AH.DESIGN عضو متألق
الجنس : المشاركات : 160 المـكـان : jor.dan نقاطي : 486
| موضوع: ضريبة السيئة الإثنين 15 أغسطس - 6:25 | |
| المنظر: قصر الملك وقد زين بفرش جميل وفي وسطه أريكة مخملية حمراء يجلس الملك عليها لاستقبال ضيوفه وفي يمينها توجد مقاعد كثيرة وتبدو فخامتها واضحة من البراويز والمخدات التي عليها ، حيث يجلس الضيوف، ومنهم يجلس يسار بن الأجدع، حيث يدخل همام بن الحارث ويسلم همام ( وهو يقوم بحذاء الملك) أحسن إلى المحسن بإحسانه، والمسيء ستكفيه مساوئه. الملك: إن حديثك هذا ليعجبني. وبعد انتهاء المجلس ومغادرة الضيوف لم يبق سوى يسار . الملك: ما مكوثك يا يسار، ألك حاجة؟! يسار: لا حاجة لي أيها الملك ، وأبقاك الله لنا ذخرأً، ولكنني .. الملك: تكلم يا رجل . يسار : إنه يحزنني أن يكون في مجلسك ذو وجهين . الملك: ومن تقصد ؟ فسر كلامك. يسار: إن من يقوم بحذائكم ويقول ما يقول يزعم أنك أبخر. الملك: وكيف يصح ذلك عندي . يسار: تدعو به إليك،فإذا دنا منك وضع يده على أنفه لئلا يشم ريح البَخر. الملك: انصرف حتى أنظر. المنظر: بيت يسار المتواضع وقد حلته بعض هدايا الملك الثمينة. يسار: حياك الله يا همام، حلت علينا البركة بقبولك زيارتي ومشاركتك لي غدائي . همام : البركة فيكم يا أهل الدار ، فلا تبالغ أيها الرجل الطيب . يسار : وهل أعجبك الطعام ؟ قل الصدق ولا تجامل . همام : بكل تأكيد فهو من أطيب الأطعمة التي تناولتها في حياتي ، ولكن ألا تلاحظ أن الثوم طغى عليه . يسار : صدقت لهذا لن أحضر اليوم لمجلس الملك . همام : ولكني سأحضر وأحاول أن أكون بعيدا عنه حتى لا يشم رائحة الثوم . يسار : وإن طلب منك أن تدنو منه فماذا تفعل ؟! همام : لن يطلب ذلك ، وإن فعل سأضع يدي على فمي . يسار ( وقد صغرت عيناه وارتسمت على شفتيه ابتسامة مكر ) : أحسنت فعلا أيها الذكي . في قصر الملك : يجلس الملك كالعادة وحوله ضيوفه ، ويدخل همام ويسلم ويقوم كعادته بحذاء الملك . همام : أحسن إلى المحسن بإحسانه ، والمسيء تكفيه مساوئه . الملك : أدن مني . فدنا منه ووضع يده على فيه مخافة أن يشم الملك منه ريح الثوم . الملك في نفسه : ما أرى يسارا إلا وقد صدق . أيها الحاجب أعطني كتابا وقلما . وكان الملك لا يكتب خطا بيده إلا جائزة أو صلة ، فكتب كتابا بخطه إلى عامل من عماله فيه : إذا أتاك حامل كتابي هذا ، فاذبحه واسلخه واحش جلده تبنا ، وابعث به إليّ . الملك : خذ هذا الكتاب إلى عامل من عمالي ليصرف لك ما فيه . همام ( مستبشرا ) : سمعا وطاعة أيها الملك ، فانسحب وهو يدعو للملك . في الطريق ، حيث كان يمشي همام مسرعا مستبشرا بكتاب الملك فلما لمحه يسار ناداه : همام .... همام .. همام : مرحبا بك ، لقد كانت زيارتي لك مباركة أيها الرجل المبارك . يسار بتعجب : كيف ؟! همام : لقد خط الملك لي كتابا ربما تكون صلة ، وهأنا ذاهب إلى عامل الملك ليصرفها ليّ . يسار مستعطفا : أنت تعلم أن لي عيالا كثيرا ، فهبه لي أرجوك . همام ( وقد تذكر وليمته البارحة فأراد أن يكافئه عليها ) : حسنا هو لك ، فأخذه وسار مسرعا إلى عامل الملك . في بهو كبير يجلس عامل الملك ويصرف ما يحفظه ( يأمر به ) الملك من جوائز وصلات ، حيث يدخل عليه يسار ويعطيه الكتاب . نظر العامل إلى يسار بتفحص وقال : وهل تعلم يا هذا ماذا في كتابك ؟ يسار : خيرا من يدي الملك البيضاء . العامل : في كتابك أن أذبحك وأسلخك . قاطعه يسار وفرائصه ترتجف وهو يقول : إن الكتاب ليس لي ، الله الله في أمري حتى أرجع إلى الملك . العامل : ليس لكتاب الملك مراجعة . فذبحه وسلخه وحشا جلده تبنا ، وبعث به إلى الملك . في قصر الملك ، حيث يدخل همام كعادته فسلم وقام بحذاء الملك . همام : أحسن إلى بإحسانه ، والسيئ تكفيه مساوئه . الملك بتعجب : ما فعـل الكتاب ؟! همام : لقيني يسار ، فاستوهبني إياه فوهبته له . الملك : إنه ذكر لي أنك تزعم أني أبخر ( قبيح رائحة الفم ) . همام : ما فعلت !! الملك : فلم وضعت يدك على فيك ! همام : كان يسار قد أطعمني طعاما فيه ثوم ، فكرهت أن تشمه . الملك ( مبتسما ومتعجبا من قدرة العليم الحكيم ) : صدقت ، أرجع إلى مكانك فقد كفاك المسيء مساوئه . | |
|