يقول
علماء آثار إنه تم العثور على موقع أثري في كارولينا الجنوبية بالولايات
المتحدة ربما يعيد كتابة تاريخ الاستيطان البشري في الأمريكيتين، حيث تشير
البقايا التي عثر عليها إلى أن الإنسان استوطن في أمريكا الشمالية قبل 50
ألف سنة، وهو أقدم بكثير مما كان يعتقد سابقاً. وكان عالم آثار في جامعة
كارولينا الجنوبية قد أعلن الأربعاء أن اختبارات الكربون المشع لما تم
العثور عليه في موقع "توبر" الأثري ترجع تاريخ الوجود البشري في المنطقة
إلى ما قبل 50 ألف عام، أي أقدم بنحو 25 ألف سنة عن أقدم موقع بشري معروف
سابقاً. وإذا صدقت الاختبارات والمعلومات، فإن ما عثر عليه يمثل وسيلة
للعلماء لمعرفة الكيفية التي انتقل بها الإنسان إلى الأمريكيتين. ويعتقد
كثير من العلماء أن الإنسان القديم هاجر أمريكا الشمالية عبر المناطق
الجليدية من روسيا إلى ألاسكا إبان العصر الجليدي قبل 13 ألف سنة. في حين
تشير الاكتشافات الأخيرة إلى الإنسان هاجر إلى الأمريكيتين عبر جسر بري في
وقت أقدم مما عرف سابقاً، ثم أخذ ينتشر في الأمريكيتين بشكل سريع. غير أن
هذه المعلومات الجديدة بدأت في إثارة جدل ونقاش في الساحة العلمية في
الولايات المتحدة. ويقول عالم الإنسانيات، الأستاذ بجامعة بنسلفانيا؛ إن
الاكتشاف الجديد يشكل معضلة في تفسير كيفية وصول مجموعة بشرية إلى آسيا
الوسطى وإلى المناطق الشرقية للولايات المتحدة في الوقت نفسه. ويجادل بأن
هذا الأمر يقتضي حركة سريعة جداً بين البشر في مختلف أنحاء الكرة الأرضية
في ذلك الوقت. وقال شور إن الأمر يقتضي مزيداً من الأدلة، مثل تشابه
الأدوات الحجرية في موقع "توبر" مع نظيرتها الآسيوية بالإضافة إلى عنصر
الكربون المشع للتأكد من أن الموقع يعود إلى تلك الفترة، أي قبل 50 ألف
سنة.