أكذب ... لو أعتلي يوما منابر القسوة
و أتنكّر لــــــرجاء دقاتي
لدموع آهاتي
لاختناقاتي
لصوت خافت
لم يعلن سقوطك من حياتي
أكذب....
أكذب......لو أتجرّد يوما من حنان النسوة
ويتكلم الجفاء بدلا عني
بحروف تائهة
اُعْدِم إحساسها
شُلّت حركاتها
استسلم ألِفُهـــــا
ذُبِحَ زايها
فراح حاؤُها يضمّد
جراح الباء....
و كسورها
أكذب.....
أكذب ... لو أقلّم نبضك مني
و أدعوك على مَأْدبة برود
بنكهة حِمْيَتي
الخالية من الوعود
بمقبلات خذلان
بأطباق نكران
بقوالب حلوى
محشوّة باستحالة النسيان
أكذب....
أكذب...لو أسلّم الخريف مفاتيح ربيعي
وأمحو من ذاكرتي لغة الزهور
لغة الشعر
بغياب البحور
لغة الغياب
باحتمال الحضور
لغة الاحتمال
عندما يقطع الشك
بمنتهى الغرور
أكذب.....
فأنا و ان ركبت المّد طوعا
ردني الجَزْرُ على أمواج الشوق
دون أطواق الكبرياء
تحملني اعترافاتك السخية
القوية
تخطفني
تأسرني
تلبسني كحلّي
يزينني مدى عمري
اردّدها في جهري
و في سرّي
أنقشها كبيان على الصخر
هكذا أكذب.....
هكذا أكذب عندما تلتهم الدقات
الفواصل
فيتسارع النبض
و لا يقبلني الرفض
فتسقطني جيوش الظنون
في غياهب العماء
و تدحرجني الغيرة في دهاليز العداء
فسأصقل رهف إحساسي
و أكذب....
فأنا أكذب........ان قررت يوما.... أن لا أكذب.