في خطوة تاريخيَّة، أعلنت تركيا عن بدء العمل في خطة لإعادة تشغيل خط سكة حديد الحجاز، بين
مدينة اسطنبول التركيَّة ومكة المكرمة والمدينة المنورة، على طول 2241 كلم، وهو الخط الذي
أنشأته الدولة العثمانية أوائل القرن الماضي وتعرض للتخريب إبان الحرب العالمية الأولى.
وذكرت قناة "تي أر تي" التركيَّة، أنَّ الخطة تتضمن مباشرة عمليات تأهيل ومعالجة لمسار السكة في
كل من تركيا وسوريا والأردن، وإقامة خط لقطار سريع يربط بين اسطنبول ومكة، في رحلة تستغرق
24 ساعة، ويتوقع أن يبدأ القطار بالعمل في غضون 4 سنوات، وينقل أكثر من مليوني مسافر
سنويًا.
وحسب الخطة الموضوعة فإنَّ القطار سينطلق من اسطنبول، مرورًا بأضنة وعثمانيَّة قبل عبور مدن
حلب وحماة ودرعا بسوريا، ثم ينتقل إلى الأردن قبل بلوغ المدينة المنورة فمكة المكرمة.
وصرَّح المدير العام للسكك الحديد التركيَّة سليمان كرامان، بأنَّ أعمال التأهيل والمعالجة الجارية
ببلاده تجري أعمالاً مشابهة لها في الأردن وسوريا والسعودية.
وأضاف كرامان أنه فضلا عن نقل المسافرين من البلدان المعنية إلى الأراضي المقدسة في مواسم
الحج والعمرة، فإن المشروع سيسهم في زيادة حجم التبادل التجاري بين دول المنطقة.
وكانت المؤسسة العامة للخط الحديدي الحجازي بسوريا قد احتفلت في أغسطس 2008 في ذكرى
مرور 100 عام على تسيير أول رحلة قطار من دمشق إلى المدينة المنورة.
وقال المدير العام للمؤسسة المهندس محمود سقباني آنذاك لموقع "الجزيرة نت": إن وزراء النقل
في سوريا والأردن والسعودية اتفقوا في اجتماع بينهما على تفعيل الخط.
وفي العام 1954 اتفقت الدول الثلاث على بروتوكول لتنفيذ إعادة تسيير الخط، وتألفت في 1965
هيئة عليا لإعادة تسييره، غير أن المشروع لم ير النور حتى الآن، يذكر أن السلطان العثماني عبد
الحميد الثاني كان قد صادق على إنشاء سكة حديد الحجاز في العام 1900، وافتتح القطار بعد 8
أعوام من بدء العمل فيه قبل أن يتوقف بعد تعرضه للتخريب.