مدخل:
فيليلةوالمطر يسبل
.. مطر بلل بحر ليلة
ليلة من بلل والريح مبتلة
. بها حتىالكلام ابتل
احس ان الغيوم هموم مزن .. طاح
واحس ان الهموم غيوم حزنلاح
واحس ان المطر
. لو مايبلل قلوبنا
يغسل شقاالارواح
المشهد :
المكان مكتظ بأرواب التخرج ذات اللون الأزرق والقبعات الزرقاء..
وازدحام في صالة الألعاب .. فلانة تسرح شعر علانة.. وأخرى تضع بعض المساحيق على وجهها..و
تلك تتأكد من طوق الزهر الذي ستحيط عنقها به..
..
شرود:
في صباح شتوي.. الغيوم مظلة كبيرة ..
أسير بخطوات مزهوة..بانشغال يروق لي حتى (أمقتني)
الفراغ..
المطر.. يشعر صفية بأنه بكاء..// شديد كلما اشتد..
رقيق كلما كان رذاذا..
وبين جوانحي ولها أقول بل الدنيا تضحك .. حين ينزل المطر..
..
زخات المطر تهافتت إلى الأرض .. بركة تكونت قرب بوابة الخروج الداخلية..
بكرم دعوتهن للبلل..
للقفز إلى بركة المطر..
تجمع قطرات الغيث..
لم أكترث كنت أنا فحسب..
أشعر بكل هذا البرد..
وتجمعن حولي..
تلك تبتسم وتلك تنصح..
وأنا.. أضحك.. ولم أبال بما أصابني بعدها من إعياء..
..
من بوابة المدرسة دلفت ..
(يا صباح الخير)..
سارة كانت هناك تمشي مع صديقاتها..
أظن بأن صفية سخرت أو تهكمت شيء ما لم يكن إعجابا..
..
قرب المصلى كنت أقف شامخة/مشاغبة
معلمة المنطق تريدك! لن أعود إلى الفصل..!!
لم أكن مشاكسة أو خارجة عن قانون المدرسة..
لكن وقتما أخالف أحس بنشوة!!
أحس بضحكة .. لأني مغامراتي معدودة..!!
..
سارت إلى جانبي جنان كنت أدندن :
(أيها الراحل عذرا في شكاتي
فإلى طيفك أنات عتابي..)
..
لحقت بشجون خارج صالة الألعاب.. لأخطف من يدها ورقة فيها قصيدة للعشماوي
وقتها ظننت من حرص شجون أنها هي من كتبتها..
لا تسألوني متى عرفت أنها لشاعرها.. لأنني لا أتذكر..!!
..
معلمة الحديث طرحت سؤالها..
إجابتي لسؤال لا يعرف كنهه سواي يرضي غرور الطالبة في داخلي..
حالما توقفت لأجيب .. ياااه كنت أجيب لحظتها بثقة..
معلمة الحديث ربما كانت تسرح في ملامح وجهي..
لم أهتم.. وأكملت..
قالت هل تعلمين ما الذي أتذكره وأنت تجيبين!!
(لوهلة..للحظة غرور ساذجة .. لكبرياء مراهقة سخيف ظننتها ستقول مثلا السلف /طلبة العلم أو أي
شخصية ذات أهمية كانت في ذهني وقتها ولا أحصيها الآن!!)
ترقبت بشغف.. باتزان مصطنع:
أتذكر عندما كنت تلهين في صالة التزلج مع زميلاتك وسقطت أرضا!!
حسنا!! هذا ما تذكرته؟؟ التناقض هو ما لفت انتباهها..
أم الطفلة التي تتنكر بزي أكبر منها وتقف أمامها الآن.. تعتد بنفسها وتظن دائما أنها الأفضل!!
لك حبي واشتياقي يا معلمة .لا لست أنساها!
..
أستاذة البلاغة المرهفة..
لم تكن قد درستني بعد .. همست في أذن معلمتي : (البنت دي شفافة)!!
بل أنت الشفافة .. أنت يا من كانت تصنع الجمال..
وتورق الكلمات حين تنطقها..
وتأخذ اللغة معها أبعادا وأبعادا..
..
أهدتني (شمعة المملكة) وتهديني ..
وزميلاتي في الفصل يرين.. قطع الحلوى..
لم تكن ثمة مجاعة بل ثمة شغب..
أحضرت شمعتي لهن أو تحديدا لإحداهن حلوى..
كان يوم الهجوم الكبير والمطاردة الممتدة ..
الممتدة التي انتهت بأخذي حذاء عالية معي لحافلة المدرسة..مستغلة انشغالها بصلاة الظهر
وسط تواطؤ الفتيات معي
وتوسلها إلى لأعيده لها بعد علمها بحيازتي إيه..// لا تشفقوا عليها (فخيرها ساااابق)
..
معلمة الرياضيات استنهضتني لأجيب عن المسألة لم أكذب ..
صدقا.. لم أكذب..!!
:
أجيبي!!
لا أعرف!!
حاولي!!
لا أعرف!!
..
لم تكن بيننا علاقة حب (أنا والرياضيات) بل استظراف نعجب ببعضنا خارج أروقة الاختبار
فإذا تم امتحان مشاعرنا فشلنا!!
..
غلا.. تنافسني في الاتشغال . نعم تنافسني..
عفوا!! بل الانشغال نافسني فيها.. ولم تعرف كيف تسحب نفسها من براثنه..
..
في السنة النهائية للثانوية العامة..
اضطررت للغياب.. في وقت اختبار التفسير.. ثم اضطررت أخرى للغياب في مؤجله لكنني لم أغب..
أقف في الطابور وقد أخذت الحمى مني كل مأخذ.. أمسك كتاب التفسير بين يدي..
تتقدم معلمة الانجليزي: (..) ضعي الكتاب في الخلف(تعني نهاية الطابور).. أسير بإعياء نحو تلك العتبة فأهوووي!!
نعم وقعت في حفرة!!
وضحكت بشدة والمعلمات ينقذنني!!
وأنا مستمرة في نوبة الضحك!!
..
هيلة استغربت ذات مرة لأني أضحك في مواقف لا يضحك الكل فيها..
ووصمت أحيانا بالبرود وتبادر إلى الذهن أني خالية الإحساس كاملة التبلد أو..السعادة..!!
ولم أكترث .. بل كنت .. أضحك!!
..
عودة:
أقف في طابور الخريجات....
كان منظرا لا يوصف..
في ساحة مدرستنا الغراء..
القلب ينبض .. ودقاته.. تتسابق
وأسافر في هذه الوجوه.. بلا تذكرة ولا جواز سفر.. وتقريبا لا شعور..
الأمهات يجلسن على الكراسي..
وكل واحدة منا كانت هي الأجمل كانت هي نجمة الحفل في نظر والدتها..
..
تدفقت دموع الفرح.. دموع الاشتياق.. وحتى دموع الافتقاد..
إلا دموعي أنا..
لم أضحك ولم أبك..
كنت أبتسم..!!
هنا يرون عجبا أن لهذا الموقف المهيب لم تهبط دموعي لأي شعور مضى..!
أو لأي ذكرى خلت..!
أو لأي درس انقضى!
أو لأي صداقة قد يفك خطامها.!
..
هل كنت أقلهن إحساسا؟؟ هل كنت أدناهن إدراكا؟؟
..
بل كان لي في كل شيء إجابة.. لم يقرأها أحد في عيني..!!
..
عجز اللفظ أن يعبر عني//
(فسكوووتي) هو الجواب الفصيح!!//
..
يا قطرات المطر.. يا زخات الغيث..
إني لكـ في اشتياق..
والحنين يجاذبني.. لتضحــك الدنيا.. لأضحك أنا بملء الفم والقلب..!
مخرج:
تخافين المطر . لايبلل ثيابك
تخافين الرعد .. لايرعباحبابك
تخافين ان لمع البرق في عيونك .. بان ماتخفين
ابركض في المطروابتل .
واذا ارعبك المطر ليلة ..
انا ارعبني الجفاف سنين .!