بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الرَّحِيِم
الَلَّهٌمَّ صَلَِ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ
ليلة القدر
( مـعـنـاهـا ، وقـتهـا ، صـفـاتـها ، فـضلها ، أعـمالــهـا )
معنى ليلة القدر :
سمّيت ليلة القدر ، لأنّها الليلة التي يحكم الله فيها ويقضي ، بما يكون في السنة بأجمعها إلى مثلها من السنة القادمة ، من حياة وموت ، وخير وشر ، وسعادة وشقاء ، ورزق وولادة ، و ... .
ويدل على ذلك قوله تعالى : ( فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ) الدخان : 4 ـ 5 .
ففرق الأمر الحكيم يعني إحكام الأمر الواقع بخصوصياته التقديرية ، وإمضاءه في تلك الليلة رحمة من الله إلى عباده .
وقيل القدر : بمعنى المنزلة ، وسمّيت ليلة القدر لأهميتها ومنزلتها ، ولأهميّة ومنزلة المتعبّدين والذاكرين الله فيها ، فإحياؤها بالعبادة ، والعمل الصالح فيها ـ من صلاة وزكاة وأنواع الخير ـ خير من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر ، ولولا ما يضاعف الله تبارك وتعالى للمؤمنين ما بلغوا ، ولكن الله يضاعف لهم الحسنات رحمة منه تعالى .
وعن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( العمل فيها خير من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر ) .
وسُئل الإمام الباقر ( عليه السلام ) عن قول الله تعالى : ( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) قال : ( نعم ، ليلة القدر ، وهي في كل سنة في شهر رمضان في العشر الأواخر ، فلم ينزل القرآن إلاّ في ليلة القدر ، قال الله تعالى : ( فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ) ) .
وقت ليلة القدر :
لم يعيّن القرآن الكريم أيّة ليلة هي ، سوى أنّها في شهر رمضان ، وقد اعتمد في تعينها من الأخبار والروايات ، فعن حسّان بن أبي علي ، قال : سألت الإمام الصادق ( عليه السلام ) عن ليلة القدر ، قال : ( أطلبها في تسع عشرة ، وإحدى وعشرين ، وثلاث وعشرين ) .
وقد اتفقت أخبار أهل البيت ( عليهم السلام ) أنّها باقية متكرّرة كل سنة ، وأنّها من شهر رمضان ، وإنّها إحدى الليالي الثلاث ، ولذلك دأب الشيعة على تسمية الليالي الثلاث بليالي القدر .
وعن زرارة ، قال : سألت الإمام الباقر ( عليه السلام ) عن ليلة القدر ، قال : ( في ليلتين ، ليلة ثلاث وعشرين وإحدى وعشرين ) ، فقلت : افرد لي أحدها ؟ فقال : ( وما عليك أن تعمل في ليلتين هي إحداهما ) .
والمستفاد من مجمل الروايات أنّها ليلة ثلاث وعشرين ـ على الأكثر ـ .
ولم يعيّن وقتها بالذات كي لا يستهان بها بارتكاب المعاصي ، وليجتهد الناس في العبادة ، ويحيوا جميع ليالي شهر رمضان ـ شهر الطاعة ـ طمعاً في إدراكها ، كما أخفى الله تعالى الصلاة الوسطى في الصلوات الخمس ، وساعة الإجابة في ساعات الجمعة ، وغيرها .
صفات ليلة القدر :
ومن صفاتها : أنّها ليلة يطيب ريحها ، وإن كانت في برد دفئت ، وإن كانت في حرّ بردت ، تطلع الشمس في صبيحتها ليس لها شعاع .
فضل ليلة القدر :
وردت روايات كثيرة في فضلها ، منها :
1ـ من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر الله ما تقدّم من ذنبه .
2ـ إنّ الشيطان يخنس في هذه الليلة ، ولا يخرج حتّى يضيء فجرها .
3ـ لا يستطيع فيها على أحد بخبل أو داء أو ضرب من ضروب الفساد ، ولا ينفذ فيها سحر ساحر ، بل تتنزّل فيها النعم والخير والبركة والإحسان للمؤمنين الذاكرين الله ، بشتّى أنواع الذكر حيث يضاعف الله سبحانه لهم الحسنات والخيرات رحمة منه على عباده ، فهي ليلة سلام حتّى مطلع الفجر.
4ـ تتنزّل الملائكة والروح ـ وهو جبرائيل ـ فيها إلى الأرض ليسمعوا الثناء على الله سبحانه ، وقراءة القرآن والدعاء وغيرها من الأذكار ، وليسلّموا على المؤمنين العابدين الزاهدين التالين لكتاب الله بإذن الله سبحانه ـ أي بأمره ـ فهي سلام على أولياء الله وأهل طاعته ، فكلّما لقيتهم الملائكة في هذه الليلة سلّموا عليهم .
أعمال ليلة القدر
هناك أعمال كثيرة مستحبّة لهذه الليلة المباركة ، منها :
الأول : الغسـل .
الثاني : الصلاة ركعتان يقرأ في كل ركعة بعد الحمد التوحيد سبع مرات و يقول بعد الفراغ سبعين مرة استغفر الله و أتوب إليه .
الثالث : تأخذ المصحف فتنشره و تضعه بين يديك و تقول :
اللهم إني أسالك بكتابك و ما فيه و فيه اسمك الأكبر و أسماؤك الحسنى , و ما يخاف و يرجى ان تجعلني من عتقائك من النار و تدعو بما بدا لك من حاجة .
الرابع : خذ المصحف فدعه على رأسك و قل :
اللهم بحق هذا القران ، و بحق من أرسلته به ، و بحق كل مؤمن مدحته فيه ، و بحقك عليهم ، فلا احد اعرف بحقك منك . ثم قل عشر مرات : بك يا الله . و عشر مرات : بمحمد . و عشر مرات : بعلي . و عشر مرات : بفاطمة . و عشر مرات: بالحسن . و عشر مرات : بالحسين . و عشر مرات بعلي بن الحسين . و عشر مرات بمحمد بن علي. و عشر مرات : بجعفر بن علي . و عشر مرات : بموسى بن جعفر . و عشر مرات : بعلي بن موسى . و عشر مرات : بمحمد بن علي . و عشر مرات : بعلي بن محمد . و عشر مرات : بالحسن بن علي . و عشر مرات : بالحجة. و تسأل حاجتك .
الخامس : زيارة الامام الحسين (عليه السلام) .
السادس: الصلاة مائة ركعة فإنها ذات فضل كثير ، و الأفضل أن يقرأ في كل ركعة بعد الحمد التوحيد عشر مرات .
السابع : قراءة دعاء الجوشن الكبير .
الثامن : قراءة سورتي العنكبوت و الروم ، و قال الصادق (عليه السلام) : أن من قرأ هاتين السورتين في هذه الليلة كان من أهل الجنة .
التاسع : قراءة سورة الدخان .
العاشر : قراءة سورة القدر ألف مرة .
الحادي عشر : ادع بهذا الدعاء:-
اللهم امدد لي في عمري ، و أوسع لي في رزقي ، و اصح لي جسمي ، و بلغني أملي ، و ان كنت من الأشقياء فامحني من الأشقياء ، و اكتبني من السعداء ، فانك قلت في كتابك المنزل على نبيك المرسل صلواتك عليه و اله : ( يمحو الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب ) .
الثاني عشر : ادع بهذا الدعاء :-
اللهم اجعل فيما تقضي و فيما تقدر من الأمر المحتوم ، وفيما تفرق من الامر الحكيم في ليلة القدر ، من القضاء الذي لا يرد و لا يبدل ان تكتبني من حجاج بيتك الحرام في عامي هذا المبرور حجهم المشكور سعيهم ، المغفور ذنوبهم ، المكفر عنهم سيئاتهم ، و اجعل فيما تقضي و تقدر أن تطيل عمري و توسع لي في رزقي .
تحيآتي لكم ..