abadanas عضو نشيط
الجنس : المشاركات : 50 المـكـان : taroudant نقاطي : 150
| موضوع: الحقـائق العشر في تفنيد أشعـرية الإمام ابن حجر المصدر: الحقـائق العش الأحد 11 مارس - 2:21 | |
| بسم الله الرحمن ا لرحيم السلام عليكم ورحمة الله .
لا يخفى على طالب العلم أن التأثر ببعض مسائل أهل الكلام لا يعني بالضرورة الإنتماء للمذهب وإن كان ذلك مصدر لبس يستوجب العناية والتتبع والتوضيح . ومن غريب ما يثار انتماء الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله إلى مذهب الأشاعرة لمجرد الموافقة في بعض المسائل والقضايا تأثرا منه رحمه الله ببعض الأسباب والظروف على الرغم من مخالفته لهم ونقده إياهم في مسائل كثيرة لا تستدعي ذكرهم بالأعيان بل يكفي طالب العلم أن يقف له رحمه الله على ذم بعض الخصائص والعقائد ولا ضير بعدم ذكر الأشاعرة أو غيرهم ممن يأخذ بها ويعتقدها . وفيما يلي بإذن الله تفنيد ذانكـــم الإدعاء بحقائق عدة منها
1) كلامه النفيس عن الإمام البخاري رحمهما الله وذكره سبب شرح كتابه: وفي ذلك قال رحمه الله : ((وقد رأيت الإمام أبا عبد الله البخاري في جامعه الصحيح وقد تصدى للاقتباس الرحمن من أنوارهما وكان البهية تقريرا واستنباطا وكرع من مناهلهما روى الروية انتزاعا وانتشاطا ولم ورزق بحسن نيته السعادة فيما جمع حتى اذعن له المخالف والموافق وتلقى كلامه في التصحيح بالتسليم المطاوع والمفارق وقد استخرت الله تعالى في أن أضم إليه نبذا شارحة لفوائده موضحة لمقاصده كاشفة عن مغزاه في تقييد أوابده واقتناص شوارده ..... إلى أن قال : ختمت هذه المقدمة بترجمة كاشفة عن خصائصه ومناقبه جامعة لمآثره لأنه ومناقبه ليكون ذكره واسطة عقد نظامها وسرة مسك ختامها )) مقدمة الفتح: 1/2- 3 . قلـــــت : لا شك أن بسكوته على ما خالف فيه الإمام البخاري مذهب الأشاعرة وإبداء فرحه بأقواله وإشادته بكتبه وشرحه لها ثم ترجمته له وثنائه عليه بل تبرئته مما نسب إليه , وإبداء محاسن الكلام فيه (أذعن له المخالف والموافق وتلقى كلامه في التصحيح بالتسليم المطاوع والمفارق) في ذلك كله إفادة بتمسكه بما عليه مذهب أهل السنة والجماعة .
2) تبرئته للبخاري مما نسب إليه من القول بخلق القرآن : وفي ذلك قال رحمه الله : ((ذكر ما وقع بينه وبين الذهلي في مسألة اللفظ وما حصل له من المحنة بسبب ذلك وبراءته مما نسب إليه من ذلك ... إلى أن قال : وقال أبو أحمد بن عدي ذكر لي جماعة من المشايخ أن محمد بن إسماعيل لما ورد نيسابور واجتمع الناس عنده حسده بعض شيوخ الوقت فقال لأصحاب الحديث أن محمد بن إسماعيل يقول لفظي بالقرآن مخلوق فلما حضر المجلس قام إليه رجل فقال يا أبا عبد الله ما تقول في اللفظ بالقرآن مخلوق هو أو غير مخلوق فأعرض عنه البخاري ولم يجبه ثلاثا فألح عليه فقال البخاري القرآن كلام الله غير مخلوق وأفعال العباد مخلوقة والامتحان بدعة فشغب الرجل وقال قد قال لفظي بالقرآن مخلوق )) مقدمة الفتح :1/491. * وقال رحمه الله : ((وقال الحاكم ولما وقع بين البخاري وبين الذهلي في مسألة اللفظ انقطع الناس عن البخاري إلا مسلم بن الحجاج وأحمد بن سلمة قال الذهلي ألا من قال باللفظ فلا يحل له أن يحضر مجلسنا فأخذ مسلم رداءه فوق عمامته وقام على رؤوس الناس عروبة إلى الذهلي جميع ما كان كتبه عنه على ظهر جمال قلت وقد أنصف مسلم فلم يحدث في كتابه عن هذا ولا عن هذا )) المصدر السابق: 492. * وقال رحمه الله : ((حدثنا خلف بن محمد قال سمعت أبا عمرو أحمد بن نصر النيسابوري الخفاف بنيسابور يقول كنا يوما عند أبي إسحاق القرشي ومعنا محمد بن نصر المروزي فجرى ذكر محمد بن إسماعيل فقال محمد بن نصر سمعته يقول من زعم أني قلت لفظي بالقرآن مخلوق فهو كذاب فإني لم أقله فقلت له يا أبا عبد الله قد خاض الناس في هذا فأكثروا فقال ليس إلا ما أقول لك قال أبو عمرو فأتيت البخاري فذاكرته بشئ من الحديث حتى طابت نفسه فقلت يا أبا عبد الله ههنا من يحكي عنك إنك تقول لفظي بالقرآن مخلوق فقال يا أبا عمرو احفظ عنى من زعم من أهل نيسابور وسمى غيرها من البلدان بلادا كثيرة أننى قلت لفظي بالقرآن مخلوق فهو كذاب فإني لم أقله إلا أني قلت أفعال العباد مخلوقة وقال الحاكم سمعت أبا الوليد حسان بن محمد الفقيه يقول سمعت محمد بن نعيم يقول سألت محمد بن إسماعيل لما وقع في شأنه ما وقع عن الإيمان فقال قول وعمل ويزيد وينقص والقرآن كلام الله غير مخلوق وأفضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي على هذا حييت وعليه أموت وعليه أبعث إن شاء الله تعالى )) المصدر السابق نفس الصفحة . قلــــت : ولما اعتنى رحمه الله بتبرئة الإمام البخاري مما نسب إليه من القول بخلق القرآن وأظهر الفرح بذلك عرفنا أنه ليس على مذهب الأشاعرة إذ إن إدانته بالقول بخلق القرآن هي مافيه نصرة مذهبه لوكان أشعريا .
3) مخالفته لهم في أهم مصادر التلقي : وفي ذلك يقول رحمه الله : ((أما بعد فإن أولى ما صرفت فيه نفائس الأيام وأعلى ما خص بمزيد الإهتمام الإشتغال بالعلوم الشرعية المتلقاة عن خير البرية ولا يرتاب عاقل في أن مدارها على كتاب الله المقتفى وسنة نبيه المصطفى وأن باقي العلوم أما الات لفهمهما وهي الضالة المطلوبة أو أجنبية عنهما وهي الضارة المغلوبة )) مقدمة الفتح : 1/ 3. قلــت: فإذا كان علماء القوم أثبتوا أن في القرآن والسنة ظواهر لا تعرف إلا بالعقل بل إن من أخذها على ظاهرها أوشك على الوقوع في الكفر فمعنى ذلك أن القرآن والسنة ليسا عندهم بأهم مصادر التلقي .
4) نكرانه على الفخر الرازي سلوك مسلك الفلاسفة : وفي ذلك يقول رحمه الله : ((وقال بصحة الاعراض ويبقى صفات الله الحقيقة وزعم أنها مجرد نسب وإضافات كقول الفلاسفة وسلك طريق أرسطو في دليل التمانع )) لسان الميزان لابن حجر: 6/320. * وقال رحمه الله : ((والفخر كان من أئمة الأصول وكتبه في الأصلين شهيرة سائرة وله ما يقبل وما يرد )) لسان الميزان له : 6/318. * وقال رحمه الله : ((ورأيت في الإكسير في علم التفسير للنجم الطوفي ما ملخصه ما رأيت في التفاسير أجمع لغالب علم التفسير من القرطبي ومن تفسير الإمام فخر الدين إلا أنه كثير العيوب فحدثني شرف الدين النصيبي عن شيخه سراج الدين السرميا حي المغربي أنه صنف كتاب المآخذ في مجلدين بين فيهما ما في تفسير الفخر من الزيف والبهرج وكان ينقم عليه كثيرا)) المصدر السابق.
5) إشارته إلى وصية الرازي ووصفها بتحسين الإعتقاد : وفي ذلك قال رحمه الله : ((وقد مات الفخر يوم الإثنين سنة ست وست مائة بمدينة هراة واسمه محمد بن عمر بن الحسين وأوصى بوصية تدل على أنه حسن اعتقاده )) لسان الميزان لابن حجر: 6/321. قلـــت : وهذا إشارة إلى وصيته في الرجوع عن التأويل ووصف ابن حجر لها بــ(حسن اعتقاده ) فيها إدانة له بفساد مذهبه قبلها كما فيها إشارة إلى مخالفته له ولوكان أشعري المذهب لما احتاج إلى ذلك . وأما وصيته التي أشارإليها فهي كما نص عليها غير واحـد في قوله : ((لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية فما رأيتها تشفي عليلا ولا تروي غليلا، ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن، أقرأ في التنزيه ( والله الغني وأنتم الفقراء ) وقوله تعالى ( ليس كمثله شيء) و ( قل هو الله أحد) وأقرأ في الإثبات ( الرحمن على العرش استوى ) (يخافون ربهم من فوقهم ) و (إليه يصعد الكلم الطيب) وأقرأ أن الكل من الله قوله ( قل كل من عند الله )) سير أعلام النبلاء للذهبي :21/501, طبقات الشافعية لابن قاضي: 2/65.
6) إثباته للصفات من غير تأويل : وفي ذلك نقل كلام السهروردي والطيبي مؤيدا لا معارضا فقال: ((قال الشيخ شهاب الدين السهروردي في كتاب العقيدة له أخبر الله في كتابه وثبت عن رسوله الاستواء والنزول والنفس واليد والعين فلا يتصرف فيها بتشبيه ولا تعطيل إذ لولا أخبار الله ورسوله ما تجاسر عقل أن يحوم حول ذلك الحمى . قال الطيبي هذا هو المذهب المعتمد وبه يقول السلف الصالح وقال غيره لم ينقل عن النبي صلى الله عليه و سلم ولا عن أحد من أصحابه من طريق صحيح التصريح بوجوب تأويل شيء من ذلك ولا المنع من ذكره ومن المحال أن يأمر الله نبيه بتبليغ ما أنزل إليه من ربه وينزل عليه اليوم أكملت لكم دينكم ثم يترك هذا الباب فلا يميز ما يجوز نسبته إليه مما لا يجوز مع حضه على التبليغ عنه بقوله ليبلغ الشاهد الغائب حتى نقلوا أقواله وأفعاله وأحواله وصفاته وما فعل بحضرته فدل على أنهم اتفقوا على الإيمان بها على الوجه الذي أراده الله منها ووجب تنزيهه عن مشابهة المخلوقات بقوله تعالى ليس كمثله شيء فمن أوجب خلاف ذلك بعدهم فقد خالف سبيلهم وبالله التوفيق)) فتح الباري لابن حجر : 13/390. * وقال رحمه الله : ((وقد قسم البيهقي وجماعة من أئمة السنة جميع الأسماء المذكورة في القرآن وفي الأحاديث الصحيحة على قسمين أحدهما صفات ذاته وهي ما استحقه فيما لم يزل ولا يزال والثاني صفات فعله وهي ما استحقه فيما لا يزال دون الأزل قال: ولا يجوز وصفه إلا بما دل عليه الكتاب والسنة الصحيحة الثابتة أو اجمع عليه ثم منه ما اقترنت به دلالة العقل كالحياة والقدرة والعلم والإرادة والسمع والبصر والكلام من صفات ذاته وكالخلق والرزق والاحياء والإماته والعفو والعقوبة من صفات فعله ومنه ما ثبت بنص الكتاب والسنة كالوجه واليد والعين من صفات ذاته وكا لاستواء والنزول والمجيء من صفات فعله فيجوز إثبات هذه الصفات له لثبوت الخبر بها على وجه ينفي عنه التشبيه)) المصدر السابق:13/356. قلــــت : وهل من الأشاعرة اليوم من يستطيع أن يسوق مثل هذا الكلام على وجه الإستدلال والتبني والله إنهم لأبعد من ذلك .
7) إثباته للكلام ورده ما سواه بالإجمـــاع: وفي ذلك قال رحمه الله : ((وأجمع السلف والخلف من أهل السنة وغيرهم على أن كلم هنا من الكلام ونقل الكشاف عن بدع بعض التفاسير أنه من الكلم بمعنى الجرح وهو مردود بالإجماع المذكور)) فتح الباري: 13/479. * وقال رحمه الله : ((وأورد البخاري في كتاب خلق أفعال العباد أن خالد بن عبد الله القسري قال إني مضحي بالجعد بن درهم فإنه يزعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليما وتقدم في أول التوحيد أن سلم بن أحوز قتل جهم بن صفوان لأنه أنكر أن الله كلم موسى تكليما)) المصدر السابق نفس الصفحة . قلـــت: وفي هذه الإشادة بإجماع السلف والخلف من أهل السنة والجماعة ثم رد ما عداه دلالة واضحة على تبني الإمام الحافظ لمذهب أهل السنة والجماعة فأنى لأشعري أن يقول أن هذا مذهبه .
8) إنكار ه على المتأولين ونعته تأويلهم بالتحريف: وفي ذلك قال رحمه الله : (قوله ينزل ربنا إلى السماء الدنيا استدل به من أثبت الجهة وقال هي جهة العلو وأنكر ذلك الجمهور لأن القول بذلك يفضى إلى التحيز تعالى الله عن ذلك وقد اختلف في معنى النزول على أقوال فمنهم من حمله على ظاهره وحقيقته وهم المشبهة تعالى الله عن قولهم ومنهم من أنكر صحة الأحاديث الواردة في ذلك جملة وهم الخوارج والمعتزلة وهو مكابرة والعجب إنهم أولوا ما في القرآن من نحو ذلك وأنكروا ما في الحديث أما جهلا وأما عنادا ومنهم من أجراه على ما ورد مؤمنا به على طريق الإجمال منزها الله تعالى عن الكيفية والتشبيه وهم جمهور السلف ونقله البيهقي وغيره عن الأئمة الأربعة والسفيانين والحمادين والأوزاعي والليث وغيرهم ومنهم من أوله على وجه يليق مستعمل في كلام العرب ومنهم من أفرط في التأويل حتى كاد أن يخرج إلى نوع من التحريف)) فتح الباري لابن حجر : 3/ 30. قلــــت: وهذا ليس من عمائل الأشاعرة فبدل أن ينكروا على المتأولين والمفرطين دخلوا هذا الفن من أوسع أبوابه حتى صدق عليه قول هذا الإمام رحمه الله كاد أن يخرج إلى نوع من التحريف .
9) تصريحه بعدم إمكانية الجزم بصحة تأويل المتأولين : وفي ذلك قال رحمه الله مستنكرا لا مؤيدا: ((والصواب الإمساك عن أمثال هذه المباحث والتفويض إلى الله في جميعها والاكتفاء بالإيمان بكل ما أوجب الله في كتابه أو على لسان نبيه إثباته له أو تنزيهه عنه على طريق الإجمال وبالله التوفيق ولو لم يكن في ترجيح التفويض على التأويل إلا أن صاحب التأويل ليس جازما بتأويله بخلاف صاحب التفويض )) فتحن الباري : 13/383. * وقال رحمه الله : ((وليس من سلك طريق الخلف واثقا بأن الذي يتأوله هو المراد ولا يمكنه القطع بصحة تأويله)) المصدر السابق:352. قلــــــت : وفي هذه اللمسة بعد عن ماعليه مذهب الأشاعرة ومن زعم أن في هذا تأييدا وتبن لهم فقد أخطئ.
10) تشنيعه على من نفى الصفات بحجة استلزام التشبيه ثم الإشادة بمذهب أهل السنة : وفي ذلك قال رحمه الله : ((وقد سمي المعتزلة أنفسهم أهل العدل والتوحيد وعنوا بالتوحيد ما اعتقدوه من نفي الصفات الإلهية لاعتقادهم أن إثباتها يستلزم التشبيه ومن شبه الله بخلقه أشرك وهم في النفي موافقون للجهمية وأما أهل السنة ففسروا التوحيد بنفي التشبيه والتعطيل)) فتح الباري:13/344. * وقال رحمه الله : ((وليس الذي أنكروه على الجهمية مذهب الجبر خاصة وإنما الذي أطبق السلف على ذمهم بسببه إنكار الصفات حتى قالوا إن القرآن ليس كلام الله وأنه مخلوق)) فتح الباري:13/345. قلـــت : وهاهو الحافظ ابن حجر رحمه الله يلقن الأشاعرة درسا في آبائهم من المعتزلة فقد أنكر عليهم الإعتدال وذكر ما عنوه بالإعتدال وعرج على موافقتهم للجهمية ثم أشار بعد ذلك في إشادة رائعة إلى مذهب أهل السنة والجماعة وسيأتينا بعد قليل بإذن الله كشفه وراثة الأشاعرة للمعتزلة فهل لا زلتم تفتخرون بأن الإمام ابن حجر أشعري المذهب !!
11) إقراره بأن مذهب أهل السنة والجماعة أسلم في عدم تأويل الصفات : وفي ذلك نقل رسالة إمام الحرمين رحمه الله ثم عقب مؤيدا فقال: (( مذهب أهل السنة في قوله الرحمن على العرش استوى قال بلا كيف والآثار فيه عن السلف كثيرة وهذه طريقة الشافعي وأحمد بن حنبل وقال الترمذي في الجامع عقب حديث أبي هريرة في النزول وهو على العرش كما وصف به نفسه في كتابه كذا قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما يشبهه من الصفات وقال في باب فضل الصدقة قد ثبتت هذه الروايات فنؤمن بها ولا نتوهم ولا يقال كيف كذا جاء عن مالك وبن عيينة وبن المبارك أنهم أمروها بلا كيف وهذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة وأما الجهمية فأنكروها وقالوا هذا تشبيه وقال إسحاق بن راهويه إنما يكون التشبيه لو قيل يد كيد وسمع كسمع وقال في تفسير المائدة قال الأئمة نؤمن بهذه الأحاديث من غير تفسير منهم الثوري ومالك وبن عيينة وبن المبارك وقال بن عبد البر أهل السنة مجمعون على الإقرار بهذه الصفات الواردة في الكتاب والسنة ولم يكيفوا شيئا منها واما الجهمية والمعتزلة والخوارج فقالوا من أقر بها فهو مشبه فسماهم من أقر بها معطلة وقال إمام الحرمين في الرسالة النظامية اختلفت مسالك العلماء في هذه الظواهر فرأى بعضهم تأويلها والتزم ذلك في آي الكتاب وما يصح من السنن وذهب أئمة السلف إلى الانكفاف عن التأويل واجراء الظواهر على مواردها وتفويض معانيها إلى الله تعالى والذي نرتضيه رأيا وندين الله به عقيدة اتباع سلف الأمة للدليل القاطع على ان إجماع الأمة حجة فلو كان تأويل هذه الظواهر حتما لا وشك ان يكون اهتمامهم به فوق اهتمامهم بفروع الشريعة وإذا انصرم عصر الصحابة والتابعين على الاضراب عن التأويل كان ذلك هو الوجه المتبعانتهىوقد تقدم النقل عن أهل العصر الثالث وهم فقهاء الأمصار كالثوري والأوزاعي ومالك والليث ومن عاصرهم وكذا من أخذ عنهم من الأئمة فكيف لا يوثق بما اتفق عليه أهل القرون الثلاثة وهم خير القرون بشهادة صاحب الشريعة )) فتح الباري لابن حجر : 13/407. قلـــــــت : ليت الأشاعرة يدركون مدى إشادة وإعجاب الإمام بن حجر رحمه الله بمذهب أهل السنة والجماعة فبعد ذكر مذهبهم في إثبات الصفات وعدم تأويلها لم يخف استغرابه من عدم الوثوق بما اتفق عليه أهل القرون الثلاثة كما ذكر أفضليتهم وعزى ذلك إلى شهادة صاحب الشريعة فهل في هذا أي وجه منه وجوه التأييد لمذهب الأشاعرة ياترى ؟!
12) إقراره غرض البخاري رحمه الله في كلام الرب جل وعلا متى شاء: وفي ذلك يقول مؤيدا ومقرا : ((قال بن بطال غرض البخاري في هذا الباب إثبات السمع لله وأطال في تقرير ذلك وقد تقدم في أوائل التوحيد في قوله وكان الله سميعا بصيرا والذي أقول إن غرضه في هذا الباب إثبات ما ذهب إليه أن الله يتكلم متى شاء )) فتح الباري: 13/496. قلــــت : وتلك وربي قاسمة ظهور الأشاعرة فهل لأحدهم إيراد مثل هذا الغرض على وجه الإقرار والرضى ؟!
13) إشادته بإثبات الصفات وإعجابه بالرد على منكرها: وفي ذلك قال رحمه الله معجبا: ((وقد اخرج بن أبي حاتم في كتاب الرد على الجهمية بسند صحيح عن سلام بن أبي مطيع وهو شيخ شيوخ البخاري أنه ذكر المبتدعة فقال ويلهم ماذا ينكرون من هذه الأحاديث والله ما في الحديث شيء إلا وفي القرآن مثله يقول الله تعالى أن الله سميع بصير ويحذركم الله نفسه والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي وكلم الله موسى تكليما الرحمن على العرش استوى ونحو ذلك فلم يزل أي سلام بن مطيع يذكر الآيات من العصر إلى غروب الشمس )) قلــــت : أما والله لو وجدنا أشعريا يورد مثل هذه الأقوال في معرض الإستدل والرضا لقلنا بأن الأشاعرة من أهل السنة والجماعة قولا واحدا .
14) نهيه عن مسلك المتكلمين في الخوض في الجوهر والعرض : وفي ذلك قال رحمه الله : (وغاية علم العالم أن يقطع بوجود فاعل لهذه المصنوعات منزه عن الشبيه مقدس عن النظير متصف بصفات الكمال ثم متى ثبت النقل عنه بشيء من أوصافه وأسمائه قبلناه واعتقدناه وسكتنا عما عداه كما هو طريق السلف وما عداه لايأمن صاحبه من الزلل ويكفي في الردع عن الخوض في طرق المتكلمين ما ثبت عن الأئمة المتقدمين كعمر بن عبد العزيز ومالك بن أنس والشافعي وقد قطع بعض الأئمة بأن الصحابة لم يخوضوا في الجوهر والعرض وما يتعلق بذلك من مباحث المتكلمين فمن رغب عن طريقهم فكفاه ضلالا قال وأفضى الكلام بكثير من أهله إلى الشك وببعضهم إلى الإلحاد وببعضهم إلى التهاون بوظائف العبادات وسبب ذلك إعراضهم عن نصوص الشارع وتطلبهم حقائق الأمور من غيره وليس في قوة العقل ما يدرك ما في نصوص الشارع من الحكم التي استأثر بها وقد رجع كثير من أئمتهم عن طريقهم حتى جاء عن إمام الحرمين أنه قال ركبت البحر الأعظم وغصت في كل شيء نهى عنه أهل العلم في طلب الحق فرارا من التقليد والآن فقد رجعت واعتقدت مذهب السلف هذا كلامه أو معناه) فتح الباري لابن حجر: 13/350-507. * وقال رحمه الله: ((وقد توسع من تأخر عن القرون الثلاثة الفاضلة في غالب الأمور التي أنكرها أئمة التابعين وأتباعهم ولم يقتنعوا بذلك حتى مزجوا مسائل الديانة بكلام اليونان وجعلوا كلام الفلاسفة أصلا يردون إليه ما خالفه من الآثار بالتأويل ولو كان مستكرها ثم لم يكتفوا بذلك حتى زعموا أن الذي رتبوه هو أشرف العلوم وأولاها بالتحصيل وان من لم يستعمل ما اصطلحوا عليه فهو عامي جاهل فالسعيد من تمسك بما كان عليه السلف واجتنب ما أحدثه الخلف وان لم يكن له منه بد فليكتف منه بقدر الحاجة ويجعل الأول المقصود بالأصالة والله الموفق)) فتح الباري له : 13/253. قلــــت : ولا يزال الإمام الحافظ ابن حجر يلقن الأشاعرة دروسا من النكير والهجير فيهم وفي أبائهم من المعتزلة والجهمية فبعد ذكر تقديم النقل على العقل علق على وجوب الإيمان والسكوت , ثم ذكر أن ما عدى ذلك لا يسلم صاحبه من الزلل ثم أشاد رحمه الله بما ورد عن الأئمة المتقدمين الأطهار إلى أن أنكر رحمه الله على من مزج مسائل الدين بأقوال فلاسفة اليونان , فلله درك من أشعري أتعبت الأشاعرة بعدك يا عسقلاني .
15) كشفه وراثة الأشاعرة للمعتزلة : وفي ذلك يقول رحمه الله مستنكرا لا مؤيدا : ( قد اعترف أبو جعفر السمناني وهو من رؤوس الأشاعرة وكبارهم بأن هذه المسألة من مسائل المعتزلة بقيت في المذهب والله المستعان ) فتح الباري لابن حجر: 1/71. قلـــــت : ليت من قالوا بأشعريتك ماذا يفهمون من هذه الجملة ومن ختمك لها بقولك والله المستعان ؟!
16) مخالفته لهم في خبر الآحاد : وفي ذلك قال رحمه الله : ((والخبر المحتف بالقرائن أنواع منها ما أخرجه الشيخان في صحيحيهما مما لم يبلغ حد المتواتر فإنه احتفت به قرائن منها : جلالتهما في هذا الشأن وتقدمهما في تمييز الصحيح على غيرهما وتلقي العلماء كتابيهما بالقبول ، وهذا التلقي وحده أقوى في إفادة العلم من مجرد كثرة الطرق القاصرة عن التواتر )) نزهة النظر لابن حجر: 1/7. قلــــت : هل يستطيع أي أشعري أن يقول نعم هكــذا الأشاعرة وهذا هو منهجهم ؟!
17) اعتماده على كتب السنة كمراجع لكل مصنفاته : ومنهـــا : * صحيحي الإمام البخاري ومسلم رحمهما الله . * خلق أفعال العباد لإمام البخاري رحمه الله . * الإيمان لأبي قاسم البغدادي رحمه الله . * الإيمان للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله . * الإيمان لابن مندة رحمه الله . * السنة للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله . * السنة للكرماني رحمه الله . * السنة للشيباني رحمه الله . * السنة للالكائي رحمه الله. * السنة للخلال رحمه الله . * السنة للطبراني رحمه الله . * السنة لابن أحمد رحمه الله . * التوحيد لابن خزيمة رحمه الله . * الرد على الجهمية لابن حماد رحمه الله . * الرد على الجهمية لابن أبي حاتم رحمه الله . * الروح لابن مندة رحمه الله . * الفتن لابن حماد رحمه الله . * النقض على بشر المريسي للدارمي رحمه الله . * الأدب المفرد للبخاري رحمه الله . * تهذيب الكمال للمزي رحمه الله .
وغيرها كثير . قلــــت : حاصل الأمر أن الإعتماد على غير كتب السنة غائب في مصنفاته ولو كان أشعري المذهب لكان الإعتماد على كتب الأشاعرة أولى في تأييد مذهبه .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته | |
|
هى مسلمة عضو متألق
الجنس : المشاركات : 167 نقاطي : 229
| موضوع: رد: الحقـائق العشر في تفنيد أشعـرية الإمام ابن حجر المصدر: الحقـائق العش الأربعاء 14 مارس - 1:16 | |
| جَزْآكْ الله خُيِرْ وَجَعَلُهُ بِمِيِزَآنِ حَسْنَآتَكْ وُآَنَآرْ اللهُُ دَرَبَكَ ْعَلْىْ هَذُاَ الْطْرحَ الرُآئَعَ بَآرَكْ اللهُُ فِيك آِحْتِرَآمِيِِ | |
|