبُ يشعرها بأنها تقطن فى قصرٍ لا أول له أو آخر . كان حبهما كبيراً

وكانت سعادتهما بالغة رغم الفقرِ الموحش .

كانا
أنموذجاً للحياةِ الزوجةِ السعيدة بمزاحمها وجديتهما واخلاصهما المثالى ,
واكتملت حياتهما عندما حملت فى أحشائها بذرة مولود جديد, فرحا فرحاً شديداً
, كلاهما كان يعرف أن حياته لن تكون سهلة , ولكنهما كانا متأكدين بأن رزقه
سيأتى بتخطيه عتبة الحياة .


ذاك
الطهرُ و الشرف الذى ساقه والدها والأبطالُ فى الحرب ما لبث أن تحولَ الى
فسادٍ طاغٍ , خرج زوجها ليعترض ويزعج ويصفع نظامَ الدولة الذى حول حياتهما
الى فقرٍ مقيم وظلمٍ دائم ! ,
ودّعته وعيناها تلمعان كوالدتها وقلبها ينبض باحساسين غريبين : احساسُ الفخر واحساسُ الخوفِ من المجهول .


غادر زوجها الى ميدانِِ التحرير حيث من المفترضِ أن يتحرر من فقرِه , من همِه ومن مخاوفِه لكنه لم يعدْ .

بحثت
عنه فى المستشفيات , فى مراكز الشرطه , وأخيراً وجدته ميتاً صريعاً . كان
قلبها ينبض ببطْْْءٍ يثقل دمها , الدموع تنهمر ما بين جثمانِه المسطح
والأراغيلِ الحزينة


التى
انطلقت لتخترق الصمتَ الكئيب . كانت روح الفخر اقرب الى قلبها من جسد
الحزن ولكنه يقترب منه على استحياء . تفاقمت الأحزان تباعاً حين لم تحكم


المحكمة أمس بالحكمِ الذى كانت تطمحُ اليه على قاتلِ زوجها . ذاك الخنزيرُ الذى استنشق دمه كجرعةِ ممنوعات دنيئة . كان حكماً

لا يسمنُ ولا يغنى من جوع .

احتضنت طفلها الرضيع وقالت بنفسٍ محترقة : قاضٍ هذِر

وعادت الى ضريحِ امها من حيث أتت .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حقــ ٌ منـتـزع ... وليــدة اللـيـلة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الملاك :: [ مـنـتـدى الـمـلاك الأدبــيـة ] :: مـلاك القصص و الحكايات-
انتقل الى: