بسم الله الرحمن الريحيم
السلام عليكم
اردت ان اضع بين ايدكم صور مختلفة بين فلسفة العاهرة و رفض الشيخ و بين كلمة الشعب و هتاف " الملك لا يخان "
اتمنى ان اكون وفقت في الطرح
...............
على قهقرةِ السيوفِ في ساحةِ
التدريبِ و هتافاتهم "يحيى الملك يحيى الملك " كانا واقفان في منطقةٍ
تعلو عن ساحةِ التدريبِ تطلُ عليها من نافذةٍ بزجاجٍ كبير .
وقفا يتحدثا و ذكريات الصبا عادت كشطحاتٍ شفها المشيخ :-
- أ تذكر يا محمد مذ كنا صغار ، كنا ها هنا نتدرب
- نعم اذكر يا سليم لكن الان قد كبرنا و اصبحنا نعي ما كنا نقوله عن جهالة
- الا تتغير انت ؟!!.. اما زلت على تفكيرك..!! هذه قوانين المملكة و لا يجب ان تُكسر
- هل القوانين تعلمنا الذل .!!
هل تعلمنا ان نرى الظلم و نسكت ؟!! ها انا و انت قواد في الجيش و نرى
الحقائق عن قرب دون كثبان تغطيها
- يا صديقي تلعم عبارة واحدة " الملك لا يخان "
- الملك لا يخان !!!! سيأتي زمان
تتذكر قولي لكن ربما وقتها احتضنني التراب و اصبحت نثرا مضى ، يا صديقي
سنساق كما تساق البهائم و تقتل نساؤنا و اولادنا و نحن كوقفة المتفرج نحمي
الملك الذي لا يخان ...، الملك الذي يشرب كأس ذلنا و يتوسد حرير خوفنا
الوثير ..، اذهب الان في الاحياء و الازقة القديمة سترى نساء نائحات لان
ازواجهن قتلوا و لامن معاش و الفقر قد حمى وطيسه و لا من مجيب .
صمت... ثم نظرات ... ثم صمت ..حتى استدار محمد طارقا دربا بعيد و سليم كان مقتنعا في قرارة نفسه لكن ما من مفر فالملك لا يخان .
وصل محمد الى غرفته ..، رمى سيفه
عن خاصرته ، سيفه الذي تغمد جفن الكرى منذ زمن طويل و لم يسمع صريره ،
القى نفسه على الاريكة و التفكير يكاد لا ينفك عنه حتى يسلبه المنام
وراحة البال ..، نعم هو القرار .. هو القرار الذي تفجر " الملك يخان " .
في صباح ِيومٍ غيومه كئيبة و شمسه
كسيفة و سماءه متلبد بالشؤم ، دخل على الملك و الخجر المسموم يتلبد خلف
خاصرته يريد ان يغمده في قلبه الملوث كي يحلو في عينه المنام ..، و ما ان
شاء رفع الخنجر الا و نعكس بريقه في المرآة فضج الملك بالعويل و الصراخ و
طلب النجدة فعم القصر و المملكة و انقلبت رأسا على عقب فمحمد قد هرب لكن
هيهات " الملك لا يخان "
صار محمد يطرق كل الابواب يريد
منفذ او مهرب او حتى ظلام دامس يتعتم به من جلاوزة القصر و سرعان ما حط
به الالتفاف امام بيت شيخ البلدة فطرق الباب و قال :
- اريد ان اختبئ عندك يا شيخ رجال الملك يبحثون عني
- و ما بيدي يا بني
- تضمني لديك
- لكن ...
-لكن ماذا ؟! انا دافعت من اجلكم و من اجل الحق
كان صمت الشيخ جواب السؤال ثم اخذ
محمد بنظرةٍ بائسةٍ و اقدامٍ حائرةٍ تضعه هنا و هناك حتى رمته امام منزل
عاهرة الحي و كانت الملاذ الاخير فقالت له حين طلب المساعدة :
- أ تطلب مني انا ؟! لما لم تذهب الى شيخ البلدة او مختارها ؟؟
- و من قال لك لم اذهب ، قد ذهبت لكن كلهم رفضوا
- لا اعرف ما اقول انا راقصة الحي و كل الجنود يسكرون عندي في بيتي و على حاناتي و وجودك هنا سهل و سرعان ما ان وجدوك سأقتل
كان في حديثها رفض مبطن فأستدار محمد معرجا للرحيل لكنها قد اشارت عليه الدخول لا لشيء ربما لان الشرف ليس كما يدعوه .
اختبئ لديها في الوهلة الاولى
لكن في مملكة صغيرة فيها الجدران تنقل حديث الليل و نجواه لا شيء يختبئ
فكل قد عرف انه لديها و جنود الملك توجهوا الى بيت الراقصة كي يلقوا القبض
عليه لكنها لم تقبل بهذا الامر و اشارت عليه الهرب قبل ان يأتوا لكنه قال
:
- ان هربت سيقتلوك ... لا لن اهرب سأسلم نفسي
- لا تقلق بشأني اهرب فأنا سأقتل سأقتل حتى لو لم تهرب ألا تعلم " الملك لا يخان "
بين مناقشات دامة لدقائق قصيرة
اقتنع و حث الرحيل لكن ما ان فتح الباب الا وجنود الملك عند ناصيته فشهر
سيفه يدافع عن نفسه فلربما الشجاعة تغلب الكثرة لكن ما من مفر الموت أولى .
ما ان وصل خبر موته الى القصر
انهار سليم و اهتزت اركان ذاته و ظل حديث محمد يدور في باله لكنه استفاق من
جثامه متأخرا فمحمد قتل لكن عباراته لم تمت بعد .
اتى صباحا اخر كان اكثر اشراق و
اشعة شمسه اعطت الدفئ و الغضب و الناس تجمهرت امام القصر يرئسهم سليم و
حراس القصر ما كان بيدهم الا ان يسلموا الملك ففتحت الابواب قسرا تحت ارادة
الكلمة.
أ ُوخذ الملك الى شرفة في مقدمة
القصر تطل على الناس و سليم كان يكبله بالحديد فأخذت في نفسه التجهم و
الكبرياء المزيف و داء العظمة قائلا :
- ماذا تفعل ايها الجندي
- القانون ايها الملك القانون
- اي قانون يجعلك تكبل الملك بالاصفاد
- الظلم ايها الملك
- الملك لا يخان
- من قال
- انا
- ومن انت
- انا الملك
- ونحن الشعب