العلماء


مواضيع متنوعة
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر

 

 العلماء

اذهب الى الأسفل 
5 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
diaz
عضو هام
عضو هام
diaz


الجنس : ذكر
المشاركات : 944
المـكـان : غريب
نقاطي : 100

العلماء Empty
مُساهمةموضوع: العلماء   العلماء Emptyالجمعة 18 يناير - 8:53

العلماء 64ac96d891


ولادته ونشأته


ولد سماحته في التاسع من شهر ربيع الاول عام (1349 هـ . ق) في المشهد الرضوي الشريف، وسماه والده علي تيمناً باسم جده الآتي ذكره .


والده هو المقدس المرحوم السيد محمد باقر ، وأما جده الادنی فهو العلم الجليل (السيد علي) الذي ترجم له العلامة الشيخ أغا بزرك الطهراني في طبقات أعلام الشيعة (القسم الرابع ص 1432) وذكر انه كان في النجف الاشرف من تلامذة الحجة المؤسس المولی علي النهاوندي وفي سامراء من تلامذة المجدد الشيرازي، ثم اختص بالحجة السيد اسماعيل الصدر، وفي حدود سنة (1308 هـ) عاد الی مشهد الرضا (عليه السلام) واستقر فيه وقد حاز مكانة سامية مع ما كان له من حظ وافر في العلم مع تقی وصلاح، ومن تلامذته المعروفين الفقيه الكبير الشيخ محمد رضا آل ياسين (قدس سره).


ثم انتقل إلی الحوزة العلمية الدينية في قم المقدسة علی عهد المرجع الكبير السيد حسين البروجردي (قدس سره) في عام (1368هـ،) وحضر بحوث علماء وفضلاء الحوزة آنذاك، منهم السيد البروجردي (قدس سره) في الفقه والأُصول، وقد أخذ الكثير من خبرته الفقهية ونظرياته في علم الرجال والحديث، كما حضر درس الفقيه العالم الفاضل السيد الحجة الكوهكمري (قدس سره) وبقية الأفاضل في حينه.


كانت أسرته (وهي من الاسر العلوية الحسينية) تسكن في اصفهان علی عهد السلاطين الصفويين وقد عين جده الاعلی (السيد محمد) في منصب شيخ الاسلام في سيستان في زمن السلطان حسين الصفوي فانتقل اليها وسكنها هو وذريته من بعده.


وأول من هاجر من أحفاده الی مشهد الرضا (عليه السلام) هو المرحوم (السيد علي) المار ذكره حيث استقر فيه برهة من الزمن في مدرسة المرحوم الملا محمد باقر السبزواري ومن ثم هاجر الی النجف الاشرف لاكمال دراسته.


نشأ سماحة آية الله العظمی السيد السيستاني (دام ظله) في أُسرة علمية دينية ملتزمة، وقد درس العلوم الابتدائية والمقدمات والسطوح، وأعقبها بدراسة العلوم العقلية والمعارف الإلهية لدی جملة من أعلامها ومدرسيها حتی أتقنها.


بدأ سماحة السيد (دام ظله) وهو في الخامسة من عمره بتعلم القرآن الكريم ثم دخل مدرسة دار التعليم الديني لتعلم القراءة والكتابة ونحوها، فتخرج من هذه المدرسة وقد تعلم أثناء ذلك فن الخط من استاذه (الميرزا علي آقا)


في أوائل عام (1360 هـ.ق) بدأ بتوجيه من والده بقراءة مقدمات العلوم الحوزوية، فأتم قراءة جملة من الكتب الادبية كشرح الألفية للسيوطي والمغني لابن هشام والمطول للتفتازاني ومقامات الحريري وشرح النظام عند المرحوم الاديب النيشابوري وغيره من أساتذة الفن، وقرأ شرح اللمعة والقوانين عند المرحوم السيد احمد اليزدي وقرأ جملة السطوح العالية كالمكاسب والرسائل والكفاية عند العالم الجليل الشيخ هاشم القزويني، وقرأ جملة من الكتب الفلسفية كشرح منظومة السبزواري وشرح الاشراق والاسفار عند المرحوم الآيسي، وقرأ شوارق الالهام عند المرحوم الشيخ مجتبی القزويني، وحضر في المعارف الالهية دروس العلامة المرحوم الميرزا مهدي الاصفهاني المتوفی أواخر سنة (1365 هـ.ق) كما حضر بحوث الخارج للمرحوم الميرزا مهدي الآشتياني والمرحوم الميرزا هاشم القزويني (قدس سرهما).


وفي أواخر عام (1368 هـ.ق) هاجر الی قم المقدسة لاكمال دراسته فحضر عند العلمين الشهيرين السيد حسين الطباطبائي البروجردي والسيد محمد الحجة الكوهكمري، وكان حضوره عند الاول في الفقه والاصول وعند الثاني في الفقه فقط.


وخلال فترة اقامته في قم راسل العلامة المرحوم السيد علي البهبهاني (عالم الاهواز الشهير ومن اتباع مدرسة المحقق الشيخ هادي الطهراني) وكان موضوع المراسلات بعض مسائل القبلة حيث ناقش سماحة السيد (دام ظله) بعض نظريات المحقق الطهراني ووقف السيد البهبهاني موقف المدافع عنها وبعد تبادل عدة رسائل كتب المرحوم البهبهاني لسماحة السيد رسالة تقدير وثناء بالغين موكلاً تكميل البحث الی حين اللقاء به عند تشرفهما بزيارة الامام الرضا (عليه السلام).


وفي أوائل عام (1371 هـ.ق) هاجر من مدينة قم الی النجف الاشرف، فوصل كربلاء المقدسة في ذكری أربعين الامام الحسين (عليه السلام) ثم نزل النجف فسكن مدرسة البخارائي العلمية وحضر بحوث العلمين الشهيرين آية الله العظمی السيد أبو القاسم الخوئي والعلامة الشيخ حسين الحلي (قدس سرهما) في الفقه والاصول ولازمها مدة طويلة، وحضر خلال ذلك أيضاً بحوث بعض الاعلام الآخرين منهم الامام الحكيم والسيد الشاهرودي (قدس سرهما).


وفي أواخر عام (1380 هـ.ق) عزم علی السفر الی موطنه (مشهد الرضا عليه السلام) وكان يحتمل استقراره فيه فكتب له استاذه آية الله العظمی السيد الخوئي واستاذه العلامة الشيخ الحلي (قدس سرهما) شهادتين ببلوغه درجة الاجتهاد، كما كتب شيخ محدثي عصره الشيخ أغا بزرك الطهراني صاحب الذريعة شهادة اخری يطري فيها علی مهارته في علمي الحديث والرجال.


وعندما رجع الی النجف الاشرف في أوائل عام (1381 هـ.ق) ابتدأ بالقاء محاضراته (الدرس الخارج) في الفقه في ضوء مكاسب الشيخ الانصاري واعقبه بشرح العروة الوثقی فتم له منه شرح كتاب الطهارة وأكثر كتاب الصلاة وبعض كتاب الخمس وفي عام (1418 هـ.ق) بدأ بشرح كتاب الاعتكاف بعد ان انتهی من شرح كتاب الصوم منذ فترة غير بعيدة ويواصل في هذه الايام (شعبان 1423 هـ.ق) تدريس كتاب الزكاة من شرح العروة.


وقد كانت له محاضرات فقهية أخری خلال هذه السنوات تناولت كتاب القضاء وأبحاث الربا وقاعدة الالزام وقاعدة التقية وغيرهما من القواعد الفقهية . كما كانت له محاضرات رجالية شملت حجية مراسيل ابن ابي عمير وشرح مشيخة التهذيبين وغيرهما.


وابتدأ (دام ظله) بالقاء محاضراته في علم الاصول في شعبان عام (1384 هـ.ق) وقد أكمل دورته الثالثة في شعبان عام (1411 هـ.ق) ويوجد تسجيل صوتي لجميع محاضراته الفقهية والاصولية من عام (1397 هـ.ق) .


اشتغل سيدنا الأُستاذ بالبحث والتدريس بإلقاء محاضراته (البحث الخارج) (1381 هـ.ق) في الفقه علی ضوء مكاسب الشيخ الأعظم الأنصاري (قدس سره) وأعقبه بشرح كتاب العروة الوثقی للسيد الفقيه الطباطبائي (قدس سره)، فتم له من ذلك شرح كتاب الطهارة وأكثر فروع كتاب الصلاة وبعض كتاب الخمس. كما ابتدأ بإلقاء محاضراته (البحث الخارج) في الأُصول في شهر شعبان المعظم (1384 هـ) وقد أكمل دورته الثالثة منها في شعبان المعظم سنة (1411 هـ) وقد سجل محاضراته الفقهية والأُصولية في تقريرات غير واحد من تلامذته.


نبوغه العلمي


لقد برز سماحة آية الله العظمی السيد السيستاني (دام ظله) في بحوث أساتذته بتفوق بالغ علی أقرانه وذلك في قوة الإشكال، وسرعة البديهة، وكثرة التحقيق والتتبع في الفقه والرجال، ومواصلة النشاط العلمي، وإلمامه بكثير من النظريات في مختلف الحقوق العلمية الحوزوية. ومما يشهد علی ذلك شهادة خطية من الإمام الخوئي (رضوان الله تعالی عليه) وشهادة أُخری من العلامة الشيخ حسين الحلي (قدس سره)، وقد شهدا ببلوغه درجة الاجتهاد في شهادتين مؤرختين في عام (1380 هـ.ق) مغمورتين بالثناء الكبير علی فضله وعلمه، علی أن المعروف عن الإمام الخوئي (قدس سره) أنه لايشهد لأحد من تلامذته بالاجتهاد شهادة خطية، إلا لسيدنا الأُستاذ وآية الله الشيخ علي الفلسفي من مشاهير علماء مشهد المقدسة.


كما كتب له شيخ محدثي عصره العلامة الشيخ أغا بزرك الطهراني (قدس سره) شهادة مؤرخة في عام (1380 هـ) أيضاً يطري فيها علی مهارته في علمي الرجال والحديث. أي أن سيدنا الاستاذ قد حاز علی هذه المرتبة العظيمة بشهادة العظماء من العلماء وهو في الحادية والثلاثين من عمره.


منهجه في البحث والتدريس


وهو منهج متميز علی مناهج كثير من أساتذة الحوزة وأرباب البحث الخارج، فعلی صعيد الأُصول يتجلی منهجه بعدة خصائص:


أ ـ التحدث عن تاريخ البحث ومعرفة جذوره التي ربما تكون فلسفية، كمسألة بساطة المشتق وتركيبه، أو عقائدية وسياسية كبحث التعادل والتراجيح الذي أوضح فيه أن قضية اختلاف الأحاديث فرضتها الصراعات الفكرية العقائدية آنذاك والظروف السياسية، التي أحاطت بالأئمة (عليهم السلام) ومن الواضح أن الاطلاع علی تاريخ البحث يكشف عن زوايا المسألة ويوصلنا إلی واقع الآراء المطروحة فيها.


ب ـ الربط بين الفكر الحوزوي والثقافات المعاصرة. ففي بحثه حول المعنی الحرفي في بيان الفارق بينه وبين المعنی الاسمي، وهل هو فارق ذاتي أم لحاظي؟ اختار اتجاه صاحب الكفاية في أن الفرق باللحاظ، لكن بناه علی النظرية الفلسفية الحديثة، وهي نظرية التكثر الإدراكي في فعالية الذهن البشري وخلاقيته، فيمكن للذهن تصور مطلب واحد بصورتين، تارة بصورة الاستقلال والوضوح فيعبر عنه بـ (الاسم)، وتارة بالانقباض والانكماش ويعبر عنه بـ (الحرف) .


وعندما دخل في بحث المشتق في النزاع الدائر بين العلماء حول اسم الزمان، تحدث عن الزمان بنظرة فلسفية جديدة في الغرب، وهي انتزاع الزمان من المكان بلحاظ تعاقب النور والظلام، وفي بحثه حول مدلول صيغة الأمر ومادته وبحثه في التجري فقد طرح نظرية بعض علماء الاجتماع من أن تقسيم الطلب لأمر والتماس وسؤال نتيجة تدخل صفة الطالب في حقيقة طلبه من كونه عالياً أو مساوياً أو سافلاً.


وكذلك جعل ضابط استحقاق العقوبة عنوان تمرد العبد وطغيانه علی المولی وأن ذلك مبني علی التقسيم الطبقي للمجتمعات البشرية القديمة من وجود موالٍ وعبيد، وعالٍ وسافل، وما أشبه ذلك، فهذه النظرية من رواسب الثقافات السالفة التي تتحدث باللغة الطبقية، لا باللغة القانونية المبنية علی المصالح الإنسانية العامة.


ج ـ الاهتمام بالاُصول المرتبطة بالفقه، وأن الطالب الحوزوي يلاحظ في كثير من العلماء إغراقهم وإسهابهم في بحوث أُصولية، لايُعد الإسهاب فيها إلا ترفاً فكرياً، لاينتج ثمرة عملية للفقيه في مسيرته الفقهية، كبحثهم في الوضع وكونه أمراً اعتبارياً أو تكوينياً، وأنه تعهد أو تخصيص، وبحثهم في بيان موضوع العلم وبعض العوارض الذاتية في تعريف الفلاسفة لموضوع العلم، وما شاكل ذلك.


ولكن الملاحظ في دروس سيدنا الأُستاذ هو الإغراق وبذل الجهد الشاق في الخروج بمبنی علمي رصين في البحوث الأُصولية المرتبطة بعملية الاستنباط، كمباحث الأُصول العملية، والتعادل والتراجيح، والعام والخاص، وأما البحوث الأُخری التي أشرنا لبعض مسمياتها، فبحثه فيها بمقدار الثمرة العلمية في بحوث أُخری أو الثمرة العملية في الفقه.


د ـ الإبداع والتجديد: هناك كثير من الأساتذة الماهرين في الحوزة من لا يملك روح التجديد، بل يصب اهتمامه علی التعليق فقط والتركيز علی جماليات البحث لا علی جوهره، فيطرح الآراء الموجودة، ويعلق علی بعضها، ويختار الأقوی في نظره، ويشغل نفسه بتحليل عبارات من قبيل: فتأمل أو فافهم، ويجري في البحث علی أن في الإشكال إشكالين، وفي الإشكالين تأملاً، وفي التأمل توقف.


هـ ـالمامه بمقتضيات عصره:كجواز نكاح أهل الشرك و قاعدة التزاحم التي يطرحها الفقهاء والأُصوليون، كقاعدة عقلية أو عقلائية صرفة، فيدخلها السيد الأُستاذ تحت قاعدة الاضطرار التي هي قاعدة شرعية أشارت لها النصوص، نحو (ما من شيء حرمه الله إلا وقد أحله لمن اضطر إليه)، فإن مؤدی قاعدة الاضطرار هو مؤدی قاعدة التزاحم بضميمة فهم الجعل التطبيقي.


وأحياناً قد يقوم بتوسعة القاعدة كما في قاعدة (لا تُعاد) حيث خصها الفقهاء بالصلاة، لورود النص في ذلك. بينما سماحة آية الله العظمی السيد السيستاني (دام ظله) جعل صدر الرواية المتضمن لقوله لا تُعاد الصلاة إلا من خمسة مصداقاً لكبری أُخری تعم الصلاة وغيرها من الواجبات، وهذه الكبری موجودة في ذيل النص ولا تنقض السنة الفريضة. فالمناط هو تقديم الفريضة علی السنة في الصلاة وغيرها، ومن مصاديق هذا التقديم هو تقديم الوقت والقبلة... الخ علی غيرها من أجزاء الصلاة وشرائطها؛ لأن الوقت والقبلة من الفرائض لا من السنن.


و ـ النظرة الاجتماعية للنص: إن من الفقهاء من هو حر في الفهم بمعنی أنه جامد علی حدود حروف النص من دون محاولة التصرف في سعة دلالات النص، وهناك من الفقهاء من يقرأ أجواء النص والظروف المحيطة به ليتعرف مع سائر الملابسات التي تؤثر علی دلالته.


فمثلاً ماورد من أن رسول (الله صلی الله عليه وآله وسلم) حرم أكل لحم الحُمُر الأهلية يوم خيبر، فلو أخذنا بالفهم الحرفي لقلنا بالحرمة أو الكراهة لأكل لحم الحمر الأهلية، ولو اتبعنا الفهم الاجتماعي لرأينا أن النص ناظر لظرف حرج، وهو ظرف الحرب مع اليهود في خيبر، والحرب تحتاج لنقل السلاح والمؤنة، ولم تكن هناك وسائل نقل إلا الدواب ومنها الحمير، فالنهي في الواقع نهي إداري لمصلحة موضوعية اقتضتها الظروف آنذاك، ولا يُستفاد منه تشريع الحرمة ولا الكراهة. وسيدنا الأُستاذ هو من النمط الثاني من العلماء في التعامل مع النص.


ز ـ توفير الخبرة بمواد الاستنباط: إن سماحة آية الله العظمی السيد السيستاني (دام ظله) يركز دائماً علی أن الفقيه لايكون فقيهاً بالمعنی الأتم حتی تتوفر لديه خبرة وافية بكلام العرب وخطبهم وأشعارهم ومجازاتهم، كي يكون قادراً علی تشخيص ظهور النص تشخيصاً موضوعياً لا ذاتياً، وأن يكون علی اطلاع تام بكتب اللغة وأحوال مؤلفيها ومناهج الكتابة فيها، فإن ذلك دخيل في الاعتماد علی قول اللغوي أو عدم الاعتماد عليه، وأن يكون علی احاطة بأحاديث أهل البيت (عليهم السلام) ورواتها بالتفصيل، فإن علم الرجال فن ضروري للمجتهد لتحصيل الوثوق الموضوعي التام بصلاحية المدرك.


وله آراء خاصة يخالف بها المشهور مثلاً ما اشتهر من عدم الاعتماد بقدح ابن الغضائري، أما لكثرة قدحه أو لعدم ثبوت نسبة الكتاب إليه. فإن سيدنا الأُستاذ لايرتضي ذلك، بل يری ثبوت الكتاب، وإن ابن الغضائري هو المعتمد في مقام الجرح والتعديل أكثر من النجاشي والشيخ وأمثالهما، ويری الاعتماد علی منهج الطبقات في تعيين الراوي وتوثيقه، ومعرفة كون الحديث مُسنداً أو مُرسلاً علی ما قرره السيد البروجردي (قدس سره).


ويری أيضاً ضرورة الإلمام بكتب الحديث، واختلاف النسخ، ومعرفة حال المؤلف، من حيث الضبط والتثبت ومنهج التأليف، وما يشاع في هذا المجال من كون الصدوق أضبط من الشيخ فلا يرتضيه، بل يری الشيخ ناقلاً أميناً لما وجده من الكتب الحاضرة عنده بقرائن يستند إليها.


فهذه الجهات الخبرية قد لايعتمد عليها كثير من الفقهاء في مقام الاستنباط، بل يكتفي بعضهم بالظهور الشخصي من دون أن يجمع القرائن المختلفة لتحقيق الظهور الموضوعي، بل قد يعتمد علی كلام بعض اللغويين بدون التحقيق في المؤلف، ومنهج التأليف وقد لايكون لبعض آخر أي رصيد في علم الرجال والخبرة بكتب الحديث.


إلا أن سيدنا الأُستاذ والسيد الشهيد الصدر (قدس سره) يختلفان في هذا المنهج، فيحاول كل منهما محاولة الإبداع والتجديد. أما في صياغة المطلب بصياغة جديدة تتناسب مع الحاجة للبحث، كما صنع سماحة آية الله العظمی السيد السيستاني (دام ظله) عندما دخل في بحث استعمال اللفظ في عدة معان، حيث بحثه الأُصوليون من زاوية الإمكان والاستحالة، كبحث عقلي فلسفي لاثمرة عملية تترتب عليه، وبحثه سيدنا الأُستاذ من حيث الوقوع وعدمه، لأنه أقوی دليل علی الإمكان، وبحثه كذلك من حيث الاستظهار وعدمه.


وعندما دخل في بحث التعادل والتراجيح رأی أن سر البحث يكمن في علة اختلاف الأحاديث، فإذا بحثنا وحددنا أسباب اختلاف النصوص الشرعية انحلت المشكلة العويصة التي تعترض الفقيه والباحث والمستفيد من نصوص أهل البيت (عليهم السلام)، وذلك يغنينا عن روايات الترجيح والتغيير، كما حملها صاحب الكفاية علی الاستحباب. وهذا البحث تناوله غيره كالسيد الصدر (قدس سره) ولكنه تناوله بشكل عقلي صرف، أما السيد الأُستاذ فإنه حشد فيه الشواهد التاريخية والحديثية، وخرج منه بقواعد مهمة لحل الاختلاف، وقام بتطبيقها في دروسه الفقهية أيضاً.


هـ ـ المقارنة بين المدارس المختلفة: إن المعروف عن كثير من الأساتذة حصر البحث في مدرسة معينة أو اتجاه خاص، ولكن سماحة آية الله العظمی السيد السيستاني (دام ظله) يقارن بحثه بين فكر مدرسة مشهد وفكر مدرسة قم وفكر مدرسة النجف، فهو يطرح آراء الميرزا مهدي الإصفهاني (قدس سره) من علماء مشهد، وآراء السيد البروجردي (قدس سره) كتعبير عن فكر مدرسة قم، وآراء المحققين الثلاثة والسيد الخوئي (قدس سره) والشيخ حسين الحلي (قدس سره) كمثال لمدرسة النجف، وتعدد الاتجاهات هذه يوسع أمامنا زوايا البحث والرؤية الواضحة لواقع المطلب العلمي.


وأما منهجه الفقهي فله فيه منهج خاص يتميز في تدريس الفقه وطرحه، ولهذا المنهج عدة ملامح وهي:


أ ـ المقارنة بين فقه الشيعة وفقه غيرهم من المذاهب الإسلامية الأُخری، فإن الإطلاع علی الفكر الفقهي السني المعاصر لزمان النص كالاطلاع علی موطأ مالك وخراج أبي يوسف وأمثالهم، يوضح أمامنا مقاصد الأئمة (عليهم السلام) ونظرهم حين طرح النصوص.


ب ـ الاستفادة من علم القانون الحديث في بعض المواضع الفقهية، كمراجعته للقانون العراقي والمصري والفرنسي عند بحثه في كتاب البيع والخيارات، والإحاطة بالفكر القانوني المعاصر تزود ألإنسان خبرة قانونية يستعين بها علی تحليل القواعد الفقهية وتوسعة مداركها وموارد تطبيقها.


ج ـ التجديد في الأُطروحة: إن معظم علمائنا الأعلام يتلقون بعض القواعد الفقهية بنفس الصياغة التي طرحها السابقون، ولا يزيدون في البحث فيها إلا عن صلاحية المدرك لها أو عدمه، ووجود مدرك آخر وعدمه، أما سماحة آية الله العظمی السيد السيستاني (دام ظله) فإنه يحاول الاهتمام في بعض القواعد الفقهية بتغير الصياغة، مثلاً بالنسبة لقاعدة الإلزام التي يفهمها بعض الفقهاء من الزاوية المصلحية بمعنی أن للمسلم المؤمن الاستفادة في تحقيق بعض رغباته الشخصية من بعض القوانين للمذاهب الأُخری، وإن كان مذهبه لايقرها، بينما يطرحه سماحة آية الله العظمی السيد السيستاني (دام ظله) علی أساس الاحترام، ويسميها بقاعدة الاحترام، أي احترام آراء الآخرين وقوانينهم، وانطلاقه من حرية الرأي وهي علی سياق ـ لكل قوم نكاح ـ .





عدل سابقا من قبل في الإثنين 18 فبراير - 10:31 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
diaz
عضو هام
عضو هام
diaz


الجنس : ذكر
المشاركات : 944
المـكـان : غريب
نقاطي : 100

العلماء Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلماء   العلماء Emptyالجمعة 18 يناير - 8:58


التتمة

معالم شخصيته


من يعاشر سماحة آية الله العظمی السيد السيستاني (دام ظله) ويتصل به يری فيه شخصية فذة تتمتع بالخصائص الروحية والمثالية التي حث عليها أهل البيت (عليهم السلام)، والتي تجعل منه ومن أمثاله من العلماء المخلصين مظهراً جلياً لكلمة عالم رباني. ومن أجل وضع النقاط علی الحروف؛ نطرح بعض المعالم الفاضلة التي رآها أحد تلامذته عند اتصاله به درساً ومعاشرة:


أ ـ الإنصاف واحترام الرأي: إن سماحة آية الله العظمی السيد السيستاني (دام ظله) انطلاقاً من عشقه العلم والمعرفة ورغبة في الوصول للحقيقة، وتقديساً لحرية الرأي والكلمة البناءة، تجده كثير القراءة والتتبع للكتب والبحوث، ومعرفة الآراء حتی آراء زملائه وأقرانه أو آراء بعض المغمورين في خضم الحوزة العلمية، فتراه بعض الأحيان يشير في بحثه لرأي لطيف لأحد الأفاضل مع أنه ليس من أساتذته، فطرح هذه ومناقشتها مع أنها لم تصدر من أساطين أساتذته يمثل لنا صورة حية من صور الإنصاف واحترام آراء الآخرين.


ب ـ الأدب في الحوار: إن بحوث النجف معروفة بالحوار الساخن بين الزملاء أو الأُستاذ وتلميذه، وذلك مما يصقل ثقافة الطالب وقوته العلمية، وأحياناً قد يكون الحوار جدلاً فارغاً لايوصل لهدف علمي، بل مضمونه إبراز العضلات في الجدل وقوة المعارضة، وذلك مما يستهلك وقت الطالب الطموح، ويبعده عن الجو الروحي للعلم والمذاكرة، ويتركه يحوم في حلقة عقيمة دون الوصول للهدف.


أما بحث سماحة آية الله العظمی السيد السيستاني (دام ظله) فإنه بعيد كل البعد عن الجدل وأساليب الإسكات والتوهين، فهو في نقاشه آراء الآخرين أو مع أساتذته يستخدم الكلمات المؤدبة التي تحفظ مقام العلماء وعظمتهم حتی ولو كان الرأي المطروح واضح الضعف والاندفاع، وفي إجابته لاستفهامات الطالب يتحدث بانفتاح وبروح الإرشاد والتوجيه، ولو صرف التلميذ الحوار الهادف إلی الجدل الفارغ عن المحتوی فإن سماحة آية الله العظمی السيد السيستاني (دام ظله) يحاول تكرار الجواب بصورة علمية، ومع إصرار الطالب فإن السيد الأُستاذ حينئذ يفضل السكوت علی الكلام.


ج ـ خلق التربية: التدريس ليس وظيفة رسمية أو روتينية يمارسها الأُستاذ في مقابل مقدار من المال، فإن هذه النظرة تبعد المدرس عن تقويم التلميذ والعناية بتربيته والصعود بمستواه العلمي للتفوق والظهور، كما أن التدريس لايقتصر علی التربية العلمية من محاولة الترشيد التربوي لمسيرة الطالب، بل التدريس رسالة خطيرة تحتاج مزاولتها لروح الحب والإشفاق علی الطالب، وحثه نحو العلم وآدابه ، وإذا كان يحصل في الحوزة أو غيرها أحياناً رجال لايخلصون لمسؤولية التدريس والتعليم، فإن في الحوزات أساتذة مخلصين يرون التدريس رسالة سماوية، لابد من مزاولتها، بروح المحبة والعناية التامة بمسيرة التلميذ العلمية والعملية .


وقد كان الإمام الحكيم (قدس سره) مضرب المثل في خلقه التربوي لتلامذته وطلابه، وكذلك كانت علاقة الإمام الخوئي (قدس سره) بتلامذته، فلقد رأيتُ هذا الخلق متجسداً في شخصية سماحة آية الله العظمی السيد السيستاني (دام ظله) فهو يحث دائماً بعد الدرس علی سؤاله ونقاشه فيقول: إسألوا ولو علی رقم الصفحة، لبحث معين أو اسم كتاب معين حتی تعتادوا علی حوار الأُستاذ والصلة العلمية به، وكان يدفعنا لمقارنة بحثه مع البحوث المطبوعة، والوقوف عند نقاط الضعف والقوة. وكان يؤكد دائماً علی احترام العلماء والالتزام بالأدب في نقاش أقوالهم، ويتحدث عن أساتذته وروحياتهم العالية، وأمثال ذلك من شواهد الخلق الرفيع.


د ـ الورع: إن بحوث النجف ظاهرة جلية في كثير من العلماء والأعاظم، وهي ظاهرة البعد عن مواقع الضوضاء والفتن، وربما يعتبر هذا البعد عند بعضهم موقفاً سلبياً لأنه هروب من مواجهة الواقع وتسجيل الموقف الصريح المرضي للشرع المقدس، ولكنه عند التأمل يظهر بأنه موقف إيجابي وضروري أحياناً للمصلحة العامة ومواجهة الواقع، وتسجيل الموقف الشرعي يحتاج لظروف موضوعية وأرضية صالحة تتفاعل مع هذا الموقف .


فلو وقعت في الساحة الإسلامية أو المجتمع الحوزوي إثارات وملابسات، بحيث تؤدي لطمس بعض المفاهيم الأساسية في الشريعة الإسلامية وجب علی العلماء بالدرجة الأُولی التصدي لإزالة الشبهات وإبراز الحقائق الناصعة، فإذا ظهرت البدع وجب علی العالم أن يظهر علمه فإن لم يفعل سلب منه نور الإيمان، كما جاء في الحديث، ولكن لو كان مسار الفتنة مساراً شخصياً وجواً مفعماً بالمزايدات والتعصبات العرقية والشخصية لمرجع معين أو خط معين، أو كانت الأجواء تعيش حرباً دعائية مؤججة بنار الحقد والحسد المتبادل، فإن علماء الحوزة منهم سماحة آية الله العظمی السيد السيستاني (دام ظله) يلتزمون دوماً الصمت والوقار والبعد عن هذه الضوضاء الصاخبة، كما حدث بعد وفاة السيد البروجردي (قدس سره) ووفاة السيد الحكيم (قدس سره)، وما يحدث غالباً من التنافس علی الألقاب والمناصب والاختلافات الجزئية. كما هو الحال في يومنا الحاضر، مضافاً لزهده المتمثل في لباسه المتواضع ومسكنه الصغير الذي لايملكه وأثاثه البسيط.


هـ ـ الإنتاج الفكري: سماحة آية الله العظمی السيد السيستاني (دام ظله) ليس فقيهاً فقط، بل هو رجل مثقف مطلع علی الثقافات المعاصرة، ومتفتح علی الأفكار الحضارية المختلفة، ويمتلك الرؤية الثاقبة في المسيرة العالمية في المجال الاقتصادي والسياسي، وعنده نظرات ادارية جيدة وأفكار اجتماعية مواكبة للتطور الملحوظ، واستيعاب للأوضاع المعاصرة، بحيث تكون الفتوی، في نظره طريقاً صالحاً للخير في المجتمع المسلم.




مرجعيته


نقل بعض أساتذة النجف الأشرف أنه بعد وفاة آية الله السيد نصر الله المستنبط (قدس سره) اقترح مجموعة من الفضلاء علی الإمام الخوئي (قدس سره) إعداد الأرضية لشخص يُشار إليه بالبنان، مؤهل للمحافظة علی المرجعية والحوزة العلمية في النجف الأشرف، فكان اختيار سماحة آية الله العظمی السيد السيستاني (دام ظله) لفضله العلمي، وصفاء سلوكه وخطه.


ويذكر أنه كان في عيادة استاذه المرحوم آية الله العظمی السيد الخوئي (قدس سره) في 29 ربيع الثاني (1409 هـ.ق) لوكعة صحية المّت به فطلب منه ان يقيم صلاة الجماعة في مكانه في جامع الخضراء، فلم يوافق علی ذلك في البداية فألح عليه في الطلب وقال له: (لو كنت احكم كما كان يفعل ذلك المرحوم الحاج آقا حسين القمي (قدس سره) لحكمت عليكم بلزوم القبول) فاستمهله بضعة ايام ونهاية الامر استجاب لطلبه وأمّ المصلين من يوم الجمعة 5 جمادی الاولی (1409 هـ.ق) الی الجمعة الاخيرة من شهر ذي الحجة عام (1414 هـ.ق) حيث أغلق الجامع.


وبعد وفاة الإمام الخوئي (قدس سره) كان من الستة المشيعين لجنازته ليلاً، وهو الذي صلّی علی جثمانه الطاهر، وقد تصدی بعدها للتقليد وشؤون المرجعية وزعامة الحوزة العلمية، بإرسال الإجازات، وتوزيع الحقوق، والتدريس علی منبر الإمام الخوئي (قدس سره) في مسجد الخضراء .


وبدأ ينتشر تقليده وبشكل سريع في العراق والخليج ومناطق أُخری، كالهند وأفريقيا وغيرها، وخصوصاً بين الأفاضل في الحوزات العلمية، وبين الطبقات المثقفة والشابة، لما يعرف عنه من أفكار حضارية متطورة، وهو (دام ظله) من القلة المعدودين من أعاظم الفقهاء الذين تدور حولهم الأعلمية بشهادة غير واحد من أهل الخبرة وأساتيذ الحوزات العلمية في النجف الأشرف وقم المقدسة، فأدام الله ظله الوارف علی رؤوس الأنام وجعله لنا ذخراً وملاذاً.


وكما يذكر أنه تشرف بزيارة بيت الله الحرام لأداء الحج مرة في عام (1386 هـ.ق) ومرتين متتاليتين في عامي (1405 هـ) و (1406 هـ.ق) .




مؤلفاته


منذ 34 سنة من عمره الشريف، بدأ يدرس البحث الخارج فقهاً وأُصولاً ورجالاً، ويقدم نتاجه وعطاءه الوافر، وقد باحث المكاسب والطهارة والصلاة والقضاء والخمس، وبعض القواعد الفقهية كالربا وقاعدة التقية وقاعدة الإلزام. ودرس الأُصول ثلاث دورات وبعض هذه البحوث جاهز للطبع كبحوثه في الأُصول العلمية والتعادل والتراجيح، مع بعض المباحث الفقهية وبعض أبواب الصلاة وقاعدة التقية والإلزام.


وقد أخرج بحثه عدة من الفضلاء البارزين، وبعضهم علی مستوی تدريس البحث الخارج، كالعلامة الشيخ مهدي مرواريد والعلامة السيد مرتضی المهري والعلامة السيد حبيب حسينيان، والعلامة السيد مرتضی الإصفهاني، والعلامة السيد أحمد المددي، والعلامة الشيخ باقر الإيرواني، وغيرهم ممن هم من أفاضل أساتذة الحوزات العلمية. وضمن انشغال سماحته في الدرس والبحث خلال هذه المدة كان (دام ظله) مهتماً بتأليف كتب مهمة وجملة من الرسائل لرفد المكتبة العلمية الدينية بمجموعة مؤلفات قيمة، مضافاً إلی ماكتبه من تقريرات بحوث أساتذته فقهاً وأُصولاً.


وفيما يلي قائمة بأسماء بعض مؤلفاته.




المسائل المنتخبة، الفقه للمغتربين (جمع وفق فتاوى سماحته)، مناسك الحج، ملحق مناسك الحج 1-2-3، المسائل المستحدثة في الحج، الميسر في الحج والعمرة




مسيرته الجهادية


كان النظام البعثي يسعی بكل وسيلة للقضاء علی الحوزة العلمية في النجف الأشرف منذ السنين الأولی من تسلمه للسلطة في العراق ، وقد قام بعمليات تسفير واسعة للعلماء والفضلاء وسائر الطلاب الاجانب ، ولاقی سيدنا الاستاذ (دام ظله) عناءاً بالغاً من جراء ذلك وكاد ان يسفّر عدة مرات وتم تسفير مجاميع من تلامذته وطلاب مجلس درسه في فترات متقاربة ، ثم كانت الظروف القاسية جداً ايام الحرب العراقية الايرانية ، ولكن علی الرغم من ذلك فقد اصرّ دام ظله علی البقاء في النجف الأشرف وواصل التدريس في حوزته العلمية المقدسة ايماناً منه بلزوم استمرار المسار الحوزوي المستقل عن الحكومات تفادياً للسلبيات التي تنجم عن تغيير هذا المسار .


وفي عام 1411هـ عندما قضی النظام علی الانتفاضة الشعبانية اعتقل سيدنا الاستاذ (دام ظله) ومعه مجموعة من العلماء كالشهيد الشيخ مرتضی البروجردي والشهيد الميرزا علي الغروي وقد تعرضوا للضرب والاستجواب القاسي في فندق السلام وفي معسكر الرزازة وفي معتقل الرضوانية إلی ان فرّج الله عنهم ببركة اهل البيت (ع) .


وفي عام 1413هـ عندما توفي الامام السيد الخوئي رضوان الله عليه وتصدی سيدنا الاستاذ (دام ظله) للمرجعية حاولت سلطات النظام السابق تغيير مسار المرجعية الدينية في النجف الأشرف وبذلت ما في وسعها في الحطّ من موقع السيد الاستاذ (دام ظله) ومكانته المتميزة بين المراجع وسعت إلی تفرق المؤمنين عنه بأساليب متعددة منها اغلاق جامع الخضراء في أواخر ذي الحجة عام 1414هـ كما تقدم .


وعندما وجد النظام ان محاولاته قد باءت جميعاً بالفشل خطط لاغتيال سيدنا الاستاذ وتصفيته وقد كشفت وثائق جهاز المخابرات عن عدد من هذه المخططات ولكن مكروا ومكر الله والله خير الماكرين .


وهكذا بقي سيدنا الاستاذ (دام ظله) رهين داره منذ أواخر عام 1418هـ حتی انه لم يتشرّف بزيارة جده الامام أمير المؤمنين (ع) طوال هذه الفترة .




اجازاته




جاء في اجازة الاجتهاد التي منحها إياه آية الله العظمی السيد الخوئي(قدس سره)




« النسخة المطبوعة »


(( الحمد لله رفع منازل العلماء حتی جعلهم بمنزلة الانبياء وفضٌل مدادهم علی دماء الشهداء وافضل صلواته وتحياته علی من اصطفاه من الاولين والاخرين وبعث رحمة للعالمين وآله الطيبين الطاهرين .


وبعد فان شرف العلم لايخفی وفضله لايحصی قدر ورثة اهله من الانبياء، ونالوا به نيابة خاتم الاوصياء (ص) ما دامت الارض والسماء وممن سلك في طلبه مسلك صالحي السلف هو جناب العلم العامل ، والفاظل الکامل، سند الفقهاء العظام، حجة الاسلام السيد علي السيستاني ادام الله ايام افاظته وافظاله وکثر في العلماء العاملين امثاله فانه قد بذل في هذا السبيل شطر من عمره الشريف معتکفاً بجوار وصي خاتم الانبياء في النجف الاشرف علی مشرفها آلاف التحية والثناء، وقد حضر اًبحاثي الفقهية والاصولية حضورتفهم وتحقيق وتعمق وتدقيق، حتی ادرك -والحمدالله -مناه، ونال مبتغاه وفاز بالمراد، وحاز ملکة الاجتهاد، فله العمل بما يستنبطه من الاحکام، فليحمد الله سبحانه علی ما اولاه، وليشکره علی ماحباه، وقد اجزته ان يروي عنٌي جميع ما صحت لي روايته من الکتب الاربعة التي عليها المدار (الکافي والفقيه والتهذيب والاستبصار) والجوامع الاخيرة : الوسائل ومستدرکه والوافي والبحار وغيرها من مصنفات اصحابنا وما رووه عن غيرنا بحق اجازتي من مشايخي العظام باسانيدهم المنتهية الی اهل البيت (عليهم افضل الصلاة والسلام ) واوصيه دامت تاييداته بملازمة التقوی وسلوك سبيل الاحتياط فانه ليس بناکب عن الصراط من سلك سبيل الاحتياط وان لا ينساني من صالح الدعوات کما اني لااُنساه ان شاء الله تعالی والسلام عليه ورحمة الله وبرکاته)) .




ابوالقاسم الموسوي الخوئي


حررت في اليوم الرابع من شهر ذي الحجة الحرام سنة 1380هـ






وفي اجازة آية الله الشيخ حسين الحلي من ضمن ما کتب في اجازة الاجتهاد التي منحه إياه .






(( الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علی خير خلقه محمد وآله الطاهرين. وبعد فان فضل العلم لايخفی وبه تنال السعادة الابدية العظمی وممن بذل الهٌمة في تحصيله وصرف علی ذلك برهة من عمرة جناب الثقة العلامة المحقق حجة الاسلام السيد علي نجل المرحوم العالم المقدس الحاج السيد محمد باقر الحسيني السيستاني الخراساني طاب ثراه، فان جنابه قد حضر ابحاثي سنين عديدة حضور تفهم وتحقيق، وتامل وتدقيق، مجداً في تحريرها مجيداَ في تحقيقها، وقد کثرت المذاکرة معه فوجدته بالغاً مرتبة الاجتهاد وقادرعلی الاستنباط ، فله العمل باًنظاره في المسائل الشرعية والاحکام الفرعية علی حسب الطريقة المعروفة التي جري عليها مشايخنا العظام واساتذتنا الکرام ( قدس الله اسرارهم) وقد اجزت لجنابه ان يروي عني کل ما صحت لي روايته باسنادي عن مشايخنا العظام قدست اسرارهم، واوصيه بملازمة التقوی وطريق الاحتياط وارجوه ان لاينساني في الدعاء والسلام عليه ورحمة الله وبرکاته)) . 17ذق 1380


الاقل حسين الحلي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
diaz
عضو هام
عضو هام
diaz


الجنس : ذكر
المشاركات : 944
المـكـان : غريب
نقاطي : 100

العلماء Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلماء   العلماء Emptyالخميس 14 فبراير - 20:50

العلماء 398195b059



اسمه ونسبه :


السيّد صادق بن السيّد مهدي بن السيّد حبيب الله الحسيني الشيرازي ، وينتهي نسبه إلى زيد الشهيد بن الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) .

ولادته :


ولد السيّد الشيرازي في العشرين من ذي الحجّة 1360هـ بمدينة كربلاء المقدّسة .


أساتذته : نذكر منهم ما يلي :


1ـ أخوه الأكبر ، السيّد محمّد الحسيني الشيرازي .
2ـ أخوه ، الشهيد السيّد حسن الحسيني الشيرازي .
3ـ أبوه ، السيّد مهدي الحسيني الشيرازي .
4ـ السيّد محمّد هادي الحسيني الميلاني .
5ـ الشيخ محمّد حسين المازندراني .
6ـ الشيخ محمّد رضا الأصفهاني .
7ـ الشيخ محمّد الشاهرودي .
8ـ الشيخ يوسف الخراساني .
9ـ الشيخ محمّد الهاجري .
10ـ الشيخ جعفر الرشتي .
11ـ الشيخ محمّد الكلباسي .


صفاته وأخلاقه :


إنّ الخُلق الإسلامي هو الطابع في حياته الشخصية ، ومسيرته العلمية ، طوال نصف قرن من الزمن ، فلقد لمس فيه القاصي والداني : الزهد في جميع أبعاد حياته ، والإعراض عن مباهج الحياة الدنيا ، والتقوى ، والورع ، والتواضع الكثير للناس ، واحترام الصغير والكبير ، والصبر والصمود ، والثبات والاستقامة ، فهو بذلك خير أُسوة ، وخير قدوة ، يُقتدى به في مكارم الأخلاق ، ومحاسن الأفعال .

نشاطاته : نذكر منها ما يلي :


اهتمَّ بالمؤسّسات الدينية والإنسانية والثقافية والخيرية ، فقد أنشأ العديد من الهيئات والمساجد والحسينيات والمدارس والمكتبات ودور النشر والمستوصفات .
وقد أولى للتربية العلمية والأخلاقية الأهمّية القصوى ، فعقد دروساً مستمرة في الأخلاق ، والعلوم الحوزوية المختلفة ، وذلك في العراق ، والكويت ، وإيران ، وقد تخرَّج على يديه العديد من الفضلاء والكُتَّاب والخطباء وغيرهم .


مؤلفاته : نذكر منها ما يلي :


1ـ فاطمة الزهراء في القرآن .
2ـ توضيح شرائع الإسلام .
3ـ شرح تبصرة المتعلّمين .
4ـ أهل البيت في القرآن .
5ـ شرح اللمعة الدمشقية .
6ـ شرح العروة الوثقى .
7ـ الموجز في المنطق .
8ـ المهدي في القرآن .
9ـ حقائق عن الشيعة .
10ـ علي في القرآن .
11ـ المهدي في السنّة .
12ـ شرح السيوطي .
13ـ شرح الصمدية .
14ـ بيان الأُصول .
15ـ شرح العوامل .
ـــــــــــــــــــ
للمزيد أُنظر : موقع السيّد الحسيني الشيرازي .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
diaz
عضو هام
عضو هام
diaz


الجنس : ذكر
المشاركات : 944
المـكـان : غريب
نقاطي : 100

العلماء Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلماء   العلماء Emptyالأربعاء 20 فبراير - 22:43



العلماء 7cff8a2c86

لمحـة موجـزة
من حياة

سماحة المرجع الديني الكبير
السيد محمد سعيد الطباطبائي الحكيم (دام ظله)


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء وخاتم المرسلين محمد وآله الطاهرين، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين.

تمهيد(*)
تميزت مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) بظاهرة الإبداع في تفعيل حركة الفكر الإسلامي، في فروعه ومجالاته المختلفة من بحوث العقيدة والقرآن والتربية والفقه وغيرها، حيث تميزت بالعمق والنقاء والأصالة والحيوية معبّرة في ذلك كله عن نهج الإسلام الأصيل وثقافته الحيّة.

إن مهمّة الملائمة والتكييف بين النظرية والتطبيق في علم الفقه الإسلامي لم تنطلق بعيدة عن الامتداد الطبيعي لعمق البحث الفقهي، واتصاله بالحياة انطلاقاً من منطق: (الفقه يحكم الحياة)، ذلكم لأن حقيقة البحث الفقهي ليست مجرد عملية تجميع وترتيب ذهني فحسب، بل ان من نتائج عملية
الاستنباط ـ فيما تقرره من عناصر ومقومات ـ هو مجال التطبيق للنظريات العامة، التي تبرز أهمّيتها في الدقة والعمق عند التطبيق.
وفيما كانت علوم الرسول والأئمة المعصومين من آل محمد(صلى الله عليه وآله وسلّم) المعين العذب، الذي رفد بعطائه مسيرة التشريع والفقه، باعتبار أن أقوالهم (صلوات الله عليهم) مصدر من مصادر التشريع، فيما تفرضه أدلة حجيتهم من العصمة ، وما اجتمعت فيهم من مزايا الرسالة أو الإمامة التي خصّهم الله تعالى بها.
ومن ثم فقد امتدت مدرسة علومهم عبر تاريخ التشيع بما انتجته فيوضاتهم القدسية، وتربيتهم لجيل السلف الصالح، من صحابتهم وتلاميذهم، بغية الإفادة للتمهيد في تحديد أحكام الشريعة أمام الموقف العملي، الذي برزت فيه ضرورة ممارسة العملية الاجتهادية، استناداً إلى واقع تبعية الإنسان للشريعة.
حيث ان مسألة الابتعاد عن زمن النصوص المعصومة، وملاحقة عامل الزمن والتطورات المتتالية في بناء كيان الإنسان والمجتمع، وما يستجدّ ويستحدث من مسائل الفكر والعقيدة، خططت لولادة الفكر الاجتهادي في الشريعة بما يحمله من خصائص ومهمات.
وإن محاولة التعرف على مسيرة هذا الفكر الخلاق بأبعاده ومفاهيمه وملامحه ـ بالرغم من أهميته وطرافته ـ مما لا تسمح به هذه الفرصة المتواضعة، إلاّ أن مما ينبغي التنويه به أن معطياته بلغت درجة النضج والنمو في مدرسة آل البيت(عليهم السلام) بسبب ما اتصفت به من ملامح الإبداع الذاتي للعطاء الفكري، الذي انتجته قرائح أعلامنا الفقهاء حيث جندوا طاقاتهم وقصارى هممهم العالية وبذلوا الوسع في إقرار الصيغة المثلى لبناء ملكة الاستنباط وإعمالها، والتوفر على معدات الاجتهاد كافة ووسائله الموصلة إليه، وقد كان من آيات الورع في الدين أن مجتهدي الشيعة لا يسوغون نسبة أي رأي يكون وليد الاجتهاد إلى المذهب ككل .. بل يتحمل كل مجتهد مسؤولية رأيه الخاص.. وأما ما كان من ضروريات المذهب فيصح نسبته إليه.
وقد حاولت مدرسة الاجتهاد عند الشيعة أن تعكس من خلالها واقع الإسلام من أصفى منابعه باعتمادهم منهج الأئمة الطاهرين (عليهم السلام) الذين كانوا يوجهون الاتباع إلى تقليد الفقهاء الربانيين ومراجعتهم في أمور دينهم ودنياهم، وحفظ كرامتهم، ومعرفة منازلهم التي تسنموها بسبب تخصصهم بعلوم الشريعة وإمعانهم النظر في تصويب الآراء وإصدار الأحكام.
وفيما نستعرض تاريخ حركة الاجتهاد عند الشيعة الإمامية لنستطلع أسس هذه الحركة الميمونة وقدسيتها بما قررته الآية الشريفة في قوله تعالى:
?فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ? (1).
وفيما أثر عن الإمام الحسين بن علي (عليه السلام) بقوله:
«مجاري الأمور على أيدي العلماء بالله الأُمناء على حلاله وحرامه»(2).
وإلى الكثير من الروايات الدالة على عظمة هذه المسؤولية الكبرى، التي تتجسد فيها وراثة الأنبياء، حيث ان الفقهاء أمناء الرسل ووكلاؤهم وحماة الدين، وإلى ما اشترطت الشريعة توفره من العلم والاستقامة والعدالة، حيث نجد ما أكّد عليه الإمام أبو محمد الحسن العسكري(عليه السلام) بقوله: «فأما من كان من الفقهاء صائناً لنفسه حافظاً لدينه مخالفاً على هواه مطيعاً لأمر مولاه فللعوام أن يقلدوه»(3).
ومن كل ما لمسناه مما تقدم نكتشف ضرورة وأهمية معطيات الاجتهاد وإسهاماته في تمتين الصلة بين الأمة وقادتها الذين احتلوا منصب النيابة العامة عن الإمام المهدي المنتظر(عجل الله تعالى فرجه الشريف) في عصر الغيبة، وأهمية دورهم في حفظ المفاهيم الدينية من التحريف والضياع، وإبراز الدور الحضاري للشريعة، والمساهمة في تطوير الواقع الفقهي، وصيانته من عوامل الجمود والاندثار، الذي عزّزت مقامه وأشادت أركانه الجهود الجادة للعلماء الربانيين الذين اخلصوا الكلمة لله تعالى واقتدوا بسيرة النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) والأئمة الطاهرين (عليهم السلام) في قلوب عامرة بالإيمان والتقوى وكانوا على مدى الزمن الغابر والحاضر من تاريخنا المشرق مثلاً أعلى في الاستقامة وتحمّل المسؤولية وخشية الله والتوكل عليه والزهد عما في أيدي الناس.
ولذلك فقد برزت على ساحة العقيدة مرجعيتهم الفكرية وهي تحمل سر العظمة من خلال الترابط الحي والتفاعل المؤثر بينهم وبين الأمة الذي يتجدد ما مرّ الزمان بسبب إدراكهم لوعي المسؤولية وواجب التوجيه وتنمية الهاجس الرسالي في قلوب المؤمنين الذين كانوا معهم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً في مواجهة تيارات التشكيك والنفاق والأغراض الشخصية.
وقد رسمت لهم هذه المسيرة شوط معاناة ومخاض محنة تلونت منذ تاريخ الأئمة الأطهار (عليهم السلام) حتى يومنا الحاضر حين استبدت ببلادنا قوى الكفر، وتسربت إلى أذهان شبيبتنا الغواية والانبهار بالمدنية الزائفة فكان علماء الدين ومراجع المسلمين الدرع الحصين الذي التف حولـه أهل الإيمان فكفاهم شر الأعداء الطامعين وزيغهم، وقد تمثلت في هذه المواجهة عظمة المبدأ الراسخ، وأصالة المثل الإسلامية الرفيعة، ومن حيث جاء الحق وزهق الباطل فقد أدرك الشرق والغرب سر العظمة في قيادة المرجعية الدينية، وتطاولت الأعناق من الذين في نفوسهم مرض لمطالعة هذا الشموخ ومحاولة إسقاطه بالشعارات الزائفة والأقاويل الباطلة ?وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ? (4).
وصدق الله وعده إذ يقول:
?وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ?(5).
وأمّا على الصعيد العلمي فقد كان الفقه الإسلامي في متبنيات الحداثة والمعاصرة مدار بحث، ومنتدى حوار، ولو حاولنا استقراء فصول حكاية المجد الذي تمركز في محن الحوزات العلمية الشيعية لقرأنا فيه معاني الجدة والألمعية والصور الرائعة التي كانت تتفتق عن العمق والذهنية المعاصرة لفقهاء الأمة وعلماء الملة حيث لاحت على الأفق أطروحتهم الفكرية لمعالجة المسائل المستحدثة التي تواجه المجتمع من منطلق أن للإسلام في كل حالة حكماً ، وتجسدت في هذه الصورة معاني قدسية الرابطة الحيّة المتطورة بين المجتهد المرجع وبين المقلد المكلف، وكان للشرع الحنيف أثره في ترسيخ دور العقيدة في الحياة، وبرزت على الساحة العلمية إشراقات العطاء الفكري الذي تجسد في دور الشيعة والتشيع في خدمة الفقه الإسلامي باعتبار بقاء باب الاجتهاد مفتوحاً ، حيث أغنت هذه المساهمات الفاعلة المجال الفقهي بما يحفز في الأمّة من دوافع الحيوية والنمو والشعور بالتكامل بين المرجعية الدينية والأمة في طموحاتها وإرادتها.
وعندما يحاول الباحث في تاريخ علوم الشريعة الإسلامية أن يستعرض تراث مدن الحوزات العلمية الشيعية التي تلونت ملامحها وأبعاد نهضتها عبر حواضرها المختلفة كالكوفة والنجف وقم والحلة وبغداد وحلب والري وجبل عامل والبحرين والحجاز وغيرها، وفيما نلمس العناصر المشتركة بين هذه الحوزات في خدمة مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) العلمية وتوسيع نوافذ المعرفة وإدراك الوعي الذي يتناسب مع الاستجابة للإيمان بدور الدين الفاعل في حركة الفرد والمجتمع بما يحقق المصلحة الإسلامية العليا، ومواجهة ما يستجد على ساحة الفكر والثقافة المعاصرة.
وقد اكتسبت مدينة النجف الأشرف في العراق ـ عبر مسيرة تطورها الحضاري ـ مكانة الأصالة، فكانت وما تزال مركز إشعاع، ومصدر إلهام، يرفد معينها الثر مصادر المعرفة الإسلامية في مختلف نواحيها المشرقة، وهي بما تحمله من عناصر النجاح والنموّ تراها كل حين تمتلك مقوّمات الجامعة العلمية الفاضلة التي تحقق في خصوبتها حلم الفكر الخلاق، عبر مسيرة تاريخية امتدت معالمها إلى أكثر من ألف عام حتى اليوم، وبخاصة فيما يتعلق بعلوم الشريعة الإسلامية وآدابها.
ولسنا بحاجة إلى الاستدلال على ما قيل في حقّ (النجف) ومكانتها العلمية المرموقة، بعد أن توفّرت أمام الباحثين والمعنيين عشرات الدراسات والبحوث والكتب المؤلفة، وبخاصة في تأريخ هذه المدينة العريقة، وبعد أن اكتشفت الروح الإسلامية جمال صياغتها للفكر الإسلامي في حاضرة المجد العلمي وباب مدينة علم الرسول:، حيث إنّ الاهتمام العلمي فيها بدأ مسيرته من وحي إشراقة الإمام علي(عليه السلام) الذي تضمّخ تراب النجف بعبير جسده الطاهر، فكان إيذاناً بمستقبل مجدها وتلويحاً بسؤددها.
ومن حيث نستجلي سرّ عظمة النجف الأشرف باعتبارها مثوى إمام المتّقين (عليه السلام)، تتجلى منزلة تأريخها المعروف من خلال البحث في سير الجامعة العلمية فيها ومفردات تكوينها، ومقوّمات تطوّرها، وروائع ما أنتجته في عالم الرجال النخبة من الأجيال الصالحة من خريجيها، وما كان على مستوى البحوث العلمية والموسوعات الإسلامية في علوم الشرع الإسلامي، وآداب اللغة العربية، وحينذاك تتمثّل أمامنا الصورة الرائعة للتعبير عن واقع هذا المجد الشامخ.
وحين نستقرأ التاريخ المعاصر لمدينة النجف الأشرف التي حلّت مكانتها المرموقة في الزعامة الدينية والمرجعية الكبرى للتشيع وما قدمته على هذا الصعيد نجدها رغم معاناتها المريرة تؤتي في كل حين ثمراً يانعاً من قطاف نتاجها في مدرسة الاجتهاد والمرجعية مما يدل على عمق أصالتها، ورسوخ كيانها العلمي، ووفائها للمبادئ الحقة التي ضحى من أجلها أهل بيت العصمة (عليهم السلام).
ومن الصفحات المضيئة الجديرة بالبحث هذا القبس من الملامح العامة لحياة سماحة سيدنا المعظم المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد الحكيم (دام ظله العالي).
هو السيد محمد سعيد نجل آية الله السيد محمد علي بن السيد أحمد بن السيد محسن بن السيد أحمد بن السيد محمود بن السيد إبراهيم (الطبيب) بن الأمير السيد علي الحكيم ابن الأمير السيد مراد الطباطبائي.
يرقى نسبه الشريف إلى إبراهيم طباطبا(6) بن إسماعيل الديباج(7) بن إبراهيم الغمر(8) بن الحسن المثنى(9) بن الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام).
وهو السبط الأكبر لسيد الطائفة ومرجعها الإمام السيد المحسن الحكيم (أعلى الله مقامه) كما أن السيد المعظم (قدس سره) خال والده (دام ظله).

قبس من ملامح شخصية
والده آية الله السيد محمد علي الحكيم(دام ظله)
فهو السيد محمد علي بن السيد أحمد ا لحكيم . ولد عام (1329 هـ) . عالِم جليل مجتهد كبير، من أساتذة البحث الخارج في الفقه والأصول. ومن أئمة الجماعة في النجف الأشرف، كثير التواضع والمروءة مؤثر على نفسه مجدُّ في عمله موضع اعتماد الطبقات كافة، ورع صالح تقي ، وقد اشتهر بصفات رفيعة وآداب سامية، ليس في حياته أي تصنّع أو تكلّف أو رياء أو مجاملة.
تتلمذ على الإمام الحكيم(قدس سره) وآية الله الميرزا السيد حسن البجنوردي(قدس سره) وآية الله الشيخ عبد الحسين الحلي(قدس سره). كما حضر لدى آية الله المحقق الشيخ محمد حسين الأصفهاني(قدس سره) بحوثه في اصول الفقه.
رفد الحوزة العلمية المباركة بالكثير من العلماء والأفاضل الذين تربّوا في درسه وحوزته حيث كان يهتمّ كثيراً بتربيتهم الإيمانية والأخلاقية مضافاً إلى الاهتمام العلمي.
تميز بنظر ثاقب ودقة التقييم للأحداث والمتغيرات والظواهر الاجتماعية ، وكذلك اهتمامه البالغ بتثبيت خط آل البيت (عليه السلام) ونهجهم وثقافتهم.
كان من أركان مرجعية الإمام الراحل السيد الحكيم (قدس سره) وقد أوفده مع الحجة الشيخ محمد الرشتي (قدس سره) إلى باكستان ممثلاً عنه عام (1385 هـ ) لحل النزاع الدائر بين جماعتين هناك.
له تضلّع بعلم الهيئة والهندسة والرياضيات، حتى عرف بذلك في أوساط علماء النجف، وقد كلّفه المرجع الراحل السيد الحكيم (قدس سره) بكتابة قسمة المواريث وفقاً لقواعد الرياضيات الحديثة، وهو الذي حدّد بدقة جهة القبلة في حرم الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام).
أولاده : السيد محمد سعيد (المترجم له)، السيد محمد تقي، السيد عبد الرزاق، السيد محمد حسن، السيد محمد صالح.
من مؤلفاته: بحث في القبلة، بحث في الدرهم والدينار الاسلامي، قسمة المواريث طبق الرياضيات الحديثة، بحث حول الساعة الزوالية، تقريرات درس أستاذه في الأصول الشيخ محمد حسين الأصفهاني (قدس سره)، تقريرات درس الإمام الحكيم(قدس سره) في الفقه، تعليقة على كفاية الأصول ، حاشية على فرائد الأصول (الرسائل).


------------------
(*) اقتبس هذا التمهيد الذي هو بقلم الدكتور الفاضل الشيخ محمد جواد الطريحي من مقدمة (رسالة ابوية ومسائل فقهية تهم المغتربين) وهي الرسالة التي وجهها سماحة السيد الحكيم(مدظله) للمغتربين، وكذلك إجاباته على أسئلتهم.(الناشر)
(1) سورة التوبة الآية: 122.
(2) مستدرك الوسائل 17 : 316 .
(3) وسـائل الشـيعة 18 : 95.
(4) سورة آل عمران الآية: 54.
(5) سورة القصص الآية: 5.
(6) إبراهيم طباطبا : ينتسب إليه السادة الطباطبائيون ، خرج مع الحسين بن علي صاحب فخ.
(7) إسماعيل الديباج بن إبراهيم الغمر سجنه المنصور العباسي مع مجموعة من الحسنيين في الهاشمية إحدى مدن العراق قرب الحلة ـ استشهد في السجن عام 145 . روى أبو الفرج الأصبهاني عن عبدالله بن موسى قال : سألت عبد الرحمن بن أبي المولى ـ وكان مع بني الحسن بن الحسن في المطبق ـ : كيف كان صبرهم على ما هم فيه؟ قال : كانوا صبراء، وكان فيهم رجل مثل سبيكة الذهب ، كلما أوقدوا عليها النار ازدادت خلاصاً، وهو إسماعيل بن إبراهيم كان كلما اشتد عليه البلاء ازداد صبراً (مقاتل الطالبيين / 135)..
(8) إبراهيم الغمر، أخذه المنصور العباسي مع مجموعة من الحسنيين إلى الهاشمية احدى مدن العراق قرب الحلة ـ واستشهد في الطريق عام 145 ، و دفن قرب الكوفة مما يلي النجف . و قبره معروف الآن . وروى ابو الفرج الاصبهاني عن يحيى بن الحسن قال: كان إبراهيم أشبه الناس برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم).
(9) الحسن المثنى حضر واقعة كربلاء مع عمه الإمام الحسين(عليه السلام) و كان من ضمن الهاشميين الذين حملوا على جيش ابن سعد بعد استشهاد علي الأكبر (عليه السلام) وسقط جريحاً وأدرك و به رمق فعمّر طويلاً ،و كان جليلاً رئيساََ فاضلاً ورعاً يلي صدقات أمير المؤمنين (عليه السلام).


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خيـــال
عضو هام
عضو هام
خيـــال


الجنس : انثى
المشاركات : 508
المـكـان : في مكــانا مــا
نقاطي : 100

العلماء Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلماء   العلماء Emptyالخميس 21 فبراير - 12:36

يعطيك الف الف عافيه على الجهود المبذولة

تحياتي لك

خيـــال
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
diaz
عضو هام
عضو هام
diaz


الجنس : ذكر
المشاركات : 944
المـكـان : غريب
نقاطي : 100

العلماء Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلماء   العلماء Emptyالجمعة 22 فبراير - 14:27


العفو يا خيال
أنت التي تشكري الموضوع منذ فترة وهو موجود وأواصل فيه
الكتابة أنت إلا الآن من يهتم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
big boss
عضو محترف
عضو محترف
big boss


الجنس : ذكر
المشاركات : 4897
المـكـان : من العالم الثاني
نقاطي : 102

العلماء Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلماء   العلماء Emptyالسبت 23 فبراير - 16:20

في ميزان اعمالك إنشاء الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
diaz
عضو هام
عضو هام
diaz


الجنس : ذكر
المشاركات : 944
المـكـان : غريب
نقاطي : 100

العلماء Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلماء   العلماء Emptyالسبت 23 فبراير - 19:54

العلماء 2005081675533097034_th


باسمه تعالى وله الحمد والمنه


اللهم صل على محمد وآل محمد


وعجل فرجهم فرجاً جميلا والعن عدوهم لعناً وبيلا



ياعلي



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




سيـــــــرة حيــــــــــــــاة
، البدر المشرقي والقائد الخراساني ، علم الهدايه ، مسند الولايه المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى الإمام القائد السيد

علي أكبر بن الجواد الحسيني الخامنائي - المفدى -

دام ظله الوارف



ولد سماحة آية الله العظمى الحاج السيّد علي الحسيني الخامنئي (دام ظله العالي) عام (1939م) بمدينة مشهد المقدسة في عائلة علمائية محترمة.
والده هو آية الله الحاج السيد جواد من المجتهدين و علماء مشهد المحترمين. كان يقيم الجماعة في مسجد گوهرشاد صباحاً، و في مسجد بازار مشهد ظهراً و مساءً لسنوات طويلة، و كان من المبلّغين المعروفين.‏
طفولته‏

قضى آية الله العظمى السيّد الخامنئي (دام ظله) فترة طفولته برعاية والده الذي كان شديد الحرص على تربية أبنائه و تعليمهم، و عطوفاً و محباً لهم في الوقت نفسه. و أمه الأكثر حناناً و عطفاً، و عاش في عسرة و ضيق شديدين. و كما يقول سماحته:‏
«إنني أتذكر بعض ليالي طفولتي حيث لم يكن في البيت شي‏ء نأكله للعشاء. فكانت والدتي تأخذ النقود التي كانت جدتي تعطيها لي أو لأحد إخواني أو أخواتي أحياناً، و تشتري الحليب أو الزبيب لنأكله مع الخبز».‏

دراسته‏

التحق آية الله العظمى السيّد الخامنئي (دام ظله) و لم يتجاوز عمره خمس سنوات مع أخيه الأكبر السيّد محمّد بتعلم القرآن، و بعد مدة أرسلا معاً إلى مدرسة ابتدائية دينية هي (دار التعليم الديني).‏
و بعد أن أكمل سماحته المرحلة الابتدائية في هذه المدرسة. التحق بالدراسة المسائية في المدرسة الحكومية ـ دون علم والده ـ و حصل على الشهادة المتوسطة، و هكذا أنهى دراسته الثانوية خلال سنتين بسرعة فائقة حتى حصل على الدبلوم.‏
و أمّا في مجال العلوم الدينية، فقد شرع بالقواعد العربية في تلك المدرسة (دار التعليم الديني)، و قرأ (شرح الأمثلة) عند والدته، و كتابي (صرف مير) و (التصريف) عند والده، و درس (العوامل) و (الأنموذج) في المدرسة عند اثنين من المعلّمين، ثم التحق في الرابعة عشر من عمره بمدرسة (سليمان خان) للعلوم الدينية، و درس كتابي (الصمدية) و (السيوطي) و قليلاً من (المغني).‏
و حضر درس الشرائع عند والده، و عندما وصل إلى كتاب الحج طلب منه والده الالتحاق بدرسه (شرح اللمعة) إلى النهاية.‏
ثم واصل دراسته في مدرسة (نواب) للعلوم الدينية و أكمل السطوح و عمره لا يتجاوز السادسة عشر، ثم شارك في البحث الخارج عند المرحوم آية الله العظمى الميلاني (قدس سره).‏
بالإضافة إلى الفقه و الأصول فقد درس الفلسفة و الرجال و الدراية و الهيئة و التفسير عند فطاحل العلماء أمثال آية الله ميرزا جواد الطهراني، و آية الله العظمى السيّد الحكيم، و الإمام الخميني، و آية الله العظمى السيّد البروجردي، و العلاّمة الطباطبائي (قدس الله أرواحهم).‏
لقد قضى آية الله العظمى السيّد القائد (حفظه الله) أكثر أيام دراسته في حوزة مشهد المقدسة، بالإضافة فقد سافر و استقر في حوزة النجف من عام (1957م) لفترة قصيرة. ثم رحل إلى مدينة مشهد و منها مهاجراً إلى مدينة قم في عام (1958م) و بقي فيها إلى عام (1964م) مشتغلاً بتحصيل المعارف الإسلامية.‏



تدريسه‏


لقد اشتغل آية الله العظمى السيّد الحسيني الخامنئي (دام ظله الوارف على رؤوس الأنام) بالتدريس منذ بداية دراسته، فقد أتقن كل دروسه و درّسها بمهارة و قدرة، فقد حباه الله بالنبوغ و الاستعداد و الذوق الرفيع.‏
أضاف سماحته قائلاً:‏
«لقد شرعت بالتدريس في الأيام الأولى من دراستي الحوزوية أي بعد إتمام المرحلة الإبتدائية في المدرسة مباشرة، و بدأت بتدريس كتاب (الأمثلة) و (صرف مير) لاثنين من كبار السن و كانا من خطباء مشهد، و حتى عام (1958م) حيث كنت مقيماً في مشهد، قمت بتدريس هذه الكتب (الصرف، النحو، المعاني، البيان، الأصول و الفقه)، و في قم أيضاً قمت بالتدريس إلى جانب دراستي. و بعد عودتي من قم إلى مشهد عام (1964م). كان التدريس أحد برامجي الرئيسية و الدائمية، و طوال هذه السنوات حتى عام (1977م). قمت بتدريس السطوح العليا، المكاسب، و الكفاية، و التفسير و العقائد».

و قد حصل سماحته على رتبة الاجتهاد على يد استاذه آية الله العظمى الحائري عام (1974م) بعد حضوره البحث الخارج أكثر من خمسة عشر عاماً.‏
و لم يترك سماحة ولي أمر المسلمين (حفظه الله) التدريس حتى بعد انتصار الثورة الإسلامية المباركة و تصديه للمناصب السياسية فيها، فقد عقد جلسة البحث الخارج، و الجلسات الفقهية في المسائل المستحدثة أيضاً، يحضرها عدة من كبار العلماء و المجتهدين.‏


جهاده‏

عاش سماحة آية الله العظمى السيّد علي الخامنئي (دام ظله) طول حياته المباركة إمّا مجاهداً بالقلم و البيان أو بالسلاح خصوصاً حينما بدأ الإمام الراحل العظيم (رضي الله عنه) ثورته الإسلامية الكبرى عام (1962م)، فلم يتوان هذا المجاهد الشجاع لحظة واحدة في السعي و الجهاد.‏


صورة السيد الخامنئي وهو في الجبهه مع المجاهدين
و إن جهاده ليحتاج إلى مؤلفات لا يسع هذا المختصر لذكره، لذا فإننا نكتفي بالإشارة إلى ذكر بعض جوانبه.‏
لقد نهضت الحوزة العلمية في قم و ثار مركز العلم و التقوى و الجهاد سنة (1962م) بنداء من إمام الأمة (رضي الله عنه) ضد الشاه، فكان العلماء و الطلبة يوصلون نداءات و توجيهات الإمام و سائر المراجع إلى أقصى مناطق إيران بكل إخلاص و شجاعة، و كانت إعلاناتهم تطبع و توزّع بمساندة جميع القوى الشعبية والمؤمنة، و انتقلت هذه الثورة إلى سائر الحوزات العلمية و المجاميع الدينية و أهمّها حوزة مشهد العظيمة الصامدة.‏
و كان لسماحة آية الله العظمى الخامنئي (حفظه الله) دور بنّاء و عظيم في هذا المجال، فإلى جانب نشاطاته في قم، وثّق علاقاته بالعلماء و الطلبة في مشهد و سعى ـ مستعيناً بنشاط سائر علماء خراسان ـ في تجهيز طلبة العلوم الدينية بصورة أفضل و توعيتهم.‏
و قد كانت لهذه النشاطات و النداءات و الخطابات أكبر الآثار في زعزعة أركان النظام، و لهذا فقد تعامل النظام مع سماحته بعنف و وحشية لم يسبق أن عومل العلماء بهذا الشكل من قبل، فقد تحمل سماحته ألوان التعذيب و الإهانات في السجون الانفرادية و غيرها، حتى هدد بالقتل، و هكذا اعتقل و أودع السجون المخيفة عشر مرات حيث أنّ مجموع ما سجن كان ما يقارب أربعة عشر شهراً، و أبعد إلى مدينة إيران شهر مدة سنة تقريباً.‏
و بعد كل هذه المعاناة صار سماحته محوراً للعمل الثوري في ساحة مشهد المقدسة حيث انهالت عليه الاتصالات و المراسلات من شتى بقاع إيران، و كان هو كذلك مرتبطاً بهم جميعاً، حتى ذاع صيته و عرف بشجاعته، و كثرت عليه الدعوات من أكثر المدن كأصفهان و كرمان علاوة على طهران لإلقاء الخطابات و المحاضرات، فما كان من سماحته إلاّ أن استفاد من هذه الفرص لنشر فكر الثورة و الجهاد، و كان لهذه الفعاليات كلها في هذه الأيام العصيبة من خطابات و تأليفات الأثر البالغ في رفع الحس الثوري و الوعي السياسي في الأمة.‏
و من أهم ما قام به سماحته ضد الحكم البهلوي و كان له الأثر الكبير في انتصار الثورة المباركة هو تشكيل خلايا علمائية سرّية، فبعد تلاشي و قمع مثل هذا العمل من قبل النظام البهلوي في عام (1965م)، وفق سماحته في سنة (1977م) لإعادة هذا التشكيل بالاستعانة مع آية الله الشهيد بهشتي، و آية الله هاشمي رفسنجاني.‏
و كان لهذا المشروع الدور الفعّال في إشعال شرارة المسيرات العظيمة و الغاضبة التي أدّت إلى انتصار الثورة الإسلامية المباركة في إيران، و هزيمة الطاغوت.‏

مسؤولياته بعد انتصار الثورة‏ الإسلاميه

بعد انتصار الثورة الإسلامية بدأ دور جديد للعمل الشاق لرجل العلم و العمل سماحة آية الله العظمى السيّد علي الخامنئي (دام ظله)، فكان جهادته المتواصل ليل نهار سبباً لتقويم الدعامات الأساسية للثورة، و يأساً لأعداء الإسلام و المسلمين.‏
فكانت أهم مسؤوليات سماحته كالآتي:‏
1ـ عضوية مجلس قيادة الثورة الذي كان له دور مهم في انتصار الثورة و إدارتها.‏
2ـ عضو أساس في لجنة استقبال الإمام الخميني (قدس سره).‏
3ـ ممثل الإمام عن مجلس قيادة الثورة في وزارة الدفاع.‏
4ـ قيادة حرس الثورة الإسلامية.‏


5ـ إمام جمعة طهران.‏
6ـ عضوية مجلس الشورى الإسلامي في الدورة الأولى.‏
7ـ مستشار الإمام الخميني (قدّس سرّه) في مجلس الدفاع الأعلى.‏
8ـ رئاسة الجمهورية لدورتين بعد استشهاد رجائي و باهنر.‏

وبرحيل الإمام الخميني (قدّس سره الشريف) في 3 حزيران (1989م) عقد مجلس الخبراء في صباح اليوم التالي جلسة طارئة لانتخاب القائد...، و لم تمض عشرون ساعة على الجلسة حتى تمت مبايعة آية الله العظمى الخامنئي (مد ظله العالي) ولياً لأمر المسلمين، و قائداً للثورة الإسلامية بأكثرية الآراء، و استطاع بقيادته الحكيمة تسيير دفة الثورة، و السير بها على نهج الإمام الراحل (رضي الله عنه)، و على خطه الإسلامي الأصيل، بعيداً عن مطامع الأعداء في الداخل و الخارج.‏
و يزداد هذا القائد ـ بلطف الله و رعايته ـ يوماً بعد يوم في قلوب المؤمنين محبة و عشقاً، و في قلوب الأعداء حقداً و بغضاً، و هكذا يتسامى في سلّم القيادة ـ بعون الله ـ قدرة و ازدهاراً حتى ظهور بقية الله الأعظم (عجل الله فرجه)، و العيش في ظل قيادة خاتم الأوصياء (صلوات الله عليه).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
diaz
عضو هام
عضو هام
diaz


الجنس : ذكر
المشاركات : 944
المـكـان : غريب
نقاطي : 100

العلماء Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلماء   العلماء Emptyالسبت 23 فبراير - 19:57


شكراً على المرور أخ svt
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أمير الود
عضو ذهبي
عضو ذهبي
avatar


الجنس : ذكر
المشاركات : 3218
المـكـان : في قلب الحبايب
نقاطي : 100

العلماء Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلماء   العلماء Emptyالسبت 23 فبراير - 23:02

يعطيك العافيه وتشكر على الجهود الجباره
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
diaz
عضو هام
عضو هام
diaz


الجنس : ذكر
المشاركات : 944
المـكـان : غريب
نقاطي : 100

العلماء Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلماء   العلماء Emptyالأحد 24 فبراير - 12:29


جهودكم أكبر يا أمير وسلمت لي على المرور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
SPY SAM
عضو نشيط
عضو نشيط
SPY SAM


الجنس : انثى
المشاركات : 69
المـكـان : السعودية
نقاطي : 100

العلماء Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلماء   العلماء Emptyالأحد 24 فبراير - 17:32

مشكووووووووووووور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
diaz
عضو هام
عضو هام
diaz


الجنس : ذكر
المشاركات : 944
المـكـان : غريب
نقاطي : 100

العلماء Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلماء   العلماء Emptyالإثنين 25 فبراير - 18:23


العفو لو سمحتِ لا تجسسي علينا Very Happy
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
big boss
عضو محترف
عضو محترف
big boss


الجنس : ذكر
المشاركات : 4897
المـكـان : من العالم الثاني
نقاطي : 102

العلماء Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلماء   العلماء Emptyالأربعاء 27 فبراير - 23:47

ما تقصر اخوي وفي ميزان أعمالك
ونتمنى ان تفيدنا بمعلومات عن اية الله العضمى الأمام الراحل الخميني رحمة الله عليه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
diaz
عضو هام
عضو هام
diaz


الجنس : ذكر
المشاركات : 944
المـكـان : غريب
نقاطي : 100

العلماء Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلماء   العلماء Emptyالخميس 28 فبراير - 21:28


العلماء 495588_za


نبذة عن حياة الإمام الخميني (قد)
ولد الإمام الخميني ببلدة خمين في العشرين من جمادى الثانية من عام 1320 للهجرة (24/9/1902م)في يوم وافق الذكرى السنوية لمولد سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (ع).
وكان والده أية الله الشهيد المرحوم المغفور له السيد مصطفى الموسوي نجل العلامة المغفور له السيد احمد الموسوي زعيما دينيا لأهالي خمين وضواحيها , وذلك بعد عودته من النجف الأشرف. وفي ذي الحجة من سنة1320 للهجرة (آذار 1920م) تعرض والدة لمحاولة اغتيال من قبل بعض الأشرار في الطريق بين خمين وأراك, حيث استشهد وهو في السابعة والأربعين من عمره , وحيث لم يكن قد مضى على ولادة أخر أبنائه البررة السيد روح الله الخميني إلا شهور قلائل.



أما والدة الإمام الخميني فقد كانت السيدة ((هاجر )) كريمة أيه الله الميرزا أحمد أحد علماء كربلاء والنجف ومن
أساتذتها ومدرسيها.
وفي الخامسة عشر من عمر الإمام توفيت المكرمَة والدته , وإذ ذاك وبالرغم من افتقاده لأعزُ أعزائه فقد ثابر منصرفا بذكائه وموهبته الخارقة إلى دراسة المقدمات على أخيه الجليل ,ومن ثم إلى دراسة العلوم الدينية في الحوزة العلمية بأراك تحت إشراف الأستاذ الجليل المرحوم المغفور له الحاج الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي, في الوقت نفسه الذي درس فيه الأدب على أساتذة آخرين , وإثر انتقال الحوزة العلمية من أراك إلى قم ضاعف الإمام الخميني جهده الدؤوب,وتمكن من إتمام درس الخارج عام 1345للهجرة (1926م) إذا وطَد دعامته العلمية وتخرج في الفقه والأصول على الشيخ عبد الكريم الحائري, حائزاً على درجة الاجتهاد ومبادرا إلى تدريس الفقه والفلسفة والعرفان جنبا إلى جنب مع درس الأخلاق , وآنذاك عمد رجال الشاه رضا خان إلى الحد من نشاطاته ولكن حركة التوعية التي كان قد بدأها الإمام لم تنكفئ بتلك الإجراءات . وبوفاة أية الله البروجردي أعلن عن اختيار الإمام الخميني مرجعا عاما من قبل العموم ورجال الدين . وتلو ذلك تعاظم الجهاد الثقافي للإمام واشتدت حدة كفاحاته, وإذا بلغت ذروتها خلال الفترة1961-1963م .وقد انتفض الشعب على اثر خطابه الشهير في 13خرداد1342هجري شمسي (3/6/1963م)في المدرسة الفيضية حول تبعية النظام الشاهنشاهي وجرائم أمريكا وإسرائيل وكذالك دور علماء الدين ورسالتهم فما كان من النظام الحاكم إلا أن بادر بعد إلقاء الخطاب إلى اعتقال الإمام وإيداعه السجن في الخامس عشر من خرداد1432هجري شمسي (5/6/1963م),غير أن الشعب نزل إلى الشوارع بفعل ذلك الخطاب التاريخي الحاسم واستمرت حركة الاحتجاج في طهران والمدن الأخرى تتصاعد لحظة بعد لحظه وعلى مدى يومين كاملين وفي الخامس عشر من خرداد 1342 هجري شمسي أيضاًُ احتلت الدبابات طهران البؤرة الرئيسية لتظاهرات الأمة وأضحى صوت إطلاق النار يسمع من كل مكان وقد تمكن النظام الدكتاتوري من قمع الانتفاضة ظاهرياً وذلك بقوة السلاح وبقتل عدد كبير من أبناء الشعب لكن الخامس عشر من خرداد ذلك صار نقطة التحول في الثورة الاسلاميه ومنه استمدت الثورة جذورها.




النفــــــــــــــي:
4/11/1964 لغاية 3/10/1978
بعد اعتقال الإمام الخميني اشتدت الضغوط على نظام الشاه من قبل علماء الدين وأبناء الشعب مما اضطره إلى إطلاق سراح الإمام بعد ثلاثمائة يوم من اعتقاله وذلك بتاريخ 5/4/1964 ولكنه عمد بعد إلقاء الإمام لخطابه حول اتفاقيه الامتيازات الأجنبية (الكابيتولاسيون)إلى اعتقاله مجدداً في 4/11/1964م ونفيه إلى تركيا ومن ثم إلى العراق وبعد أن استقر المطاف في النجف الاشرف واصل نشاطاته ألسياسيه وكثف جهوده عملا من برسالته الدينية ومسؤوليته في الولاية.
وكانت الحصيلة المباشرة لذلك الجهاد السياسي – الثقافي هي الوعي السياسي للشعب الإيراني وقد أبدى أبناء الشعب أول رد فعل عام تجاه السمة الطاغوتيه للنظام, وذلك أثر وفاة المرحوم المغفور له الحاج السيد مصطفى الخميني نجل الإمام ونشر السافاك لمقال مسيء في صحيفة ((إطلاعات)) وإزاء ذلك فقد رد النظام على صرخة الشعب الحقة بإطلاق النار على أهالي المسلمين,فكانت المدن تشهد المجازر, من ثم طقوس العزاء في السبع من استشهاد الشهداء واربعينهم حينا بعد حين.
ومن وجهة نظر النظام فقد كان الحل يتمثل في إبقاء الإمام بعيداً عن الأمة لذلك وبالتعاون مع النظام الحاكم في بغداد فقد تم إبعاد الإمام من العراق في3/10/1978م



الهجرة:
3/10/1978م لغاية 1/2/1979م
في 3/10/1978م توجه الإمام إلى الكويت ولكن الحكومة الكويتية لم تمنحه تأشيرة الدخول وبعد استشارت نجله البار الحاج السيد أحمد الخميني توجه الإمام إلى فرنسا بتاريخ 6/10/1978م حيث أقام بعد مضي بضعة أيام من ذلك في نوفل لوشاتو لكن استياء الأمة من إجراءات النظام الأخيرة غضباً عارماً بحيث أصبحت معه السيطرة على حركة الاحتجاج العام أمراً مستحيلاً.
وفي نوفل لوشاتو تطرق الإمام إلى شرح القيم والمثل التحررية للإسلام, ورسم صورة كاملة لنجتمع قائم على أسس العدالة الاسلاميه وقد جرت غالبية اللقاءات الصحفية مع الإمام في تلك الفترة فيما تواصلت في الفترة ذاتها معظم نداءات الإمام إلى الأمة وحينذاك وصل النظام الحاكم إلى الطريق المسدود فاستدعى الاستكبار العالمي الشاه مجبرا وشكل باختيار حكومته واعتزم الإمام العودة إلى الوطن : وكان عزما جازما عزم اللقاء مع ألأمة عزم الكفاح.
وفي 1/2/1979م غادر الإمام فرنسا متوجها إلى طهران.




العودة إلى الوطن:
1/2/1979م
كانت طهران تغص بأبناء الشعب ممن قدموا متآزرين موحدين يتلهفون شوقا لاستقبال إمامهم وفي 1/2/1979م حطت الطائرة بسلام في مطار مهراباد ووطأ الإمام أرض البلاد الإسلامية الحرة المضرجة بالدماء فاستقبله الشعب أيما استقبال. ومن هناك توجه الإمام إلى مقبرة(( بهشت زهرا))حيث الأحرار من أبناء الشعب وحيث يرقد الشهداء ومن ثم غادرها متوجها إلى مدرسة علوي في بهارستان.
في ذالك الوقت كانت مظاهر الفرح والسرور تعم الأرجاء كلها وكان الجميع يصلي ويكبر. وأما النظام الحاكم فقد أطلق آخر مالديه ,وإذ ذاك تبدلت الحال إلى مزيج من الشوق والعشق والشجاعة والشهادة وبها انتصر الإمام والأمة في 11/2/1979م حيث رأت الثورة الإسلامية طريقها إلى النور ثانية في العالم وتضرع عطر الإسلام المحمدي الخالص في سائر أنحاء القطر الإيراني.وكان الناس يتوافدون بألوفهم المؤلفة للقاء الإمام وبعدئذ بادر الإمام إلى رسم الطريق وتعيين المجلس الوزاري ومن ثم غادر طهران متوجها إلى قم في 29/2/1979م.




قـــــــــم
29/2/1979 لغاية 24/1/1980م
في 29/2/1979م توجه الإمام إلى قم ذلك البلد الذي تجذرت فيه وبالضبط في الخامس عشر من خرداد 1342 هجري شمسي (5/6/1963م) أولى أغراس الثورة بدماء الشهداء في المدرسة الفيضية وفي كل يوم ومساء كانت الجماهير تتقاطر من كافة الأرجاء سواء من إيران أو سائر أفاق المعمورة للقاء الإمام قائد الثورة الإسلامية أما النظام الجديد فقد كان أخذا في النشوء وقد أكد الإمام على ضرورة إيجاد المؤسسات الخاصة بالجمهورية الاسلاميه وعقب ذلك صادق الشعب على نظام الجمهورية الإسلامية والدستور الجديد, وانبثقت الجمهورية الإسلامية وبها مارست أول حكومة إسلامية أعمالها منذ أربعة عشر قرنا
وبعد فترة تعرض الإمام إلى وعكة صحية ألمت به في قلبه فغادر قم والى الأبد في طريقه إلى طهران في 24/1/1980م.
مستشفى الأمراض القلبية في طهران:
24/1/1980م لغاية 3/3/1980م.
اثر الوعكة الحادة التي ألمت بقلب الإمام وبناء على توصية الأطباء القائمين بالعلاج دخل الإمام مستشفى الأمراض القلبية بطهران في 24/1/1980م عندئذ استولى على الأمة شعور حاد بالخطر , فأقيمت مجالس الدعاء وتعالت الدعوات وأصوات النحيب والمناجاة مستغيثة داعية لقضاء الحاجات وفي 3/3/1980مغادر الإمام المستشفى بعد معالجته هناك ولكن الخوف اخذ يساور الناس والقلق يستتب في نفوسهم شيئا فشيئا.
جماران:
3/3/1980 لغاية 23/5/1989م
استعاد الإمام صحته وفي وقت كانت شؤون البلاد تملي البقاء في طهران وبعد إقامته لستة وثلاثين يوما في منزل بشارع دربند انتقل إلى محل صغير ومتواضع كان قد اعد له في جماران وهناك كانت الأيام تمر والإمام يضطلع بنفسه بحل العقد والمعضلات بمقدرة فائقة يوما بعد يوم.
وقد وقعت خلال تلك الفترة حوادث عديدة مؤلمة كان الإمام يوسي الأمة فيها ويبعث الأمل والإيمان في القلوب ذلك انه لم يكن قائدا فحسب بل كان أبا حنونا يحب الجميع من صميم قلبه حتى من غرق في المتاهات وضل الطريق والكل كان بدوره يعشق الامام بمن فيهم المستضعفون والأحرار من البلدان الأخرى وفي هذه الفترة ألقى الإمام معظم خطبه وفيها بين مجمل الحلول وكل الأطر الكفيلة بإدارة البلاد ومبادئ الحكم وأسس الدين ومكارم الأخلاق ومثل الجمهورية الاسلاميه والقيم الإلهية وواجبات المؤسسات الثورية والسياستين الخارجية والداخلية و.... والى غير ذلك من الشؤون الأساسية كما وبين الموقف من الحرب والدستور والقيادة ونطاق صلاحيات ولاية الفقيه وبعبارة أخرى اضطلع الإمام بكافة مسؤوليات القائد بأفضل مايمكن وأكمل هدايته للأمة حسبما عهد به الله أليه وآنئذ انتهت به الرسالة إلى نهاية المطاف واستعد للرحيل وكان رحيلا من نوع أخر حيث غادر منزله وغرفته الخاصة بالعبادة في جماران في 23/5/1989م.




المستشفى :
23/5/1989م لغاية 3/6/1989م
كان المرض عضالا شديد الخطورة فكان لا بد من إجراء العملية الجراحية وبعد أن عرض الأطباء التقرير الطبي على أقرب المقربين إلى الإمام بمن فيهم السيد احمد الخميني ومسئولي السلطات الثلاث , ووافق هؤلاء بدءوا بالعملية الجراحية في المعدة والجهاز الهضمي فكان كل شيء على خير ما يرام وتمت العملية بنجاح لكن أسارير الإمام كانت تنبئ عن شيء أخر فكان أن تفوه بهذا الكلام )) أوصوا الناس بالدعاء إلى الله أن يقبلني إليه)).
إذا كان الإمام متأهبا للرحيل مترقبا الهجرة الأخرى وكان وجهه طافحا بأمارات اللهفة والشوق وفيما كان من في الأرض قد بذل جل جهده المادي والمعنوي للحؤول دون ذلك الرحيل وكان اللقاء الرباني يدنو دنو الساعة عندها حان الوصل وبدا على طلعة الإمام سكون النفس المطمئنة.
وفجأة هتف الهاتف : ( يا أيها النفس المطمئنة أرجعي إلى ربك راضية مرضية ) وحينئذ فاضت روحه الطاهرة وتوقف الزمن والساعة تشير إلى العاشرة واثنتين وعشرين دقيقة ليلا في السبت الثامن والعشرين من شوال 1409 للهجرة (3/6/1989م ).




الوداع والتشييع والحداد : 4/6/1989م
صباح الأحد 4/6/1989م تم الإعلان عن نبا عروج الإمام والتحاق روح الله بالله , تلاه إعلان عن العطلة الرسمية لمدة ستة أيام والحداد لأربعين يوما ووقتئذ كان السواد يعم كل مكان وكان الجميع في حداد تتعالى منهم أصوات البكاء والنحيب فهناك أم تركت طفلها جنبا لتهيل التراب على رأسها , وثمة طفلان كأنهما طفلا مسلم متعانقان يجهشان بالبكاء فيما اخذ الرجال وفي مصابهم هذا بابن الحسين(ع) يلطمون الرؤوس والصدور وتدمع أعينهم دما ويغمى عليهم كما في عاشوراء ابن بنت رسول الله (ص).لقد فاق المصاب الجلل كل حدود الاحتمال ,وبات الحزن يلهب النفوس لوعة وإيلاما ويسلبها قدرة التحكم والصبر وأما البعض فقد أثر الرحيل مع الإمام والتحق وإياه بالرفيق الأعلى .
وفي الصباح تم نقل جثمان الإمام المقدس إلى مصلى طهران حيث وُضع في غرفة زجاجية وهناك بدأ الوداع فقد قدم الملايين من أبناء طهران والمدن الأخرى إلى المصلى وأمضوا ليلتهم إلى جانب الجثمان الطاهر لإمامهم وقائدهم وأبيهم وكبيرهم ومعلمهم ومقتداهم ,مقيمين مراسم الحداد كل على شاكلته ولم يكن الحداد حكرا على طهران وحدها بل جرى في المدن الأخرى كلها والعديد من البلدان والمجتمعات الإسلامية وفي الساعة السابعة والنصف من صباح الثلاثاء6/6/1989م أقام أية الله العظمى ال***ايكاني الصلاة على الإمام وآم ملايين المفجوعين وبعد نصف ساعة من ذلك أي في الثامنة صباحا بدأت مراسم التشييع وكان المصلى يغض بالحاضرين فيما كان المسير المخصص لنقل الجثمان الطاهر حافلا بالمنتظرين من جمهرة الناس ممن احتشدوا غطوا الجوانب والأرجاء كلها .
أما مقبرة بهشت زهراء فقد كانت على أحر من الجمر وهي تحتضن ملايين المصابين بالخطب الجليل ممن حلوا بها من سائر أنحاء القطر وفي الشوارع وقفت الجموع المحتشدة حائلا دون حركة السيارة التي كانت تحمل جثمان الإمام لقد كانوا على حق وسيما وأنهم كانوا يودعون وجودهم الوداع الأخير.
أثرها , تم نقل الجثمان الطاهر إلى بهشت زهراء بواسطة طائرة مروحية لكن ازدحام الجموع الهائلة هناك حال دون القيام بدفن الجثمان.
وأخيرا انتهت عملية الدفن في الساعة الخامسة عصرا في الثلاثاء6/6/1989م وحينها بدأت طقوس الحداد
لقد أجتمع احد عشر مليون مصاب في طهران للوداع الأخير مع الإمام, وكان الأربعاء على الوتيرة نفسها وكذلك الخميس والجمعة والسبت وباقي الأيام وستكون الحال هذه على مدى كل الشهور والأعوام من ألان وحتى الأبد وإذا كان دعاؤنا باغتنام حياة الإمام حتى ظهور المهدي الغائب لم ينل شرف الاستجابة فإننا على يقين من أن حضورنا بجوار مرقد الإمام سيكون قائما مابقى الدهر حتى ظهور حضرته(عج).

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
diaz
عضو هام
عضو هام
diaz


الجنس : ذكر
المشاركات : 944
المـكـان : غريب
نقاطي : 100

العلماء Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلماء   العلماء Emptyالجمعة 29 فبراير - 22:05

العلماء Zc


لا تزال الحوزة العلمية تقف بكل إجلال وإكبار كلما استذكرت شخصية المرجع الديني آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي (رضوان الله عليه)، وما قدّمه من جليل الخدمات وعظيم المواقف فقد كان رحمه الله أنموذجاً في الخير والعطاء وعلى كل المستويات، حيث أعطى صورة للعالم العامل وكان مصداقاً لقول الإمام أبي عبد الله الصادق (عليه السلام): العلم مقرون إلى العمل فمن عِلمَ عمل ومن عملَ علم، فالعلم يهتف بالعمل فان أجابه وإلا ارتحل عنه. فقد كان رضوان الله عليه طالما يجسد علمه عملاً ، ورؤيته مواقف، وتطلعاته حقائق.
ولادته وهجرته إلى النجف:
ولد السيد الخوئي في ليلة النصف من شهر رجب سنة 1317 هـ الموافق 19/11/1899 م، في مدينة خوي من إقليم أذربيجان، وقد التحق بوالده العلامة المغفور له آية الله السيد علي اكبر الموسوي الخوئي الذي كان قد هاجر قبله إلى النجف الأشرف، وحيث كانت المعاهد العلمية في النجف الأشرف هي الجامعة الدينية الكبرى التي تغذي العالم الإسلامي كله وترفده بالآلاف من رواد العلم والفضيلة على المذهب الإمامي، فقد انضم سماحته وهو ابن الثالثة عشرة إلى تلك المعاهد، وبدأ بدراسة علوم العربية والمنطق والأصول والفقه والتفسير والحديث.
مشايخه

تتلمذ المرجع الخوئي (قدس سره) على كوكبة من أكابر علماء الفقه والأصول، ومراجع الدين العظام في بحوث الخارج، ومن أشهر أساتذته البارزين:
ـ آية الله الشيخ فتح الله المعروف بشيخ الشريعة، المتوفى سنة 1339 هـ.
ـ آية الله الشيخ مهدي المازندراني، المتوفى سنة 1342 هـ.
ـ آية الله الشيخ ضياء الدين العراقي، 1278- 1361 هـ.
ـ آية الله الشيخ محمد حسين الغروي، 1296- 1361هـ.
ـ آية الله الشيخ محمد حسين النائيني، 1273 – 1355 هـ، الذي كان آخر أساتذته.
كما حضر قدس سره، ولفترات محددة عند كل من:
ـ آية الله السيد حسين البادكوبه أي، 1293 – 1358 هـ، في الحكمة والفلسفة.
ـ آية الله الشيخ محمد جواد البلاغي، 1282 – 1352 هـ، في علم الكلام والتفسير.
ـ آية الله السيد ميرزا علي آقا القاضي، 1285 – 1366 هـ ، في الأخلاق والسير والسلوك والعرفان.
وقد نال درجة الاجتهاد في فترة مبكرة من عمره الشريف، وشغل منبر الدرس لفترة تمتد إلى أكثر من سبعين عاما، ولذا لقب بـ(أستاذ العلماء والمجتهدين).
وله أجازة في الحديث يرويها عن شيخه النائيني عن طريق خاتمة المحدثين النوري، المذكور في آخر كتاب (مستدرك الوسائل) لكتب الإمامية، وأهمها الكافي، ومن لا يحضره الفقيه، والتهذيب، والاستبصار، ووسائل الشيعة، وبحار الأنوار، والوافي، كما وله إجازة بالرواية عن طرق العامة، عن العلامة الشهير السيد عبد الحسين شرف الدين العاملي (قدس سره)، المتوفي سنة 1377 هـ.
مؤلفاته
لقد ألف سماحته عشرات الكتب في شتى الحقول العلمية المختلفة نذكر المطبوع منها:
1- أجود التقريرات، في أصول الفقه.
2- البيان، في علم التفسير.
3- نفحات الإعجاز، في علوم القرآن.
4- معجم رجال الحديث وتفصيل طبقات الرواة، في علم الرجال، في 24 مجلدا.
5- منهاج الصالحين، في بيان أحكام الفقه، في مجلدين وقد طبع 28 مرة.
6- مناسك الحج، في الفقه.
7- رسالة في اللباس المشكوك، في الفقه.
8- توضيح المسائل، في بيان أحكام الفقه، الرسالة العملية لمقلديه، طبع أكثر من ثلاثين مرة وبعدة لغات.
9- المسائل المنتخبة، في بيان أحكام الفقه، الرسالة العملية لمقلديه باللغة العربية، طبع أكثر من عشرين مرة.
10- تكملة منهاج الصالحين، في بيان أحكام الفقه، في القضاء والشهادات والحدود والديات والقصاص.
11- مباني تكملة المنهاج، في أسانيد الأحكام الفقهية، في القضاء والشهادات والحدود والديات والقصاص.
12- تعليقة العروة الوثقى، لبيان آرائه الفقهية على كتاب (العروة الوثقى) لفقيه الطائفة المغفور له آية الله العظمي السيد محمد كاظم اليزدي (قدس سره)، كما ولا يزال البعض الآخر من مؤلفاته مخطوطا.
تلامذته
لقد تتلمذ بين يدي سماحته عدد كبير من أفاضل العلماء المنتشرين في المراكز والحوزات العلمية الشيعية في أنحاء العالم، والذين يعدون من أبرز المجتهدين من بعده، ومنهم:
1- آية الله السيد علي البهشتي – العراق.
2- آية الله السيد علي السيستاني – العراق.
3- آية الله الشيخ محمد إسحاق الفياض – العراق.
4- آية الله الشيخ ميرزا علي الفلسفي – إيران.
5- آية الله الشيخ ميرزا جواد التبريزي – إيران.
6- آية الله السيد محمد رضا الخلخالي – العراق.
7- آية الله الشيخ محمد آصف المحسني – أفغانستان.
8- آية الله السيد علي السيد حسين مكي – سوريا.
9- آية الله السيد تقي السيد حسين القمي – إيران.
10- آية الله الشيخ حسين وحيد الخراساني – إيران.
11- آية الله الإمام الراحل الشيخ محمد مهدي شمس الدين (قدس سره) – لبنان.
12- آية الله السيد علاء الدين بحر العلوم – العراق.
13- آية الله المرحوم الشيخ ميرزا علي الغروي – العراق.
14- آية الله المرحوم السيد محمد الروحاني – إيران.
15- آية الله المرحوم الشيخ ميرزا يوسف الايرواني – إيران.
16- آية الله المرحوم السيد محي الدين الغريفي – البحرين.
17- آية الله الشهيد السيد عبد الصاحب الحكيم – العراق.
18- آية الله الشهيد السيد محمد باقر الصدر – العراق.
19- وغيرهم كثير من السادة العلماء والمشايخ كبار وأفاضل الأستاذة ، ممن تتلمذ على سماحته مباشرة أو على تلامذته في جميع الحوزات العلمية الدينية المعروفة.
تقريرات بحوثه
وقد ترك آية الله العظمى السيد الخوئي (قدس سره) أبحاثا قيمة كثيرة في حقلي الفقه والأصول، وهي الدروس التي كان يلقيها سماحته خلال مدة تزيد على نصف قرن على عدد كبير من أفاضل العلماء وأساتذة الحوزة العلمية الدينية في النجف الأشرف، من المجتهدين ذوي الاختصاص في الدراسات الدينية العليا، المعروفة بـ(البحث الخارج) (فقد ابتدأ رضوان الله تعالى عليه، بتدريس بحث الخارج سنة 1352 إلى 1410 هـ، من دون انقطاع)، وقد قررت ودوّنت نظرياته الجديدة، وآرائه العلمية القيمة تلك، في تقريرات كثير من السادة والمشايخ العلماء من تلامذته الأفاضل، والتي تعتبر اليوم من أمهات المصادر الفقهية والأصولية الحديثة للباحثين والعلماء، مما لا يستغني منها الأساتذة والطلاب معا، وعليها يدور رحى البحوث والدروس في هذين الحقلين في جميع الحوزات الدينية المعروفة.
ومن تلك البحوث التي عرضت على ساحته وأجاز طبعها هي:
1- التنقيح في شرح العروة الوثقى، تقرير الشيخ ميرزا علي الغروي، عشرة أجزاء (فقه).
2- تحرير العروة الوثقى، تقرير الشيخ قربان علي الكابلي (قدس سره)، جزء واحد (فقه).
3- دروس في فقه الشيعة، تقرير السيد محمد مهدي الخلخالي، أربعة أجزاء(فقه).
4- محاضرات في أصول الفقه، تقرير الشيخ محمد إسحاق الفياض، خمسة أجزاء(أصول).
5- المستند في شرح العروة الوثقى، تقرير الشيخ مرتضى البروجردي (قدس سره) عشرة أجزاء (فقه).
6- الدرر الغوالي في فروع العلم الإجمالي، تقرير الشيخ رضا اللطفي، جزء واحد (أصول).
7- مباني الاستنباط، تقرير السيد أبو القاسم الكوكبي (قدس سره)، أربعة أجزاء (أصول).
8- مصباح الفقاهة، تقرير الشيخ محمد على التوحيدي (قدس سره)، ثلاثة أجزاء (فقه).
9- مصابيح الأصول، تقرير السيد علاء الدين بحر العلوم، جزء واحد (أصول).
10- المعتمد في شرح المناسك، تقرير السيد محمد رضا الخلخالي، خمسة أجزاء (فقه).
11- مصباح الأصول، تقرير السيد محمد سرور البهسودي (قدس سره)، جزءان (أصول).
12- مباني العروة الوثقى، تقرير السيد محمد تقي الخوئي، أربعة أجزاء (فقه).
13- دراسات في الأصول العملية، تقرير السيد علي الحسيني الشاهرودي (قدس سره)، جزء واحد (أصول).
14- فقه العترة في زكاة الفطرة، تقرير الشهيد السيد محمد تقي الجلالي (قدس سره)، جزء واحد (فقه).
15- الرأي السديد في الاجتهاد والتقليد، تقرير الشيخ غلام رضا عرفانيان (قدس سره)، جزء واحد(فقه).
16- محاضرات في الفقه الجعفري، السيد علي الحسيني الشاهرودي (قدس سره)، ثلاثة أجزاء (فقه).
17- جواهر الأصول، تقرير الشيخ فخر الدين الزنجاني، جزء واحد (أصول).
18- الأمر بين الأمرين، في مسألة الجبر والاختيار، تقرير الشيخ محمد تقي الجعفري، جزء واحد (أصول).
19- الرضاع، تقرير السيد محمد مهدي الخلخالي والشيخ محمد تقي الايرواني، جزء واحد (فقه).


مرجعيته
تدرج سماحته في نبوغه طالبا للعلم، فأستاذا، ثم مجتهدا ومحققا يعد المجتهدين، فما أن التحق في عنفوان شبابه بدروس الخارج وتقرير بحوث أساتذته على زملائه، سرعان ما عقب شيوخه في أروقة العلم، بالتصدي لتدريس بحث الخارج، فانهالت عليه هجرة طالبي العلم من كل مكان، وقلدته المرجعية العليا جميع مسؤولياتها وشؤونها، حتى أصبح زعيمها دون منازع، ومرجعا أعلى للمسلمين الشيعة، يقلده ملايين المؤمنين من أتباع مذهب الإمامية في مختلف بقاع العالم، وطبعت رسائله العملية لبيان الأحكام الشرعية لمقلديه وبعدة لغات، وتلك بفضل نبوغه وتضلعه في مختلف العلوم الإسلامية، وبلوغه الغاية من التقوى، وألمعيته في إدارة الحوزات، واهتمامه البالغ برفع مستوى العلماء، علميا ومعيشيا، وفي رعايته للمسلمين عموما. فكان(قده) منذ أيامه الأولى يعدّ بحق، زعيمها الواعد، حتى أصبح رمزا بارزا من رموز المرجعية الرشيدة، وعلما من أعلام الإسلام، يخفق علي قمة الحوزات العلمية في كل مكان.



موقع مؤسسة إحياء آثار الإمام الخوئي"قدس سره"
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
diaz
عضو هام
عضو هام
diaz


الجنس : ذكر
المشاركات : 944
المـكـان : غريب
نقاطي : 100

العلماء Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلماء   العلماء Emptyالسبت 1 مارس - 17:26

العلماء 851659_zz


ولادته ونشأته:

ولد آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر (قدس سره) في مدينة الكاظمية المقدسة في الخامس والعشرين من ذي القعدة سنة 1353 هـ، وكان والده العلامة المرحوم السيد حيدر الصدر ذا منزلة عظيمة، وقد حمل لواء التحقيق والتدقيق والفقه والأصول، وكان عابداً زاهداً عالماً عاملا، ومن علماء الإسلام البارزين.
وكان جده لأبيه وهو السيد إسماعيل الصدر، زعيماً للطائفة، ومربياً للفقهاء، وفخراً للشيعة، زاهداً ورعاً ظالعاً بالفقه والأصول، وأحد المراجع العِظام للشيعة في العراق.
أما والدته فهي الصالحة التقية بنت المرحوم آية الله الشيخ عبد الحسين آل ياسين، وهو من أعاظم علماء الشيعة ومفاخرها.
بعد وفاة والده تربى السيد محمد باقر الصدر في كنف والدته وأخيه الأكبر، ومنذ أوائل صباه كانت علائم النبوغ والذكاء بادية عليه من خلال حركاته وسكناته.


دراسته وأساتذته:

تعلم القراءة والكتابة وتلقى جانباً من الدراسة في مدارس منتدى النشر الابتدائية، في مدينة الكاظمية المقدسة وهو صغير السن وكان موضع إعجاب الأساتذة والطلاب لشدة ذكائه ونبوغه المبكر، ولهذا درس أكثر كتب السطوح العالية دون أستاذ.
بدأ بدراسة المنطق وهو في سن الحادية عشرة من عمره، وفي نفس الفترة كتب رسالة في المنطق، وكانت له بعض الإشكالات على الكتب المنطقية.
في بداية الثانية عشرة من عمره بدأ بدراسة كتاب معالم الأصول عند أخيه السيد إسماعيل الصدر، وكان يعترض على صاحب المعالم ، فقال له أخوه: إن هذه الاعتراضات هي نفسها التي اعترض بها صاحب كفاية الأصول على صاحب المعالم.
في سنة 1365 هـ هاجر سيدنا الشهيد المفدى من الكاظمية المقدسة إلى النجف الاشرف، لإكمال دراسته، وتتلمذ عند شخصيتين بارزتين من أهل العلم والفضيلة وهما: آية الله الشيخ محمد رضا آل ياسين (قدس سره)، وآية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي (رضوان الله تعالى عليه).
أنهى دراسته الفقهية عام 1379 هـ والأصولية عام 1378 هـ عند آية الله السيد الخوئي (رحمه الله).
بالرغم من أن مدة دراسة السيد الصدر منذ الصبا وحتى إكمالها لم تتجاوز 17 أو 18 عاماً، إلا أنها من حيث نوعية الدراسة تعدّ فترة طويلة جداً، لأن السيد كان خلال فترة اشتغاله بالدراسة منصرفاً بكلّه لتحصيل العلم، فكان منذ استيقاظه من النوم مبكراً وإلى حين ساعة منامه ليلا كان يتابع البحث والتفكير، حتى عند قيامه وجلوسه ومشيه.


تدريسه:

بدأ السيد الصدر في إلقاء دروسه ولم يتجاوز عمره خمس وعشرون عاماً، فقد بدأ بتدريس الدورة الأولى في علم الأصول بتاريخ 12 / جمادى الآخرة / 1378 هـ وأنهاها بتاريخ 12 / ربيع الأول / 1391، وشرع بتدريس الدورة الثانية في 20 رجب من نفس السنة، كما بدأ بتدريس البحث الخارج في الفقه على نهج العروة الوثقى في سنة 1381هـ.
وخلال هذه المدة استطاع سيدنا الأستاذ أن يربي طلاباً امتازوا عن الآخرين من حيث العلم والأخلاق والثقافة العامة، لأن تربية السيد الصدر لهم ليس منحصرة في الفقه والأصول، بل أنّه يلقي عليهم في أيام العطل والمناسبات الأخرى محاضراته في الأخلاق، وتحليل التأريخ، والفلسفة، والتفسير لذا أصبح طلابه معجبين بعلمه وأخلاقه، وكماله إلى مستوىً منقطع النظير، ولهذا حينما يجلس السيد بين طلابه يسود بينهم جو مليء بالصفاء والمعنوية.


طلابه:

من أبرز طلابه ما يأتي ذكرهم:
1 ـ آية الله السيد كاظم الحائري.
2 ـ آية الله السيد محمود الهاشمي الشاهرودي.
3 ـ آية الله السيد محمد باقر الحكيم.


سيرته وأخلاقه :

سنوجز في هذه المناسبة أبرز صفاته وهي:

1 ـ حبه وعاطفته:

إن من سمات شخصية المرجع الشهيد (رحمه الله) تلك العاطفة الحارة، والأحاسيس الصادقة، والشعور الأبوي تجاه كل أبناء الأمة، تراه يلتقيك بوجه طليق، تعلوه ابتسامة تشعرك بحب كبير وحنان عظيم، حتى يحسب الزائر أن السيد لا يحب غيره، وإن تحدث معه أصغى إليه باهتمام كبير ورعاية كاملة، وكان سماحته يقول: إذا كنا لا نسع الناس بأموالنا فلماذا لا نسعهم بأخلاقنا وقلوبنا وعواطفنا؟

2 ـ زهده:

لم يكن الشهيد الصدر زاهداً في حطام الدنيا، لأنه كان لا يملك شيئاً منها، أو لأنه فقد أسباب الرفاهية في حياته، فصار الزهد خياره القهري، بل زهد في الدنيا وهي مقبلة عليه، وزهد في الرفاه وهو في قبضة يمينه. وكأنه يقول (يا دنيا غري غيري): فقد كان زاهداً في ملبسه ومأكله لم يلبس عباءة يزيد سعرها عن خمسة دنانير (آنذاك)، في الوقت الذي كانت تصله أرقى أنواع الملابس والأقمشة ممن يحبونه ويودونه، لكنه كان يأمر بتوزيعها على طلابه.

3 ـ عبادته:

من الجوانب الرائعة في حياة السيد الصدر (رحمه الله) هو الجانب العبادي، ولا يستغرب إذا قلنا: إنه كان يهتم في هذا الجانب بالكيف دون الكم، فكان يقتصر على الواجبات والمهم من المستحبات.
وكانت السمة التي تميّز تلك العبادات هي الانقطاع الكامل لله سبحانه وتعالى، والإخلاص والخشوع التامين، فقد كان لا يصلي ولا يدعو ولا يمارس أمثال هذه العبادات، إلا إذا حصل له توجه وانقطاع كاملين.

4 ـ صبره وتسامحه:

كان السيد الصدر أسوة في الصبر والتحمل والعفو عند المقدرة فقد كان يتلقى ما يوجه إليه بصبر تنوء منه الجبال، وكان يصفح عمن أساء إليه بروح محمديّة.

5 ـ نبوغه:

كانت علائم النبوغ بادية على وجهه منذ طفولته، وعلى سبيل المثال نذكر هذه القصة التي حدثت في بداية الحياة الدراسية للسيد الصدر وكان السيد الصدر يدرس عند الشيخ محمد رضا آل ياسين، وحينما وصل الأستاذ في بحثه إلى مسألة أن الحيوان هل يتنجس بعين النجس، ويطهر بزوال العين، أو لا يتنجس بعين النجس؟
فذكر الشيخ آل ياسين أن الشيخ الأنصاري ذكر في كتاب الطهارة: أنه توجد ثمرة في الفرق بين القولين تظهر بالتأمل، ثم أضاف الشيخ آل ياسين: إن أستاذنا المرحوم السيد إسماعيل الصدر حينما انتهى بحثه إلى هذه المسألة، طلب من تلاميذه أن يبيّنوا ثمرة الفرق بين القولين، ونحن بيّنا له ثمرة في ذلك، وأنا أطلب منكم أن تأتوا بالثمرة غداً بعد التفكير والتأمل.
وفي اليوم التالي حضر السيد الصدر قبل الآخرين عند أستاذه، وقال له: إنّي جئت بثمرة الفرق بين القولين، فتعجب الشيخ آل ياسين من ذلك كثيراً، لأنه لم يكن يتصور أن حضور تلميذه إلى الدرس حضوراً اكتسابيا، وإنما هو حضور تفنني.
فبين سيدنا الصدر ثمرة الفرق بين القولين، وحينما انتهى من بيانه دهش الأستاذ من حِدّة ذكاء تلميذه ونبوغه، وقال له: أعد بيان الثمرة حينما يحضر بقية الطلاب، وحينما حضر الطلاب سألهم الشيخ: هل جئتم بثمرة؟ فسكت الجميع ولم يتكلم أحد منهم، فقال الأستاذ: إن السيد محمد باقر قد أتى بها، وهي غير تلك التي بيّناها لأُستاذنا السيد إسماعيل الصدر.
ثم بيّن السيد الشهيد الصدر ما توصل إليه من ثمرة الفرق بين القولين، وقد نفذ السيد بنبوغه هذا إلى صميم القلوب بصفته شخصية علمية وفكرية بارزة، وحاز على اعتراف فضلاء وعلماء الحوزة العلميّة.


مواقفه ضد نظام البعث الحاكم في العراق:

للسيد مواقف مشرفة كثيرة ضد النظام العراقي العميل نوجزها بما يلي:

1 ـ في عام 1969 م، وفي إطار عدائها للإسلام، حاولت زمرة البعث الحاقدة على الإسلام والمسلمين توجيه ضربة قاتلة لمرجعية المرحوم آية العظمى السيد محسن الحكيم (قدس سره) من خلال توجيه تهمة التجسس لنجله العلامة السيد مهدي الحكيم، الذي كان يمثل مفصلا مهماً لتحرك المرجعية ونشاطها، فكان للسيد الشهيد الموقف المشرف في دعم المرجعية الكبرى من جانب، وفضح السلطة المجرمة من جانب آخر، فأخذ ينسق مع المرجع السيد الحكيم (قدس سره) لإقامة اجتماع جماهيري حاشد، ويعبر عن مستوى تغلغل المرجعية الدينية وامتدادها في أوساط الأمة، وقوتها وقدرتها الشعبية وحصل الاجتماع في الصحن الشريف لمرقد الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وكان حاشداً ومهيباً ضمّ كل طبقات المجتمع العراقي وأصنافه.
ولم يقف دعمه عند هذا الحد، بل سافر إلى لبنان ليقود حملة إعلامية مكثفة دفاعاً عن المرجعية، حيث قام بإلقاء خطاب استنكر فيه ما يجري على المرجعية في العراق، وأصدر كثيراً من الملصقات الجدارية التي ألصقت في مواضع مختلفة من العاصمة بيروت.

2 ـ في صباح اليوم الذي قرر الإمام الراحل سماحة آية العظمى السيد الخميني ( رضوان الله عليه )، مغادرة العراق إلى الكويت قبل انتصار الثورة الإسلامية في إيران، قرر السيد الصدر الذهاب إلى بيت الإمام لتوديعه، بالرغم من الرقابة المكثفة التي فرضتها سلطات الأمن المجرمة على منزله، وفي الصباح ذهب لزيارته، ولكن للأسف كان الإمام قد غادر قبل وصوله بوقت قليل.
والحقيقة أنه لا يعرف قيمة هذا الموقف وأمثاله إلاّ الذين عاشوا تلك الأجواء الإرهابية التي سادت العراق قبيل وبعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران.

3 ـ بعد حادثة اغتيال الشهيد مرتضى المطهري في إيران على أيدي القوات المضادة للثورة الإسلامية في إيران، قرر السيد الصدر إقامة مجلس الفاتحة على روحه الطاهرة وذلك لأنه كان من رجال الثورة ومنظريها وكان من الواجب تكريم هذه الشخصية الكبيرة.

4 ـ ومن مواقف الفداء والتضحية ما حدث خلال فترة الحصار والإقامة الجبرية أيام انتصار الثورة الإسلامية في إيران (1399 هـ، 1979 م)، إجابته على كل البرقيات التي قد أُرسلت له من إيران، ومنها برقية الإمام الخميني (قدس سره)، علماً أن جميع تلك الرسائل والبرقيات لم تصله باليد، لأن النظام العراقي كان قد احتجزها، لكن السيد الشهيد كان يجيب عليها بعد سماعها من إذاعة إيران / القسم العربي.
وكان من حق السيد الشهيد أن يعتذر عن الجواب، فمن هو في وضعه لا يُتوقع منه جوابا على برقية، لكن لم يسمح له إباؤه فعبّر عن دعمه المطلق، وتأييده اللامحدود للإمام الراحل والثورة الإسلامية الفتية المباركة، مسجلا بذلك موقفاً خالداً في صفحات التضحية والفداء في تاريخنا المعاصر.

5 ـ تصدى (رضوان الله عليه) إلى الإفتاء بحرمة الانتماء لحزب البعث، حتى لو كان الانتماء صورياً، وأعلن ذلك على رؤوس الأشهاد، فكان هو المرجع الوحيد الذي أفتى بذلك، وحزب البعث في أوج قوته وكان ذلك جزءاً من العلة وأحد الأسباب التي أدت إلى استشهاده.


أهداف، سعى الشهيد الصدر لتحقيقها:

1 ـ كان السيد الصدر يعتقد بأهمية وضرورة إقامة حكومة إسلامية رشيدة، تحكم بما أنزل الله عز وجل، تعكس كل جوانب الإسلام المشرقة، وتبرهن على قدرته في بناء الحياة الإنسانية النموذجية، بل وتثبت أن الإسلام هو النظام الوحيد القادر على ذلك، وقد أثبت كتبه (اقتصادنا، وفلسفتنا، البنك اللاربوي في الإسلام، وغيرها) ذلك على الصعيد النظري.

2 ـ وكان يعتقد أن قيادة العمل الإسلامي يجب أن تكون للمرجعية الواعية العارفة بالظروف والأوضاع المتحسسة لهموم الأمة وآمالها وطموحاتها، والإشراف على ما يعطيه العاملون في سبيل الإسلام في مختلف أنحاء العالم الإسلامي من مفاهيم، وهذا ما سماه السيد الشهيد بمشروع (المرجعية الصالحة).

3 ـ من الأمور التي كانت موضع اهتمام السيد الشهيد (رضوان الله عليه) وضع الحوزة العلمية، الذي لم يكن يتناسب مع تطور الأوضاع في العراق ـ على الأقل ـ لا كماً ولا كيفاً، وكانت أهم عمل في تلك الفترة هو جذب الطاقات الشابة المثقفة الواعية، وتطعيم الحوزة بها.
والمسألة الأخرى التي اهتم بها السيد الشهيد هي تغيير المناهج الدراسية في الحوزة العلميّة، بالشكل الذي تتطلبه الأوضاع وحاجات المجتمع لأن المناهج القديمة لم تكن قادرة على بناء علماء في فترة زمنية معقولة، ولهذا كانت معظم مدن العراق تعاني من فراغ خطير في هذا الجانب، ومن هنا فكّر (رضوان الله عليه) بإعداد كتب دراسية، تكفل للطالب تلك الخصائص، فكتب حلقات (دروس في علم الأصول).
أمّا المسألة الثالثة التي أولاها السيد اهتمامه فهي استيعاب الساحة عن طريق إرسال العلماء والوكلاء في مختلف مناطق العراق، وكان له منهج خاص وأسلوب جديد، يختلف عما كان مألوفاً في طريقة توزيع الوكلاء، ويمكننا تلخيص أركان هذه السياسة بما يأتي:

أولا: حرص على إرسال خيرة العلماء والفضلاء ممن له خبرة بمتطلبات الحياة والمجتمع.

ثانياً: تكفل بتغطية نفقات الوكيل الماديّة كافة، ومنها المعاش والسكن.

ثالثاً: طلب من الوكلاء الامتناع عن قبول الهدايا والهبات التي تقدم من قبل أهالي المنطقة.

رابعاً: الوكيل وسيط بين المنطقة والمرجع في كل الأمور، ومنها الأمور الماليّة، وقد أُلغيت النسبة المئوية التي كانت تخصص للوكيل، والتي كانت متعارفة سابقاً.


.


عدل سابقا من قبل diaz في السبت 1 مارس - 17:49 عدل 4 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
diaz
عضو هام
عضو هام
diaz


الجنس : ذكر
المشاركات : 944
المـكـان : غريب
نقاطي : 100

العلماء Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلماء   العلماء Emptyالسبت 1 مارس - 17:26

مؤلفاته:

ألّف آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر (رحمه الله) العديد من الكتب القيمة في مختلف حقول المعرفة، وكان لها دور بارز في انتشار الفكر الإسلامي على الساحة الإسلامية وهذه الكتب هي:
1 ـ فدك في التاريخ: وهو دراسة لمشكلة (فدك) والخصومة التي قامت حولها في عهد الخليفة الأول.
2 ـ دروس في علم الأصول الجزء الأول.
3 ـ دروس في علم الأصول الجزء الثاني.
4 ـ دروس في علم الأصول الجزء الثالث.
5 ـ بحث حول المهدي: وهو عبارة عن مجموعة تساؤلات مهمة حول الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف)
6- نشأة التشيع والشيعة.
7- نظرة عامة في العبادات.
8 ـ فلسفتنا: وهو دراسة موضوعية في معترك الصراع الفكري القائم بين مختلف التيارات الفلسفية، وخاصة الفلسفة الإسلامية والمادية والديالكتيكية الماركسية.
9 ـ اقتصادنا: وهو دراسة موضوعية مقارنة، تتناول بالنقد والبحث المذاهب الاقتصادية للماركسية والرأسمالية والإسلام، في أسسها الفكرية وتفاصيلها.
10 ـ الأسس المنطقية للاستقراء: وهي دراسة جديدة للاستقراء، تستهدف اكتشاف الأساس المنطقي المشترك للعلوم الطبيعية وللإيمان بالله تبارك وتعالى.
11 ـ رسالة في علم المنطق: اعترض فيها على بعض الكتب المنطقية، ألفها في الحادية عشرة من عمره الشريف.
12 ـ غاية الفكر في علم الأصول: يتناول بحوثا في علم الأصول بعشرة أجزاء، طبع منه جزء واحد، ألفه عندما كان عمره ثماني عشرة سنة.
13 ـ المدرسة الإسلامية: وهي محاولة لتقديم الفكر الإسلامي في مستوى مدرسي ضمن حلقات متسلسلة صدر منها:
أ ـ الإنسان المعاصر والمشكلة الاجتماعية.
ب ـ ماذا تعرف عن الاقتصاد الإسلامي؟
14 ـ المعالم الجديدة للأصول: طبع سنة 1385 هـ لتدريسه في كلية أصول الدين.
15 ـ البنك اللاربوي في الإسلام: وهذا الكتاب أطروحة للتعويض عن الربا، ودراسة لنشاطات البنوك على ضوء الفقه الإسلامي.
16 ـ بحوث في شرح العروة الوثقى: وهو بحث استدلالي بأربعة أجزاء، صدر الجزء الأول منه سنة 1391 هـ.
17 ـ موجز أحكام الحج: وهو رسالة عملية ميسرة في أحكام الحج ومناسكه، بلغة عصرية صدر بتاريخ 1395 هـ.
18 ـ الفتاوى الواضحة: رسالته العملية، ألفها بلغة عصرية وأسلوب جديد.
19 ـ بحث فلسفي مقارن بين الفلسفة القديمة والفلسفة الجديدة: ألفه قبيل استشهاده ولم يكمله، تحدث فيه حول تحليل الذهن البشري، ومن المؤسف جداً أن هذا الكتاب مفقود ولا يعرف أحد مصيره.
20 ـ بحث حول الولاية: أجاب السيد في هذا الكتاب عن سؤالين، الأول: كيف ولد التشيع؟ والثاني: كيف وجدت الشيعة؟
21 ـ تعليقة على الرسالة العملية لآية الله العظمى السيد محسن الحكيم (قدس سره)، المسماة (منهاج الصالحين).
22 ـ تعليقة على الرسالة العملية لآية الله العظمى الشيخ محمد رضا آل ياسين، المسماة (بلغة الراغبين).
23 ـ المدرسة القرآنية: وهي مجموعة المحاضرات التي ألقاها في التفسير الموضوعي للقرآن الكريم.
24 ـ الإسلام يقود الحياة: ألف منه ست حلقات في سنة 1399 هـ، وهي:
1 ـ لمحة تمهيدية عن مشروع دستور الجمهورية الإسلامية في إيران.
2 ـ صورة عن اقتصاد المجتمع الإسلامي.
3 ـ خطوط تفصيلية عن اقتصاد المجتمع الإسلامي.
4 ـ خلافة الإنسان وشهادة الأنبياء.
5 ـ منابع القدرة في الدولة الإسلامية.
6 ـ الأسس العامة للبنك في المجتمع الإسلامي
.


أقوال العلماء فيه:

قال فيه صاحب كتاب أعيان الشيعة: هو مؤسس مدرسة فكرية إسلامية أصيلة تماماً، اتسمت بالشمول من حيث المشكلات التي عنيت بها ميادين البحث، فكتبه عالجت البُنى الفكرية العليا للإسلام، وعنيت بطرح التصور الإسلامي لمشاكل الإنسان المعاصر ... مجموعة محاضراته حول (التفسير الموضوعي) للقرآن الكريم طرح فيها منهجاً جديداً في التفسير، يتسم بعبقريته وأصالته.


شهادته:

بعد أن مضى عشرة اشهر في الإقامة الجبرية، تم اعتقاله في 19 / جمادى الأولى / 1400 هـ الموافق 5 / 4 / 1980 م.
وبعد ثلاثة أيام من الاعتقال الأخير استشهد السيد الصدر بنحو فجيع مع أخته العلوية الطاهرة (بنت الهدى).
وفي مساء يوم 9 / 4 / 1980 م (1400هـ)، وفي حدود الساعة التاسعة أو العاشرة مساءً، قطعت السلطة البعثية التيار الكهربائي عن مدينة النجف الأشرف، وفي ظلام الليل الدامس تسللت مجموعة من قوات الأمن إلى دار المرحوم حجة الإسلام السيد محمد صادق الصدر ـ أحد أقربائه ـ وطلبوا منه الحضور معهم إلى بناية محافظة النجف، وكان بانتظاره هناك المجرم مدير أمن النجف، فقال له: هذه جنازة الصدر وأخته، قد تم إعدامهما، وطلب منه أن يذهب معهم لدفنهما، فأمر مدير الأمن الجلاوزة بفتح التابوت، فشاهد السيد محمد صادق الشهيد الصدر (رضوان الله عليه). مضرجاً بدمائه، آثار التعذيب على كل مكان من وجهه، وكذلك كانت الشهيدة بنت الهدى (رحمهما الله). وتم دفنهما في مقبرة وادي السلام، المجاورة لمرقد الإمام علي (عليه السلام) في النجف الأشرف


عدل سابقا من قبل diaz في السبت 1 مارس - 17:50 عدل 3 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
diaz
عضو هام
عضو هام
diaz


الجنس : ذكر
المشاركات : 944
المـكـان : غريب
نقاطي : 100

العلماء Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلماء   العلماء Emptyالسبت 1 مارس - 17:35

تفاصيل دفن الشهيد (الصـدر الأول) سـراً

العلماء Zzz



شرت جريدة القبس الكويتية تفصيل عن دفن الشهيد المرجع آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر فيما يلي نص التقرير:

النجف ـ موفد القبس ـ نزار حاتم:

كلما استعدت أنفاسك، وهدأت عواطفك من هول مفاجأة أو جريمة ارتكبها نظام صدام حسين، صفعتك مفاجأة جديدة أكثر هولاً.. وكأنك تخرج من باب إلى باب، ومن سرداب إلى آخر، فتبقى عيناك مفتوحتين دهشة لا تكاد أن تصدق فيلم الرعب الطويل الممتد أربعين عاماً، والذي حصد مئات ألوف الضحايا، رجالاً ونساء وأطفالاً، مهندسين وأطباء وعمالاً وتلاميذ ورجال دين، من شمال العراق حتى جنوبه مروراً بالوسط، وخاصة هنا في الوسط الشاهد الأبدي على الجريمة، بأفظع أشكالها وصورها.
.. وفي قلب الوسط النجف
وفي النجف كانت المفاجأة الأكبر منذ دخلت العراق قبل شهر من الآن لتغطية أحداثه وتطوراته إثر سقوط صدام ونظامه وأجهزته.
كنت على مشارف نهاية مهمة صحفية فجّرت كل الحزن الذي يمكن أن يحمله إنسان من لحم ودم وفيه قلب ينبض وبقية من مشاعر.. فقد حملتني تلك المهمة إلى المقبرة الجماعية التي اكتشفت للتو في النجف.. أشاهد القبور والجثث لأشخاص معروفين وآخرين مجهولين، وجماجم وعظام أطراف، وبقايا شعر لضحايا قتلوا غدراً وعدواناً بدون ذنب ارتكبوه سوى أنهم لم يكونوا من أتباع صدام وزمرته.
كان الحزن يعصر كل خلية في جسدي، وشمس النجف تخفف حدتها الدموع المنهمرة على وجنتي، بل شعرت بأن الحزن يلف أطراف الصحراء النجفية كلها.
يا الهي.. كل هذا الإجرام؟!
الإجرام تحت جنح الظلام
إنه يوم يتفجر وجعا ويشرق بالدموع والألم ليغرق هذه المدينة وأهلها، بل وأهل العراق جميعا بطوفان الحزن الذي حمله نبأ العثور على المقابر الجماعية التي ضمت مئات، وربما ألوف، الشباب والشابات الذين كان قتلهم نظام صدام الفاشي ووارى جثثهم تحت جنح الظلام في هذه المقابر التي ستظل تصرخ في وجه التاريخ أن لا مجرم في هذه الأرض يباري صدام حسين في جرائمه البشعة.
سحابة حزن تهطل على الجميع بأنباء هذه الفاجعة لتترك المرء ذاهلا حيالها، فلا رجل ولا امرأة ولا طفل في ذلك اليوم قد فتر عن التحدث بهذه المأساة، التي يحسب من شاهدها أن صدام حسين كان قد عزم على قتل العراقيين جميعا ليرقص على أشلائهم بلا رادع أخلاقي أو إنساني.
من ذا الذي يدلني على هذه المقابر التي تم اكتشافها بعد أن حملتني الأجوبة المتضاربة على مكانها إلى أكثر من جهة دون جدوى.
فقد قيل لي إنها بالقرب من مطاحن الحصا على الطريق الذي يربط النجف بكربلاء فتوجهت إلى هناك دون أن اعثر عليها، وقيل أنها بالقرب من منطقة الشوملي شمال النجف فلم أجدها حتى ظننت أنها محض دعاية ليس إلا.
بعد التفكير مليا رأيت من الأجدى التوجه إلى داخل مدينة النجف لعلي اعثر على من أثق به ليقطع الشك باليقين، وفي الطريق الممتد من النجف إلى الكوفة وقع بصري على مبنى كتبت على واجهته الأمامية عبارة (المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق)، سلمت على العناصر الواقفين إلى جانب البوابة الرئيسية لحراسة المبنى وأخبرتهم بمهمتي، فأسرع أحدهم ليخبر المسؤولين الذين أوعزوا إليه بالسماح لي في الدخول إليهم، ثمة رجل نجفي يرتدي الغترة والعقال كنت اعرفه هو الحاج اسعد أبو كلل، لقد استقبلني بحفاوة وتبين لي في ما بعد انه يعمل مديرا لمكتب العلاقات العامة في المجلس الأعلى.
هكذا ارتكبوا الجريمة
سألته فورا عما إذا كان صحيحا موضوع المقابر الجماعية، فرد علي (نعم لا تستعجل سأدلك عليها لأني أول من اطلع على هذه المصيبة).
يا لها من مصادفة أن ألتقيك أذن، أرجوك حدثني مفصلا عن هذا الأمر؟
ـ في البدء لابد أن اذكر لك أن هناك شخصين أحدهما يدعى علي رحم، فيما لا يزال الآخر يتحفظ على ذكر اسمه بسبب الخوف الذي ظل ملازما له من النظام المقبور، عندهما مزرعة طماطم كانا تحدثا إلي منذ سنوات أنهما شـاهدا سيارات كبيرة تقوم بنقل أشخاص أحياء ويترجل منها مسلحون فيطلقون النار على رؤوس هؤلاء الأشخاص، ثم يقومون بدفنهم مجتمعين بالقرب من المزارع في منطقة الكفل القريبة من مدينة النجف. فيما كان يتحدث معظم أهالي المدينة عن وجود مقابر جماعية في مدينتهم، ولما سقط نظام صدام جاءني هذان الشخصان ليؤكدا لي وجود هذه المقابر، فتوجهت معهما صوب هذه المزارع وقمنا بعمليات الحفر، وعثرنا في اليوم الأول على رفات خمسة وعشرين شخصا دفنوا بثيابهم بعد إطلاق النار عليهم بينما كانت أيدي بعضهم مكبلة إلى الخلف وهم من محافظات عراقية مختلفة تعرفنا عليهم من خلال بعض وثائقهم التي كانت بحوزتهم ساعة قتلهم من قبيل شهادة الجنسية والمحفظات الصغيرة، وبدورنا عمدنا إلى تكفينهم، كما علقنا بذيل أكفانهم كل مقتنياتهم التي كانت معهم، ثم قمنا بدفنهم بعد أن وضعنا رقما لكل واحد منهم ليتسنى لأهلهم التعرف عليهم.
.. الآتي أفظع!
ثم عدنا إلى عملية الحفر للبحث عن المزيد من هؤلاء الضحايا فعثرنا على رفات تسعة آخرين، مؤملين أنفسنا في مواصلة البحث عند المساء، لكن احد الأشخاص الذين علموا بالموضوع سارع إلى إخبار عامر عبود العيداني الذي عينته قوات التحالف محافظا للنجف والذي سارع بدوره إلى إخبار الأمريكيين فمنعونا من مواصلة كشف هذه المقابر، فذهبت إلى المحافظ نفسه وكان جالسا عنده شخص أمريكي يدعى Mr. Steef وأبلغت المحافظ بضرورة الكف عن منعنا من عملنا هذا، وبالفعل فقد انسحب الأمريكان من المقبرة فواصلنا عمليات البحث التي أسفرت لغاية اليوم عن اكتشاف إحدى وتسعين جثة البعض منها بلا رأس، وللعلم سوف يتم اكتشاف عدد من هذه المقابر في عموم المحافظات العراقية الأخرى.
ضد المحافظ
على ذكر المحافظ كيف علاقتكم وعموم أهل النجف به؟
ـ علاقتنا به سيئة للغاية ويعتزم النجفيون عموما تنظيم تظاهرات ضده تطالب الأمريكان باستبداله.
في هذه الأثناء دخل علينا رجل كان التعب باديا عليه فيما لم تزل بقايا التراب عالقة بشعر رأسه ودشداشته، وقد اخبر الحاج أسعد أبو كلل بجلب رفات عدد ممن قد عثر عليهم في هذه المقابر، مشيرا إلى انه قام بتكفينهم وجاء بهم إلى باحة المكتب في سيارة وآنيت، فسارعت على الفور لرؤية هذا المشهد المروع.
ها هي جثامينهم الملفوفة بالأكفان مرصوف بعضها جنب بعض في هذه السيارة، وقد كتبت أسماء بعضهم بعد التعرف عليها من خلال وثائقهم المدفونة معهم، على الأكفان، اذكر من بينها التالي:
1 ـ طالب جاسم محمد اللامي واسم والدته نجيبة موسى من محافظة البصرة ـ حي الرباط الكبير.
2 ـ محمد سالم ساهي الفرحان، اسم زوجته نادية حسن رمضان، واسم أمه صفية سوادي ـ بصرة محلة الرباط الكبير.
حفار قبور خفيف الدم
لا بد لي أن انتصر على حالة الهلع التي استحوذت عليّ أثناء تلك اللحظات، لأكمل الرحلة في هذا المشوار المأساوي، فطلبت من الحاج أسعد أبو كلل أن يبعث أحدا معي إلى المقبرة، فأوعز إلى الدفان ليصطحبني إلى هناك.
فاجأني رفيقي الدفان المدعو عباس بلاش خضير البركاوي بخفة دمه، خلافا لما هو مألوف عند من يمارس هذه المهنة، ربما لأنه يريد مني زيادة في أجره، وقد أوحيت له باستعدادي لذلك ليريني المزيد من الجرائم التي اقترفها صدام بحق العراقيين.
لقد أشار إليّ بالتوجه إلى المقبرة التي تسمى بالجديدة شمال النجف، التي ما أن بلغناها حتى شاهدت عددا من الدفانين يقومون بتكفين رفات لأشخاص آخرين ورصفهم على الأرض ليتولوا دفنهم واحدا تلو الآخر في قبور قد أعدت لكل واحد منهم، ثم دعاني هذا الدفان إلى التوجه معه إلى ارض صحراوية متاخمة لعدد من المنازل وجدت عليها أكواما رملية صغيرة عرفت في ما بعد أنها بمثابة شواهد للذين دفنوا قبل ساعات عقب العثور على رفاتهم في مقابر جماعية، فيما سيعود الدفانون إلى استبدال هذه الأكوام بالاسمنت ليكتبوا عليها أسماء الضحايا.
كاد الجزع يحبس أنفاسي، فقد تمنيت لو أني لم افتح هذا الباب الواسع من الحزن على قلبي.
المفاجأة الكبرى!
وسط هذه الحالة، سألت الدفان الذي اصطحبني في جولتي: وماذا بعد يا رفيقي؟ إلى أين ستأخذني في رحلتك التي يسير فيها القلب على شفرة السكين؟
أجاب الدفان:
(سآخذك إلى مكان لم يخطر على بالك، سأريك قبر آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر).
لم أدرك جيدا ما سمعت. وتمتمت:
أجننت؟ من أين لك هذا، والعراقيون حتى الأمس القريب يرددون في كربلاء بمناسبة أربعينية الإمام الحسين (هلّه هلّه الصدر وينه.. ضيعوا قبره علينا)، قبل ثلاثة أسابيع فقط: أدرك جيدا أن مصير السيد محمد باقر الصدر يمثل قمة المأساة التي عاشها الشيعة العراقيون في ظل حكم صدام. فلقد تم إعدام هذا المرجع الكبير في عام 1980، عقب اعتقاله مع شقيقته بنت الهدى وقيل أن صدام هو الذي قتل هذا المرجع الديني، وقــيل أن نائبه عزة الدوري هو الذي تولى المهمة القذرة، بينما آفادت رواية ثالثة أن صدام أطلق الرصاصة الأخيرة على الشهيد بحضور الدوري وقيل أيضا إن صدام أمر بإحراق لحية الشهيد تشفيا، وسمل عينيه، وغرزوا في رأسه مسمارا قبل أن يطلقوا الرصاص عليه.
والشائع بين الناس أن جثة الإمام الصدر لا اثر لها، وان لا قبر له.
تذكرت كل هذا وأنا أفكر بما سمعت من الدفان.
لكن عباس أصر بعناد:
ـ سوف ترى.
لم تمض سوى دقائق معدودة حتى وصلنا إلى بقعة من الأرض أعدت خصيصا لاحتضان رفات الصدر التي تم نقلها من قبره السابـق الذي كان دفن فيه بين القبور بإشراف جلاوزة الأمن الصدامي. وهو مكان قريب من مكتب الاستعلام عند المدخل الغربي لمقبرة وادي السلام.
سألت أحد الذين نقلوا الرفات من قبره القديم فورا بعد سقوط النظام في ابريل الماضي عما إذا كانوا عثروا على شيء من مقتنيات الصدر التي بقيت معه ساعة دفنه؟
رد عليّ احدهم بكلمة نعم واثقة موضحا، (لقد وجدنا خاتمه الذي كان يضعه في خنصره بيده اليمنى منقوشا عليه اسم (محمد) تيمنا بالرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).
هل يمكن أن أراه؟
ـ كلا أبدا، هذه الأمور موقوفه على مجيء نجله السيد جعفر الصدر من مدينة قم قريبا لنقوم بتسليمه له.
كيف تم العثور على رفات الصدر والجميع كان يتحدث عن محاولات جرت دون جدوى من أجل التعرف على قبره؟.. بهذا السؤال توجهت إلى الدفان الذي جاء بي إلى هذا المكان.
ـ سأشرح لك تفاصيل القصة كما هي بالصورة التالية:
هل تعرف أنت التفاصيل حقا؟
ـ طبعا، لأن أخي الأكبر هو الذي دفنه عقب يوم من مقتله على يد النظام، وهو الذي عرّف الآخرين بمكان القبر.
كيف؟
ـ في الشهر الرابع من عام 1981 طرق باب منزلنا في الساعة الحادية عشرة والنصف ليلا كل من مفوضي الأمن جبار سعد حميد، وفاضل صاحي فرز علي، وطلبا من أخي التوجه معهما إلى المقبرة القديمة بدعوى أن عندهما جنازة يريدان دفنها، ولما وصلوا إلى هناك سأله المفوضان عما إذا كان يعرف اسم هذا المسجى، فأجابهم (نعم أعرفه انه محمد باقر الصدر).
فقال المفوضان (طيب بما إننا رجال أمن لا يمكن أن نتحدث لأحد بالأمر، فانك المسؤول وحدك إذا ما سمعنا بهذا الموضوع، أو انتقل الخبر، ولذا يجب أن توقّع على هذا التعهد الذي يقضي بإعدامك حال سماعنا بنبأ دفنه، وحينها لم يجد أخي بدا من التوقيع الذي ظل يؤرقه طيلة فترة حكم صدام مخافة أن يشي احد المفوضين بالأمر ويحمله المسؤولية.
كما عمدت مديرية أمن النجف طيلة هذه السنوات إلى استدعاء أخي كل ستة أشهر للتوقيع مجددا على هذا التعهد.
وفي عام 1986 استدعي أخي إلى خدمة الاحتياط العسكرية إبان الحرب العراقية ـ الإيرانية فخشي أن يقتل في هذه الحرب ويضيع قبر الصدر، فتوجه إلى شخصين يثق بهما وأخبرهما بالأمر، مشترطا عليهما إداء القسم عند مرقد الإمام علي بعدم إفشاء هذا السر لكي يدلهما على القبر، وعقب ادائهما اليمين أمامه توجه بهما في منتصف الليل ودلهما عليه، مؤكدا انه قد نزع الخاتم الذي كان بخنصر السيد الصدر ودسه في الكفن ليظل علامة دالة على قبره ورفاته.
وفي عام 1991 إبان الانتفاضة الشـعبية ضد النظام المقبور قام رجال الأمن باقتياد أخي من منطقة خان المخضر في النجف واعتقاله من اجل التحقيق معه حول ما إذا كان تحدث لأحد حول مكان قبر السيد الصدر، فنفى ذلك جملة وتفصيلا فأفرج عنه بعد أن تحمل أنواع التعذيب.
(لقد اضطر أخي لأن يخفي هذه المرة الحقيقة)، كما قال عباس بلاش. وأضاف: لقد اتفقت مع أخي أن الظروف لم تكن تسمح بعد الانتفاضة بأن نستمر في حمل السر وحدنا. واتفقنا على إبلاغ نفر قليل من أقرب أنصاره، وعمدنا تحت جنح الظلام إلى نقل الجثمان إلى مكان آخر على بعد ثلاثة آمتار من الأول.
وقد صدق حدسنا حيث قام رجال الأمن بعد عودة سيطرة نظام صدام على المدينة بهدم القبر الأول اعتقادا منهم أن الجثة مازالت فيه!
وهكذا ظل الأمر طي الكتمان حتى حانت ساعة الخلاص من صدام ونظامه المجرم فبادر أخي إلى كشف هذه الحقيقة بكافة ملابساتها ومعاناتها التي تحملناها كل تلك السنوات.
وبادر نفر من أصدقائه الذين حملوا السر معنا إلى إعادة تكفين الجثمان، ومن ثم دفنه في هذه البقعة الجديدة لتكون مزاراً.
نعم الحزن وحده يهز اطراقة الصحراء النجفية، ويحثو رمال الرذيلة بوجه صدام وزبانيته المجرمين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
big boss
عضو محترف
عضو محترف
big boss


الجنس : ذكر
المشاركات : 4897
المـكـان : من العالم الثاني
نقاطي : 102

العلماء Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلماء   العلماء Emptyالأحد 2 مارس - 0:13

مشكور وفي ميزان أعمالك إنشاء الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
diaz
عضو هام
عضو هام
diaz


الجنس : ذكر
المشاركات : 944
المـكـان : غريب
نقاطي : 100

العلماء Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلماء   العلماء Emptyالأحد 2 مارس - 16:03


العفو أخ svt
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
diaz
عضو هام
عضو هام
diaz


الجنس : ذكر
المشاركات : 944
المـكـان : غريب
نقاطي : 100

العلماء Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلماء   العلماء Emptyالإثنين 3 مارس - 17:17

العلماء 833709_1095939568

السيرة الذاتية للسيد محمد تقي المدرسي


مولده ونشأته

ولد في مدينة "كربلاء" المقدسة بالعراق عام 1945م في بيت أقيمت دعائمه على اُسس العلم والفضيلة، الامر الذي منح شخصيته طابعاً دينياً مميزاً. فوالده هو آية الله السيد محمد كاظم المدرسي "رحمه الله" الذي كان من رجال الحوزات الدينية، ومنها حوزة كربلاء المقدسة على الخصوص، في حين كان جدّه وهو آية الله العظمى السيد محمد باقر المدرسي "رحمه الله" أحد مراجع التقليد في عصره.
ومن جانب الأم؛ فهو ينتمي إلى عائلة "الشيرازي" المعروفة بدورها البنّاء في الحوازات العلمية، وبتأريخها الجهادي على مستوى الساحة السياسية. فوالدته إبنة المرجع الكبير آية الله العظمى السيد مهدي الشيرازي "رحمه الله"، واُخت المرجع الديني المعاصر آية الله السيد محمد الشيرازي "حفظه الله"، وكذلك اُخت المفكر الاسلامي الكبير الشهيد آية الله السيد حسن الشيرازي "رحمه الله".
وخلاصة القول: إنه سليل أسرة ارتدت ثوب المرجعية الدينية لأكثر من قرن من الزمن، إذ أثمرت شجرتها الطيبة سبعة مراجع تقليد وخمسين عالما من علماء الدين، دخل إثنان منهم التأريخ من أوسع أبوابه وهما المجدد الميرزا السيد حسن الشيرازي "رحمه الله" قائد ثورة "التنباك" ضد الاستعمار البريطاني في إيران، وآية الله الميرزا محمد تقي الشيرزاي "رحمه الله" قائد ثورة "العشرين" ضد الاستعمار البريطاني في العراق.
من مؤهلاته

لم تكن التركيبة العائلية المتميزة التي نشأ وترعرع فيها العامل الوحيد في بناء شخصيته وفكره. فقد بدأ دراسته في المعاهد الدينية -الحوزات- وهو لم يتخط بعد الثامنة من عمره، وتتلمذ على أيدي كبار العلماء حتى نال درجة الاجتهاد -وهي أعلى شهادة علمية في الحوزات الدينية- وهو في العشرين من عمره. وتمكن بعدها من الكتابة في الفقه الاستدلالي، الامر الذي أهّله للمشاركة في أرفع البحوث الفقهية وهو بحث "الخارج"، ولم تمض سوى فترة وجيزة حتى قام بتدريس هذه البحوث بنفسه.
والى جانب الدراسة الفقهية كانت له بحوث معمقة في القرآن الكريم وأحاديث الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام فتحت له آفاقاً واسعة مكنته من الابداع في هذا المجال، هذا الى جانب البحوث الدينية والتربوية والثقافية الاخرى التي حرص على ادارتها وتزويدها بكل ما يساعدها على النمو والتطور. كما وقد تميزت شخصيته في عالم الحركة الاسلامية، حيث عرف بجهاده المرير ضد الطغيان والاستكبار.. ويعتبر أحد أبرز مفكري الحركة الاسلامية في العالم.
هجراته وسفراته

ونظراً لتعاظم نشاطاته الفاعلة، وأعماله الرسالية في نشر الثقافة الرسالية ومقاومة الديكتاتورية والطغيان الحاكمة في العراق، تعرض آية الله السيد المدرسي لضغوطات سياسية وأمنية، مما اضطرته الى الهجرة الى خارج العراق. وقد أختار الكويت لتكون بلد هجرته، ليواصل منها أعماله الجهادية دون أي توقف، بل ويصعد من نشاطه. خصوصاً وأن الكويت هي بلد حدودي بالنسبة الى العراق. فهاجر الى الكويت في مطلع عام 1971م، ومن هناك واصل عمله الرسالي في التبليغ والارشاد، وتحدي السلطات الظالمة، وبالخصوص في العراق.
ولم يكن آية الله السيد المدرسي بعيد عن أحداث الثورة الاسلامية في إيران منذ أن كان في العراق. وقد توثّقت علاقته بالشخصيات الايرانية العاملة في مجال الثورة بشكل أكبر، وكانت له مساهمات كثيرة في دعم الثورة ومساندة رجالها خارج إيران. وبعد انتصار الثورة الاسلامية في إيران باربعة أشهر، وذلك في سنة 1979م هاجر الى إيران، وهو لازال يقيم فيها.وقد اتخذها منطلقاً جديداً لتحركاته الجهادية، وأعماله الرسالية..
ولانه يحمل هموم المسلمين في كل مكان، ويسعى الى خلاصهم من الظلم والجور والتخلّف والحرمان.. سافر الى كثير من دول العالم لاداء واجبه الرسالي.
من أفكاره

• يعتمد بشكل أساسي في بلورة أفكاره على القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وأحاديث المعصومين عليهم السلام، لانه يعتبر القرآن الكريم أداة التبصر وآلية الهداية. فهو يشبّه القرآن بالشمس التي تشرق كل يوم لتعطي آفاقاً جديدة ورونقاً آخر لحياة الانسان اليومية. فمن مهمات القرآن هو اعطاء الانسان عقلاً راشداً ووعياً متجدداً لما يدور في نفسه ولما يدور حوله.
• وبخصوص مشكلة التخلف التي يعاني منها عالمنا الاسلامي يرى انه اذا اردنا أن نصنع واقعاً أفضل فليس أمامنا إلاّ خيار النشاط المتكامل الابعاد، والعمل الجذري الذي يقيم لنا أساساً قوياً ومتيناً يهيء لبناء مستقبل الامة الزاهر. ومن أجل ذلك نحن بحاجة الى حركات حضارية مهمتها اصلاح الاسس الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية في المجتمع، لأن الوضع القائم لدى أمتنا اليوم هو أعمق انحرافاً، وهو يشبه الى حد بعيد وضع الجزيرة العربية قبل أن تهبط عليها رسالة الاسلام.
• ويرى أن الحوزات الدينية والمجاميع العلمية تقوم بدور كبير ووظيفة أساسية، كونها تمثل مصدر الاشعاع الفكري والديني، بل ويتطور هذا الدور الى الريادة السياسية والتأثير اليومي في مجريات الاحداث. ولا يخفى ان الهدف الرئيسي من تأسيس الحوزات الدينية هو تزكية الروح الى جانب تنمية العقل، وان علماء الدين الداخلين فيها يتخذونها معراجاً لمعرفة الله وتزكية النفس وتعلّم المعارف الالهية ودراسة الفقه أيضاً، وهذا يكون مقدمة طبيعية لرسالة التبليغ الديني. وقد تميزت الحوزات الدينية التي أسسها آية الله السيد المدرسي بثلاث صفات، هي: حسن انتخاب الطالب والدقة في اختيار الصالحين منهم، وتكثيف البرامج الروحية بابعادها المختلفة، وربط العلوم بالسلوك الفردي باسلوب المزج ما بين الدروس والنصيحة والموعظة الحسنة لكي تتداخل هذه الدروس مع الحياة.
• ورؤيته للحركات الاسلامية؛ أنها حركات حضارية تسعى من أجل اقتلاع جذور الباطل، وتثبيت دعائم الحق. وان من مزاياها أنها تعالج المشاكل القائمة من جذورها، وهذه الميزة هي التي تجعلها خارجة عن المعادلات، كما تجعل مواقفها مواقف مبدئية لا تتسم بالانهزامية أو المصلحية.
• وبخصوص المسؤولية يرى ان الانسان هو ذلك المسؤول، وذلك في قوله: فأنت أيها الانسان المسؤول الاول عن حياتك ومصيرك ووجودك وهويتك.. فعلى عاتقك تقع المسؤولية الاولى، ومن بعدها تأتي المسؤوليات الاخرى



عدل سابقا من قبل diaz في الإثنين 3 مارس - 17:23 عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
diaz
عضو هام
عضو هام
diaz


الجنس : ذكر
المشاركات : 944
المـكـان : غريب
نقاطي : 100

العلماء Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلماء   العلماء Emptyالإثنين 3 مارس - 17:18


من نشاطاته

• دأب منذ سنوات طويلة على القاء المحاضرة الاسلامية في ليلة الخميس من كل إسبوع، فيحضرها حشد من أفراد المجتمع الاسلامي، ويتناول في كل مرّة رؤية جديدة يستلهمها من القرآن الكريم ويربطها بآخر المستجدات على مستوى العالم الاسلامي. وقد وصل عدد المحاضرات التي القاها حتى الآن الى أكثر من ألف محاضرة.
• يحرص في صباح كل يوم على القاء درسه في الفقه الاسلامي على مستوى (بحث الخارج)، وهو أعلى مستوى دراسي في الحوزة العلمية، ويحضره عدد من فضلاء طلبة العلوم الدينية، ويناقش في أدق المسائل الفقهية والامور الدينية.
• يدير شؤون عدد كبير من طلبة العلوم الدينية، حيث يقدم لهم التوجيهات اللازمة في قضايا التلبيغ والارشاد، ويساعدهم على تخطي مشاكلهم المختلفة..
• يقوم بارسال عدد كبير من المبلّغين والدعاة والمصلحين الى مختلف دول العالم، ولم تتوقف عملية الاصلاح والتوعية الدينية عند العالم الاسلامي، بل شملت نشاطاته العالم الغربي والعديد من دول الشرق الادنى واستراليا.
• يشارك في العديد من المؤتمرات والندوات السياسية والثقافية التي تقيمها الحركات الاسلامية في أرجاء العالم، ويقدم فيها وجهات نظره إزاء القضايا المطروحة
من مشاريعه

• ساهم بتوجيهاته وارشاداته للعديد من الحركات الاسلامية، ويعتبر اليوم مرشداً لمنظمة العمل الاسلامي في العراق.
• أنشأ العديد من الحوزات الدينية في مختلف الدول، وكان من أبرزها حوزة القائم عجل الله تعالى فرجه، التي اشترك فيها طلاب من أكثر من (35) دولة، وقد تخرج منها حوالي (1200) كادر ديني توزعوا في مختلف أرجاء العالم لاداء واجباتهم الرسالية.
• وبتوجيه منه صدرت عدة صحف ومجلات؛ منها صحيفة "الشهيد" التي لاقت شعبية كبيرة في العالم الاسلامي، وكان لها الاثر الكبير في نشر الثقافة الاسلامية في الاوساط العربية والاسلامية. وكذلك صحيفة "عاشوراء" التي تصدر بمناسبة ملحمة الطف وذكرى استشهاد الامام الحسين عليه السلام، مخلدة بذلك ذكرى الثورة التي انتصر فيها الدم على السيف. وأيضاً مجلة "البصائر" الفصلية التي تعنى بقضايا الامة وما يخصها من مسائل فكرية وثقافية وسياسية..
• قام بتأسيس مراكز اسلامية في مختلف البلاد الاسلامية وغير الاسلامية مهمتها نشر الثقافة الاسلامية وتعاليم الدين الحنيف.
• أسس أكثر من دار لنشر الكتب، تقوم بطباعة ونشر مختلف الكتب الاسلامية الى جانب كتب المؤسس؛ منها دار نشر المدرسي ودار نشر البقيع ودار نشر محبان الحسين عليه السلام.
من مؤلفاته

• أثرى المكتبة الاسلامية بمجموعة كبيرة من الدراسات والكتب التي تناولت مجالات متعددة، وعالجت قضايا مختلفة، وخصوصاً المصيرية منها، برؤى اسلامية حديثة استلهمها من القرآن الحكيم وأحاديث النبي وأهل البيت عليهم السلام. فقد فسّر القرآن الكريم بأسلوب عصري، ربط من خلاله بين كلام الله تعالى والواقع بكل أبعاده فأتمّه في (18) مجلداً أطلق عليه عنوان "من هدى القرآن"، هذا الى جانب الكتب الاخرى التي بحثت في مفاهيم القرآن الكريم واكتشفت فيه البصائر الهادية للتحرك الاسلامي. ويأتي إهتمامه الكبير بالقرآن الكريم من كونه يعتبر هذه الرسالة العظيمة "ليست كتاباً عادياً يقرأه الانسان كما يقرأ القصص من الكتب الاخرى، بل انه كتاب دين ورسالة حضارة ودعوة للحياة الكريمة، وهو خلاصة الدين وجوهر رسالة الله سبحانه وتعالى للبشر".
• وبحث في حقل الفلسفة، وقد أجرى بحوث مقارنة بين الفلسفة اليونانية القديمة والفلسفة السائدة في العالم الغربي اليوم وبين فلسفة الاسلام التي تتمثل بالقرآن الحكيم وأحاديث النبي وأهل بيته عليهم السلام.. وذلك في الكتب التالية: الفكر الاسلامي مواجهة حضارية، والمنطق الاسلامي اصوله ومناهجه، والعرفان الاسلامي، ومبادئ الحكمة..
• وكتب عن التأريخ الاسلامي قرابة (30) كتاباً تناول في أكثر من (20) منها سيرة الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله وأئمة أهل بيته عليهم السلام، هذا بالاضافة الى كتاب "التأريخ الاسلامي" الذي ناقش فيه الحركات التصحيحية في صدر الاسلام، ويعتقد أن قراءة التأريخ يجب أن لا تكون من أجل الاطلاع على أحداث تأريخية وقعت في الماضي فحسب، بل قراءة تؤثر في الحاضر والمستقبل.
• كما ألّف مجموعة كبيرة من الكتب في مجالات عديدة، من أهمها العناوين التالية: موسوعة "التشريع الاسلامي" التي صدر منها حتى الآن سبعة أجزاء، و"الفقه الاسلامي" وسلسلة "الوجيز في الفقه الاسلامي"، و"التمدن الاسلامي" و"العمل الاسلامي" و"الوعي الاسلامي".
• وكتب عن الحركة الاسلامية ودورها الحقيقي في العالم الاسلامي في عدة كتب منها: "النهج الاسلامي" و"تأملات في مسيرة الحركة الاسلامية" و"التحدي الاسلامي" و"البعث الاسلامي" و"آفاق الحركة الاسلامية"..
• كما ألّف كتب آخرى ناقش فيها مختلف القضايا الفكرية والثقافية والاجتماعية والتربوية، وعالج في قسم منها الاوضاع السياسية القائمة في العالم الاسلامي.
• هو الآن مشغول باثراء المكتبة الاسلامية بأفكار الفذة التي يتغذى عليها أجيال الأمة الصاعدة والعاملين الرساليين في سبيل اعلاء كلمة الله والوقوف بوجه الهجمات الثقافية التي بدأت تغزو عالمنا الاسلامي لتحطيم الشباب واضاعته في متاهات الأفكار المنحرفة

منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
diaz
عضو هام
عضو هام
diaz


الجنس : ذكر
المشاركات : 944
المـكـان : غريب
نقاطي : 100

العلماء Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلماء   العلماء Emptyالثلاثاء 4 مارس - 11:27

محسن الحكيم


من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة


اذهب إلى: تصفح, ابحث

آية الله السيد محسن الطباطبائي الحكيمالميلادالوفاة
العلماء MHAKEM

زعيم سابق للحوزة العلمية (النجف الأشرف)
1889
النجف الأشرف، جمهورية العراق
1970
بغداد، جمهورية العراق
آية الله السيد محسن الحكيم ( 1889 - 1970 ) كان من أهم المرجعيات الدينية للشيعة في العراق و لدى الشيعة في العالم الإسلامي على العموم ، كان يعيش حياة بسيطة في مدينة النجف ، ترأس زعامة حوزة النجف الأشرف وهي من أهم المراكز في العالم للدراسات الدينية لدى الشيعة الإثنا عشرية الأصولية


[تحرير] المولد و النشأة

ولد السيّد أبو يوسف ، محسن بن السيّد مهدي الطباطبائي الحكيم، في شوال 1306 هـ بمدينة النجف الأشرف . وكان أحد أجداده ـ وهو السيّد علي ـ طبيباً مشهوراً ، ومنذ ذلك الزمان اكتسبت العائلة لقب ( الحكيم ) بمعنى الطبيب ، وأصبح لقباً مشهوراً لها .


[تحرير] مسيرة تحصيله العلمي

انهى دراسته الابتدائية ودراسة المقدمات, ثم شرع بدراسة السطوح العالية عند اساتذة عصره ، ولما بلغ عمره عشرين سنة؛ تتلمذ على يد الايات العظام التالية اسماؤهم :


  1. آية اللّه محمد كاظم اليزدي .
  2. آية اللّه محمد كاظم الخراساني .
  3. آية اللّه ضياء الدين العراقي .
  4. آية اللّه ابي تراب الخونساري .
  5. آية اللّه شريعت اصفهاني .
  6. آية اللّه الميرزا النائيني .
  7. آية اللّه محمد سعيد الحبوبي .
  8. آية اللّه علي باقر الجواهري .


[تحرير] مرجعيته

اصبح السيد محسن الحكيم مرجعا عاما للشيعة بعد وفاة السيد البروجردي. فاخذ بوضع نظام اداري للحوزة, وشرع ببناء المدارس وارسال المبلغين الى نقاط العراق المختلفة. بهذا العمل ازداد عدد الطلاب في جميع الحوزات بشكل منقطع النظير. و لـغـرض اغـناء المواد الدراسية في الحوزة العلمية في النجف الاشرف, قام السيد بادخال دروس جديدة مثل: التفسير والاقتصاد والفلسفة والعقائد, لغرض توسيع آفاق الطلاب بالعلوم المختلفة, حـتـى يـكونوا على اهبة الاستعداد للوقوف امام التيارات الفكرية والافكار الالحادية القادمة من الخارج . وقـد شـجـع كـل من له قدرة واستعداد على الكتابة والتاليف, واشرف على كثير من المجلات الاسـلامـيـة التي كانت تصدر في ذلك الوقت, من امثال مجلة الاضواء ورسالة الاسلام والنجف و غيرها.
مؤلفاته

(1) مستمسك العروة الوثقى . (2) نهج الفقاهة . (3) حقائق الاصول . (4) منهاج الصالحين (رسالته العملية طبعت في النجف الاشرف عام 1365 هـ ). (5) منهاج الناسكين . (6) شرح التبصرة . (7) دليل الناسك . (8) تعليقة على العروة الوثقى . (9) تحرير المنهاج . (10) مختصر منهاج الصالحين . (11) حاشية على كتاب الدرالثمين . (12) حاشية على الرسالة الصلاتية . (13) شرح كتاب المراح (فى علم الصرف ). (14) شرح تشريح الافلاك . (15) رسالة في سجدة السهو. (16) رسالة مختصرة في علم الدراية . (17) رسالة في بعض المسائل المتفرقة في الصلاة . (18) حواش على نجاة العباد. (19) تعليقة على كتاب رياض المسائل . (20) حواش على تقريرات الخونساري . (21) الشرح النافع . (22) منتخب الرسائل . (23) حاشية استدلالية على كتاب الربا من العروة الوثقى . (24) تعليقة على توضيح المسائل لاية اللّه البروجردي . (25) حاشية استدلالية على كتاب التبصرة للعلامة, وغيرها من المؤلفات والاصدارات .
أولاده: للسيد الحكيم اربعة عشر ولدا, منهم عشرة ذكور واربع بنات, اما البنون فهم : 1 - آيـة اللّه الـسـيـد يـوسف الحكيم وهو من مدرسي الفقه والاصول البارزين في حوزة النجف الاشرف . 2 - حجة الاسلام السيد محمد رضا الحكيم . 3 - الشهيد حجة الاسلام السيد مهدي الحكيم، الذي قام باغتياله عملاء مخابرات النظام الحاكم في العراق وذلك في الخرطوم عاصمة السودان . 4 - حجة الاسلام السيد كاظم الحكيم . 5 - الشهيد حجة الاسلام السيد محمد باقر الحكيم . 6 - الشهيد حجة الاسلام السيد عبد الهادي الحكيم . 7 - الشهيد حجة الاسلام السيد عبد الصاحب الحكيم . 8 - الشهيد حجة الاسلام السيد علاء الحكيم . 9 - الشهيد حجة الاسلام السيد محمد حسين الحكيم . 10 - حجة الاسلام السيد عبد العزيز الحكيم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
العلماء
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الملاك :: [ إدارة مـنـتـدى مـلاك الـروح ] :: الارشيف-
انتقل الى: