لا أدري لماذا تذكرت فيلم "4-2-4" الرائع والعبارة الأروع للفنان سمير غانم
"الحلواني هايلعب" وأنا أتابع الأحداث الأخيرة التي يعيشها نادي الزمالك.
ولعلي
أشرت إلى ذلك في مقالي السابق "بلِا عميد.. بِلا طموح"، لكن مع تصاعد
الأحداث وانضمام حازم إمام إلى عمرو زكي في شكواه ضد النادي، قررت أن أتحدث
عن الموضوع باستفاضة.
ولمن لم يشاهد أو لا يتذكر الفيلم،
فمنصور (يونس شلبي) تولى رئاسة النادي دون أن تكون لديه أي قدرات لهذا
المنصب، فتسبب في قراراته الخاطئة في بيع كل نجوم الفريق، ثم اكتشف بالصدفة
ومساعدة الحلواني سمسار اللاعبين النصاب نجوما جدد، منهم من كان يعمل
مطربا ومنهم من كان مكواجيا، الخ، لكنه استطاع أن يجعل منهم نجوما لفريقه،
حتى بدأوا في التمرد على الفريق.. فكان القرار التاريخي لمنصور والحلواني
بل والمدرب جاليليو (وحيد سيف) بلعب المباريات بدلا من اللاعبين المتمردين!
وإذا
عدنا لأرض الواقع، فإن الزمالك يعاني سلسلة من المشكلات، أهمها وأبرزها
عدم القدرة على التعامل مع الموارد المالية بالشكل المناسب، فالنادي طوال
السنوات الماضية كان يعاني من عدم قدرته على تسديد مستحقات لاعبيه في
أوقاتها، وبات تأخير المستحقات أو حتى عدم الحصول عليها مثلما في حالة محمد
عبد المنصف الذي تحول إلى عدو للنادي لمجرد انه طالب بمستحقاته بعد رحيله.
ومن
أساسيات الإدارة لأي مؤسسة أن تنفق وفقا لميزانيتها دون أن تتخطاها، لكن
الحال ليس كذلك في النادي الأبيض، فتجد الكثير من الصفقات بأجور خيالية لا
تتناسب مع ظروف النادي، ثم يعود بعد ذلك للبحث عن ممول.
بل أن الزمالك تعاقد على لاعبين بالأجور الفلكية قبل أن ينال أي شيء من صفقة الأهرام للإعلان!
فمثلا
هذا العام أنفق النادي الملايين على ضم أحمد حسن وميدو وحسين حمدي وصلاح
سليمان وهاني سعيد إضافة إلى الثنائي الأجنبي رزاق أوموتويوسي وكريم الحسن،
والاثنان لنا معهما وقفة أخرى.
وإذا كان الصقر وصلاح سليمان قد
وجدا مكانا لهما في تشكيلة الزمالك الأساسية، فإنني أتساءل ما جدوى إنفاق
الملايين على الباقين؟! لماذا يصر مجلس الإدارة على المقامرة على أسماء لم
تقدم شيئا في الفترة الأخيرة؟! والمشكلة أنه عندما يحاول بيعهم بعد ثبوت
عدم جدوى التعاقد معهم، يخسر في أسعار بيعهم الملايين، مثلما حدث في حالة
أبو كونيه الذي اشتراه الزمالك بنصف مليون دولار وباعه بـ100 ألف دولار
فقط، وأذكركم بأن الأمر سيتكرر مع كريم ورزاق.
الكل يطالب
اللاعبين بالتحمل ويتهمهم بالخيانة والتخاذل لأنهم لم يحققوا للنادي بطولة
منذ سبع سنوات، ولا تجد من ينظر للأمور بعين محايدة، فيكتشف الكثير من
الظروف الصعبة التي يعيشها هؤلاء اللاعبين.
فمثلا لاعب مثل حسين
حمدي لم يتسلم هو ولا ناديه أي مقابل إلى الآن، فكيف يطلب منه أن يؤدي؟
وحتى إذا لم يكن مستواه يليق بالزمالك مثلما يقول البعض، فهل هذا مبرر لعدم
الالتزام ببنود الاتفاق؟
وإنني أود أن أوجه لميدو الذي "بهدل"
حازم إمام في جميع المواقع ووسائل الإعلام نفس السؤال الذي وجهه للاعب
"ماذا قدمت للزمالك"، بعيدا عن حقوق الرعاية عند هروبك إلى جنك البلجيكي؟
إنني أذكر جيدا خبر رفضك التنازل عن مستحقاتك خلال الأشهر الماضية التي لم
تلعب فيها مع الزمالك بسبب خطأ في تسجيله بالقائمة.
بل أن الكل
دائما يطالب اللاعبين بأن يكونوا محترفين في تصرفاتهم، أوليس الحصول على
المستحقات جزء من الاحترافية أيضا، أم أنها علاقة من طرف واحد فقط؟
لذلك
لم يستغرق الأمر من حسين ياسر الكثير لكي يهرب بجلده من الأزمة الخانقة،
لأنه في النهاية لا يعيش في مصر مثل باقي اللاعبين، لكن المشكلة ستبقى مع
عمرو زكي وإمام وكل من يأتي لاحقا في القائمة.
وأنا على يقين من
أن اللاعبين لم يكونا يرغبان في القيام بهذا التصرف المتهور، لكني متأكد
أيضا أن أصواتهم بحت من أجل الحصول على المستحقات أو جزء منها بلا جدوى،
فكان هذا التصعيد الخطير.
ربما يكون هناك فارقا بين ظروف
اللاعبين في الفيلم وفي الواقع، لكن يبدو أن النتيجة التي ستؤول إليها
الأمور ستكون متشابهة، وربما نرى قريبا حسن شحاتة وإسماعيل يوسف بل وجلال
إبراهيم بالقميص الأبيض.. ومعهم بالطبع الحلواني!
