غياب
الحوار بين الأزواج أصبح سمة لازمة للحياة الأسرية في هذه الأيام,
باستثناءات قليلة.. تري ما هي الأسباب التي أدت إلي هذه الحالة..حالة الخرس الزوجي?........
هل هو الانشغال بالأمور والمشاكل الحياتية الخاصة, أم مشكلة قلة الدخل
والموارد الاقتصادية للأسرة , أم اختلاف الزوجين في الطباع وطريقة التفكير
ومستوي الثقافة, أم أن تراكم المشاكل يؤدي إلي القول بأن عدم التحدث عنها
خير من مواجهتها ...
وبسؤال د عادل صادق - أستاذ الطب النفسي جامعة عين شمس - عن تلك الظاهرة
وأسباب حدوثها وطرق علاجها قال: ليس كل الناس قادرين علي التعبيرعن
عواطفهم.. هناك درجات من هذه القدرة من الإفاضة والمبالغة والإغراق إلي
الصمت الكامل... أي أن هناك الحبيب الدافئ داخليًا وخارجيًا والقادر علي
نقل أحاسيسه, وهناك الحبيب المشتعل داخليًا... والبارد خارجيًا الذي لا
يستطيع أن يعبر عن عواطفه لمحبوبه وكأنه متبلد الوجدان في حين أن الحقيقة
تكون عكس ذلك, وهذه النوعية يطلق عليها الشخصية الانطوائية وهو ذلك
الإنسان الخجول الحساس الذي يفضل الوحدة ويسعد بالنشاطات الانفرادية
كالقراءة علي سبيل المثال, والمشكلة الحقيقية تتركز في هؤلاء الصامتين
الذين يجدون حرجًا شديدًا في الإفصاح عن عواطفهم والمشكلة الكبري أن يتمتع
الاثنان بالشخصية الانطوائية وهنا يكون من الصعب جدًا أن يسعدا
بعواطفهما.. وهذا بالتأكيد سوف ينعكس علي أبنائهما من حيث التربية والنشأة
فتكون نسبة الخرس الحواري كبيرة عند الأبناء.
وقد يشكو الشريك من صمت الطرف الآخر وبروده وبالتالي عدم الإشباع العاطفي
مما يخلق أكثر من المشاكل في العلاقة الزوجية وخاصة مع الزوجة التي تحتاج
دائمًا إلي التعبير المباشر من الرجل وكأنه نوع من التأكيد والطمأنينة,
ولكن علي كل طرف أن يقدر مدي استطاعة الطرف الآخر علي التعبير عن عواطفه
وأن يتلمس هذه العاطفة دون الاحتياج إلي كلمات مباشرة فأحيانًا يكون
التعبير غير اللفظي أقوي من الألفاظ.
ويوضح الدكتور عادل صادق أن هناك نوعين من الصمت:الصمت الطيب
وهو صمت تلقائي طبيعي يعني الارتفاع فوق مستوي الكلمات إلي المشاعر
اليقينية بسمو مكانة كل منهما عند الآخر.. وهي مرحلة النضج الكامل, أماالصمت السيئ فهو الصمت المتعمد.. صمت الرفض.. صمت الفراغ العاطفي والتبلد الوجداني وإذا تحدثا فيكون الحديث منصبًا علي الأحداث وضروريات الحياة.
أما لعلاج تلك الظاهرة أو محاولة الحد منها فهناك عدة وصايا للزوجين:
الوصية الأولى: أن يكون الزوج محور حياتك وأن تدور حياتك من حوله وهذا يجعل مساحة الحوار تزداد بينكما.
الوصية الثانية:
لغة الحوار.. وأي حوار داخل نطاق الحب والزواج لابد أن يكون ودودًا ويعكس
روحًا طيبة سمحة سهلة حتي في أشد الأوقات عصبية وثورة وغضبًا.. لا بد أن
يمر بينكما هواء طيب وتحوم حولكما الأرواح الطيبة.. كما أمر اللّه..
فالزواج مودة ورحمة.
الوصية الثالثة:
إظهار الإعجاب.. قد تحظي بإعجاب كل الناس وقد يُظهر كل إنسان إعجابه ولكن
إذا افتقدت إعجاب رفيق حياتك فإنك ستفقد إعجابك بنفسك.. ولا بد ن ترجمة
الإعجاب إلي كلمات رقيقة.
الوصية الرابعة:
المرح والكلمة الطيبة.. بحيث يشملني السرور لأني معك فأشعر بالانشراح
والتفاؤل والحماس والانطلاق, والأهم أن يسعد كلاهما بجانب الآخر
الوصية الخامسة:
الحياة الاقتصادية.. أي أنه لابد من فصل الحياة الاقتصادية عن المشاعر
والأحاسيس بين الزوجين, ولا يتخلل معني الصفقة الحياة الزوجية, أو بمعني
آخر ألا يكون كل شيء في العلاقة الزوجية يصبح مدفوع الثمن والأجر.
الوصية السادسة: المسافة..
فالزواج أن تكونا معًا يدك في يدها ونفساكما ممتزجة طوال الوقت ولكن مع
هذا يجب أن تظل هناك مسافة, وفائدة هذه المسافة هي الحنين الجارف المستمر
والتوق المتجدد دائمًا.
الوصيه السابعه:
احذرا كلمة الطلاق.. المرأة بالذات تردد هذه الكلمة كثيرًا وهي أسوأ
كلمة.. ولا تقل بشاعة عن كلمة الموت رغم أن الموت حق وأن الطلاق حلال إلا
أننا نبغض هاتين الكلمتين والمعني واحد: الانفصال موت.. والموت انفصال.
الوصيه الاخيره:وهي
تعتبر من أهم الوصايا السابق ذكرها وهي أن كلاً منهما يتقي اللّه في
الآخر.. وقد أمرنا بذلك الدين الحنيف فقال الرسول صلي اللّه عليه وسلم: «استوصوا بالنساء خيرًا»وقد أوصي النساء أيضًا حيث قال:«حسن تبعُّل المرأة لزوجها يعادل الجهاد في سبيل اللّه».