الوردة المتفتحة عضو
الجنس : المشاركات : 47 المـكـان : الاردن نقاطي : 70
| موضوع: مجنون يعلم الخميس 7 يونيو - 11:43 | |
| نزلت من داري عصر يوم الجمعة ذاهبا الى السوق لبعض حاجتي فوجدت أخانا المجنون على عادته من كل جمعة يلقي الخطبة التي سمعها
من الخطيب ليؤديها كما سمعها لا يخرم منها حرفا ، مع فصاحة وبيان فلما قضاها وجلس تركته يأخذ أنفاسه ثم قلت له :
ألا تحدثنا لكن ليس كالمرة الفائتة !! فضحك وقال : عن أبي عثمان الجاحظ قال : أخبرني يحيى بن جعفر قال : كان لي جار من أهل فارس
وكان بلحية ما رأيت أطول منها قط وكان طول الليل يبكي فأنبهني ذات ليلة بكاؤه ونحيبه وهو يشهق ويضرب على رأسه وصدره
ويردد آية من كتاب الله تعالى فلما رأيت ما نزل به قلت لأسمعن هذه الآية التي قتلت هذا وأذهب نومي فتسمعت عليه فاذا الآية (يسألونك عن المحيض قل هو أذى )
فعلمت أن طول اللحية لا يخلف !!
ثم زادني : كان لأبي العتاهية تلميذ تصوف وتزهد وبقر احدى عينيه وقال النظر الى الدنيا بعينين اسراف !!....
وضحك وضحكت معه وقلت : هذه المرة جعلت العباد والزهاد مرمى سهمك , وهم بركة الوقت وبهم نستسقي السماء
وقبل قليل أنت تخطب فينا وأنت لابس لبوس الواعظين !!!!
فكأني أثرته فصعد النظر في وجهي وقال : أنت أعمى البصيرة لا البصر !! تسمي من تصنع الزهد ناسكا ومن أطال لحيته عابدا وبين جنبيه نفس ابليس !!
فلعل متصنع الزهد يمشي في الطرقات وأعمال سره تمشي خلفه تصرخ كذاب كذاب !!
أما الصالح الحقيقي فهو النفس الكاملة تجسد خوف الله في قلبه فهابه كل شيء ، رجل هو تفسير الفضائل الذي لو ألفت المجلدات الطوال
لما أغنت عن جلسة واحدة بين يديه ، فتعدي تقواه من جلس معه كأنها مرض معد لكنها مرض الذنوب الذي يمحقها ، مرض آفات النفس الذي يطهرها ،
أما ما رويت لك فهؤلاء جهلة في ثياب المتقين فلا تغرك لحى ولا صور فتسعة أعشار ما ترى أمامك بقر .
فاخذتني رعدة من كلامه وتذكرت شيوخ الزهد والتقوى والورع الجنيد وابن حنبل وبشر الحافي وأطرقت أفكر في بطولاتهم الربانية
فما هي الا لحيظات حتى وجدت صاحبي بيده حجر يركض خلف رجل ذي لحية طويلة يريد أن يضربه والرجل يجري هربا منه ......
| |
|