علاج البلايا
من نزلت به بليّة , فأراد تمحيقها , فليتصورها أكثر مما هي تَهُنْ .
ولْيَتَخيّل ثوابها ولْيَتوَهّم نزول أعظم منها , يرَ الرِّبح في الاقتصار عليها .
ولْيَتلمّح سرعة زوالها , فإنه لولا كرب الشدة , ما رُجيت ساعات الراحة .
وليَعلم
أن مدة مُقامها عنده , كمدة مقام الضيف يتفقد حوائجه في كل لحظة , فيا
سُرعة انقضاء مُقامه , ويا لذة مدائحه وبِشره في المحافل , ووصف المُضيف
بالكرم .
فكذلك المؤمن في الشدة , ينبغي أن يُراعي الساعات , ويتفقد
فيها أحوال النفس , ويتلَمَّح الجوارح , مخافة أن يبدو من اللسان كلمة , أو
من القلب تَسخُّط , فكأن قد لاح فجر الأجر , فانجاب ليل البلاء , ومُدحَ
الساري بقطع الدجى , فما طلعت شمس الجزاء , إلا وقد وصل إلى منزل السلامة .